في الولايات المتحدة الأمريكية يهاجم دونالد ترامب البنك المركزي الأمريكي ويرى بأن سياساته التي تتبنى الرفع التدريجي لسعر الفائدة غير مقبولة ومحبطة.
على الطرف الآخر في تركيا فإن رجب أردوغان يعارض فكرة زيادة أسعار الفائدة في البلاد ويرغب في أن يقوم البنك المركزي بتخفيضها لمواجهة الأزمة المالية المستفحلة في البلاد.
وفي هذا المقال سنتعرف على دوافع كل واحد منهما في الدفاع عن سعر فائدة منخفضة في البلاد، مع العلم أن البنك المركزي هي مؤسسة مستقلة وهي التي تطبع النقود وتدير السياسات النقدية وتتخذ القرارات بعيدا عن السياسة والحسابات الخاصة بالقادة السياسيين.
-
لماذا يرغب دونالد ترامب في أسعار الفائدة المنخفضة؟
يرغب الرئيس الأمريكي ببساطة في أن يكون الدولار ضعيفا وبالتالي ذات قدرة أكبر على المنافسة مع اليوان الصيني وعملات الدول الناشئة، وهو ما يساعد الصادرات الأمريكية على النمو بقوة ويعزز من الصناعة الأمريكية في العالم، وسيساعده ذلك أيضا في مواجهة المنافسة التجارية من الصين.
لا يكتفي دونالد ترامب بالمفاوضات التجارية مع بكين وإرغام الجانب الصيني على ابرام اتفاق عادل لواشنطن فحسب، بل يرغب أيضا في تعزيز قوة صادرات البلد واقناع الشركات الأمريكية مثل آبل على صناعة منتجاتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
إضافة لما سبق يتفاخر الرئيس الأمريكي بارتفاع البورصة والأسهم الأمريكية في عهده إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يرغب في أن يستمر الصعود طيلة حكمه للولايات المتحدة وأن تصل الفقاعة الحالية إلى مستويات جديدة أخرى، وبالطبع فإن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل البورصات تعاني والمستثمرين يميلون إلى البيع، وبالتالي فإن تخفيض أسعار الفائدة يحفز على نمو الأسهم واستمرار هذه الأنشطة.
ولا يرغب الرئيس الأمريكي في زيادة أسعار الفائدة لأن هذا سيدفع الشركات إلى دفع ديونها المتراكمة أضعاف تكاليف الإقتراض، وهو ما سيجعلها تسرح الموظفين وتقلل الإنفاق.
-
لماذا يدفع رجب طيب أردوغان عن تخفيض أسعار الفائدة؟
لا يختلف نظيره التركي رجب طيب أردوغان في هذه النقطة، وهو الذي يؤمن بأن أسعار الفائدة يجب أن تبقى منخفضة لأنه بهذه الطريقة حقق الإقتصاد التركي في عهده طفرة كبيرة من خلال نمو الشركات وتنامي نشاط الإقتراض الذي يساعد على إنشاء الشركات والمؤسسات وبناء أنشطة تجارية وتعزيز التصدير.
تخفيض أسعار الفائدة في البلاد من شأنه أن يقلل من تكاليف الإقتراض على الشركات ويساعد على النمو وتوظيف اليد العاملة وتنامي نشاط التصدير إلى الأسواق الأخرى.
غير أنه في الحالة التركية يحذر الخبراء من أن هذا من شأنه أن يضعف العملة التركية التي تعاني بالفعل من الضعف، وسيتزايد التضخم أكثر وبالتالي فإن الرواتب الحالية لن تكون كافية لأغلب المواطنين.
من شأن تخفيض أسعار الفائدة أن يزيد من الإنتاج الداخلي والأنشطة التجارية وسيساعد على تنامي السياسة والتصدير والمصادر الأخرى للعملة الصعبة في البلاد.
ويبدو أن الرئيس التركي يرى أن تخفيض أسعار الفائدة قد يكون له تأثيرات سلبية على الليرة التركية والتضخم في البلاد لكن بما أنه سيحفز النمو والتوظيف والإنتاج الصناعي وسيزيد من الصادرات فليس هناك مشكلة من تحمل تبعات ذلك.
السبب السياسي وراء دفاعه عن خفض سعر الفائدة هو تثبيت حكمه، خصوصا وأن حزبه قد خسر الإنتخابات في كل من أنقرة واسطنبول خلال الأسابيع الماضية، ومن أسباب خسارته لتلك الإنتخابات هي الوضع المتردي للإقتصاد التركي وانعكاس ذلك بشكل سلبي على المواطنين الأتراك الذين اقتنعوا أخيرا بأنه يجب عليه ايجاد بديل للحزب السياسي الأكبر في البلاد.
يخشى رجب طيب أردوغان ان يخسر الإنتخابات الرئاسية المقبلة لهذا فهو يبحث عن طريقة لتحفيز النمو ولو فقط على المدى القصير لاستعادة ثقة المواطنين الأتراك للتصويت على استمراره في قيادة البلاد.
نهاية المقال:
الآن أصبحنا نعرف لماذا يدافع دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان عن خفض أسعار الفائدة، لكن رد البنك المركزي الأمريكي ونظيره التركي مؤخرا هو تثبيت أسعار الفائدة وتجاهل دعوات الرئيسين.