يقول كل من الشيوعيين والإسلاميين السياسيين نفس الشيء للديمقراطيات، سوف نستخدم شكل حكومتك الليبرالية المنفتحة للدخول إلى أروقة السلطة وتدميرك.
لن يتم إطلاق رصاصة ولم يُقتل الكثير من الأشخاص لكننا بالمال مع تكتيكات التخويف وحتى بعض النخب السياسية الخاصة بك، ندخل إلى الدستور ذاته الذي عشت فيه، لتغيير النظام البيئي الخاص بك وشبابك، وسيكون هذا هو انتصارنا النهائي.
صدق أو لا تصدق ولكن هذا الشيء بالذات يحدث الآن في جميع أنحاء العالم، إنه لأمر مدهش حقًا أن نرى الليبراليين يصبحون فاشيين ويروجون للأشياء ذاتها التي فعلها الفاشيون في الماضي ولكن الآن يرتدون قناعًا.
هذا لا يحدث فقط في الصين التي يعرف الجميع أن نظامها استبدادي، ولكن في كل ديمقراطية مع اليسار والإسلاميين المتطرفين والجماعات الانفصالية الأخرى يتكاتفون لتدمير الديمقراطيات.
ويحدث ذلك بمباركة السياسيين الذين يريدون السلطة فقط ولا يدعمون نظامًا ديمقراطيًا بل سلالة حاكمة أو حتى فاشيين متنكرين بزي ليبراليين لإيصالهم إلى السلطة.
من الممكن شراء بعض المؤثرين والمشاهير واستخدامهم من أجل الترويج للأفكار ومعاجمة الحكومات القائمة، وهذا ما يفعله هذه الأيام اليساريين وفعله الإسلاميين من قبل.
حتى في أزمة فيروس كورونا، استغلت الكثير من الحكومات الحرب على الوباء من أجل ممارسة الإستبداد وتوجيه الرأي العام وتراجعت الحريات الشخصية والفردية بشكل كبير.
الآن مع تراجع الوباء تتطلع الشعوب للحرية مجددا، لكن على ما يبدو هناك أمور ستظل معنا لوقت طويل، وأبرزها جواز التلقيح.
نحن لا ننكر قط أن الأوبئة بحاجة إلى سياسات خاصة للتعامل معها، لكن السير على طريق الصين وتقليد هذا البلد لا ينبغي تشجيعه.
تتدخل الحكومة الصينية في كل شيء، من السياسة العامة للبلاد إلى حياة الأفراد، لدرجة أنها حددت عدد ساعات لعب لا يجب تجاوزها من قبل الشباب كل يوم وكل أسبوع، وهي التي تدخلت من قبل في حياة الأفراد من خلال تنظيم النسل.
ويبدو أن مصر قد تسير في هذا الطريق، حيث يرفض المصريين التقليل من الإنجاب والتركيز على الجودة وترك الفكر السلفي الذي يرى في العدد أهم من الكيف وينظر للتوالد على أنه امر فطري لا ينبغي اخضاعه للعقل والإرادة الإنسانية، لذا قد تلجأ الحكومة إلى حلول لا تعجب الديمقراطيين.
في المغرب عارض الإسلاميين واليساريين التطبيع مع إسرائيل، ورغم ان الدستور يسمح بحرية التعبير، إلا أن بعضا من هؤلاء ذهب لتهديد النظام العام وتشويه الملكية المغربية وتكفير الليبراليين الذين وصلوا حديثا إلى الحكومة، وهناك حروب إلكترونية تحدث يوميا على الشبكات الاجتماعية يراد لها زعزعة استقرار المملكة.
وبشكل عام كان لافتا عربيا مساندة الأغلبية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، معلنين تحالفهم مع موسكو والصين التي تنتمي إلى معسكر العالم الإستبدادي.
حذفت آبل تطبيقات القرآن والكتاب المقدس في الصين بناء على أمر الحكومة الصينية أواخر 2021، وينظر الحزب الشيوعي الصيني إلى الديانات على أنها خرافات، ولديه مشروع لإعادة كتابة القرآن والكتاب المقدس.
وتجشع الحكومة الصينية على استخدام التكنولوجيا وكاميرات المراقبة لتتبع حياة كل فرد ومنحه تقييما خاصا به بناء على تصرفاته وحتى آراءه في الشبكات الاجتماعية، وبناء على ذلك يمكن مكافأته بالقروض والتسهيلات أو معاقبته وقمعه إذا كان سلوكه لا يعجب الحكومة.
لا يخفي الكثير من العرب اعجابهم بالصين وحتى ديكتاتور كوريا الشمالية الذي جوع شعبه، واختار الحصار والإنغلاق على العالم، وهو الزعيم الذي يعدم المعارضين ليس لسياسته فقط، ولكن أيضا كل شخص لا ينحني ركوعا لتماثيل الأب المؤسس، ويمكن لشخص غير ملحد أن يتعرض لمضايقات أو حتى القتل.
وبينما يعيش الملايين من العرب في أوروبا والولايات المتحدة وقد وجدوا على الأقل الحرية في اطار الحدود واستفادوا من الخدمات ولديهم حرية التعبير، يفضل المتأثرين بالشيوعية وفكرة الخلافة الإسلامية حكم الفرد الواحد الذي يقضي على كل المعارضين ولا يسمح بأي شكل من أشكال الإختلاف.
إقرأ أيضا:
التطبيع خيانة شعار فارغ في زمن التسوية الشاملة
خلاف الصين مع روسيا في أوكرانيا وكشف المستور
كيف دمرت أمريكا أسطورة اقتصاد اليابان لصالح الصين؟
السلفيون ومكافحة الفقر بالإرهاب مع أبو إسحاق الحويني