أحدث المقالات

أصل سكان تونس والجزائر: التونسيين والجزائريين أبناء أوروبا

في تقرير نشرته مجلة Nature حول "الحمض النووي القديم...

فضائل ومعجزات أبو إسحاق الحويني خليفة الألباني

والله ما عرفتم قدر أبو إسحاق الحويني، بل لا...

مكاسب مصر وإسرائيل والسعودية من حرب أمريكا ضد الحوثيين

أصبحت حرب أمريكا ضد الحوثيين رسمية بعد أن استأنفت...

وفاة أبو اسحاق الحويني: “وجه المرأة كفرجها” وداعم جهاد النكاح

في خبر أثار اهتماما واسعا، توفي الداعية السلفي أبو...

10 فضائح كارثية في الدستور السوري 2025

يُروج للإعلان الدستوري الجديد تحت اسم الدستور السوري 2025...

الجزائر تسبب ارتفاع الأسعار ثم المجاعة في موريتانيا

الجزائر تسبب ارتفاع الأسعار ثم المجاعة في موريتانيا

تدهورت العلاقات بين المغرب والجزائر ويبدو أن موريتانيا ستدفع ثمن الخلاف بين الأشقاء، ولا يبدو أن أي من الأطراف سيقبل بالخسارة إلا حكومة بلاد شنقيط.

يعاني الشعب الموريتاني من ارتفاع متسارع لأسعار الخضروات والفواكه والمواد الغذائية التي تأتي عادة من المغرب والتي تصدرها المملكة لجارتها الجنوبية ضمن علاقة تجارية قوية.

والسبب هو قيام ميليشيات البوليساريو المدعومة من الجزائر بإغلاق معبر الكركرات الحدودي والذي تمر منه شاحنات السلع المغربية إلى موريتانيا.

وقد تعرض المصدرين المغاربة مؤخرا لخسائر كبيرة بسبب فساد الصادرات التي بقيت في الشاحنات على الحدود لأيام طويلة.

  • الجزائر تسبب ارتفاع الأسعار في موريتانيا

مع اغلاق المعبر بين البلدين من قبل تلك العناصر الإرهابية، تقلص المعروض من السلع في السوق الموريتانية، وارتفعت الأسعار وهذا أمر طبيعي.

ورغم أن هناك أخبار بأن الجزائر تصدر الخضروات إلى موريتانيا وفي مقدمتها الطماطم، فإن أسعار المنتوج الجزائري أعلى، إضافة إلى أن تكلفة نقلها من هناك إلى موريتانيا يزيد الطين بلة.

ويعد الطريق إلى موريتانيا بالنسبة للمغرب ليس منفذا فقط إلى السوق الموريتانية فحسب، لكنه أيضا طريق إلى الأسواق الأفريقية التي يرسل إليها المغرب بضائعه.

هناك نحو 200 شاحنة متواجدة منذ أسبوعين في الجانب الموريتاني عائدة من موريتانيا وعدد من الدول الأفريقية تنتظر على الحدود في المقابل العشرات من الشاحنات تعود أدراجها إلى المغرب بعد وقوفها اكثر من أسبوع على الحدود الموريتانية من جهة المغرب.

تستفيد موريتانيا من التجارة مع المغرب وهي أيضا طريق للشاحنات التي تتزود بالوقود هناك ويتعامل العشرات من سائقي الشاحنات مع المطاعم والخدمات في موريتانيا.

  • المجاعة في موريتانيا هل هي ممكنة؟

عانت موريتانيا عام 2011 من أزمة غذائية كبرى، ولسنوات ظل ولا يزال هذا المشكل قائما ويهدد هذه البلاد الشاسعة التي يسكنها عدد قليل من أهلها.

الطريق الذي أحدثه المغرب إلى دول جنوب الصحراء والذي يمر عبر موريتانيا هو أمل هذا البلد، من أجل النمو والإزدهار وتقاسم المصير مع جارته الشمالية.

قال نائب مدير برنامج الغذاء العالمي ريناتو باييه إن 559 ألف موريتاني يعانون من انعدام الغذاء ويهددهم الجوع خلال 2019.

هذا العدد يزداد خلال السنة الراهنة في ظل أزمة فيروس كورونا، ويأتي اغلاق معبر الكركرات الحدودي ليزيد الطين بلة.

وحتى في حال توفر السلع من الجزائر لكن بسعر أعلى ولا يصل إلا القليل من السلع المغربية عبر التصدير البحري، فإن فقراء هذا البلد لن يحتملوا الزيارات الجنونية في الأسعار.

يعاني هذا البلد أيضا من الجفاف المستمر منذ عامين على الأقل، وهذه وضعية أيضا تضغط على الجارة الشمالية، لكن موريتانيا في أغلبها عبارة عن صحراء، وليست بلدا متقدمة في الزراعة الصحراوية مثل مصر على سبيل المثال.

وقال ريناتو إن نسبة 11 في المائة من 559 ألف يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، مشيرا أنهم فقدوا مورد رزقهم الوحيد المتمثل في المواشي التي باعوها من أجل البقاء على الحياة في سنة 2018

الآن في ظل الجفاف وكورونا واغلاق المعبر الحدودي، تبدو هذه الظروف مثالية للمجاعة التي يمكن أن تعود بقوة خلال الأسابيع والأشهر القادمة إذا لم تتحسن الأمور.

  • ماذا سيفعل المغرب؟ ما موقف موريتانيا؟

إلى الآن لم يستخدم المغرب الخيار العسكري ضد تلك الجماعات الإرهابية، بل حقق تقدما مذهلا على مستوى الديبلوماسية، من خلال افتتاح الدول لقنصلياتها في مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية.

ولا يبدو أن المملكة تفكر للقيام بعمل عسكري مع هؤلاء، فقد خصصت المملكة في مشروع قانون المالية لسنة 2021، ميزانية قدرها 105 ملايين درهم من أجل مواصلة توسيع ميناء أمهيريز لتأمين التصدير إلى موريتانيا الشقيقة ودول جنوب الصحراء.

من شأن هذه التوسعة أن تؤدي إلى تحول هذا الميناء إلى محطة مهمة لانتقال الشاحنات التصديرية من خلاله، بعضها إلى السوق الموريتانية ومعظمها إلى الدول الافريقية المطلة على الأطلسي.

هذا التحول يعني أن موريتانيا ستفقد مكانتها الكبرى، من دولة معبر للسلع المغربية إلى مستوردة فقط للمنتجات المغربية، دون استفادة كبيرة من تجارة المغرب ودول جنوب الصحراء.

موقف موريتانيا رغم هذه المخاطرة يتسم بالهدوء، وإلى الآن لا يوجد موقف حكومي واضح، وهذا خطأ كبير ترتكبه السلطات الموريتانية في حق شعبها واقتصادها.

إقرأ أيضا:

صيد الأسماك في الجزائر: حلم الأطلسي والشراكة مع المغرب

اصلاحات اقتصاد الجزائر: رؤية 2030 لتجنب مأساة فنزويلا

بعد انهيار اقتصاد سوريا ولبنان الدور على العراق ولاحقا الجزائر

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)