يعد عدم الوصول إلى الغذاء أحد أكبر المشكلات التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من الفقر في جميع أنحاء العالم، على الرغم من اعتبار الغذاء حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، فقد تم تحويله إلى سلعة وأصبح الوصول إليه أقل لمن يفتقرون إلى امتيازات معينة في الحياة.
في بنغلاديش، يعيش أكثر من 20٪ من السكان تحت خط الفقر، بما أن بنغلاديش تواجه هذا المعدل المرتفع من الفقر، فإن العديد منهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي أيضًا.
يعمل مركز موارد بنغلاديش للمعرفة الأصلية (BARCIK) على تعزيز العدالة الغذائية باستخدام مبادئ مهمة لربط بنغلاديش بجذورها الثقافية التقليدية قبل الاستعمار، وتأمل في القضاء على الفقر وانعدام الأمن الغذائي في نهاية المطاف.
ما هو التوطين؟
التوطين هو أداة مهمة في عملية إنهاء الإستعمار، كانت بنغلاديش تحت الحكم البريطاني إلى جانب الهند حتى عام 1947.
ولا تزال آثار هذه الفترة الاستعمارية سائدة حيث تهدف البلاد إلى القضاء على الفقر، يسلط مركز التعليم والتعلم الضوء على العلاقة المهمة بين التوطين وإنهاء الاستعمار من خلال القول، “إذا كان إنهاء الاستعمار هو إزالة أو إلغاء العناصر الاستعمارية فيمكن اعتبار التوطين على أنه إضافة أو إعادة العناصر الأصلية”.
هذا يعني في الأساس إعادة الاتصال بطرق الوجود الأصلية، هذا هو بالضبط ما تسعى إليه (BARCIK)، لا سيما فيما يتعلق بالعدالة الغذائية.
الظلم الغذائي والفقر في بنغلاديش
عند دراسة إمكانية الوصول إلى الغذاء في بنغلاديش، من السهل معرفة سبب هدف BARCIK لمحاربة الفقر على وجه التحديد من خلال نظام الغذاء.
وفقًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يؤثر انعدام الأمن الغذائي على حوالي 25٪ من السكان في بنغلاديش، يؤثر التقزم “مقياس شائع لسوء التغذية المزمن” على 36٪ من الأطفال دون سن الخامسة.
هذا يكشف عن النقص الحاد في الوصول إلى الغذاء في الأمة. تعكس الأرقام أيضًا عن كثب معدل الفقر، وتوضح كيف يسير الظلم الغذائي والفقر جنبًا إلى جنب.
استعمال أحدهما لمحاربة الآخر
من خلال فهم الفقر وانعدام الأمن الغذائي في بنغلاديش، تسعى BARCIK جاهدة من أجل التوطين كأداة للقضاء على الآثار الدائمة للاستعمار لإنهاء الاستعمار والقضاء على الفقر وزراعة الأمن الغذائي لجميع البنغاليين.
يسلط موقعها على الإنترنت الضوء على مهمة المنظمة غير الربحية، مشيرًا إلى أن BARCIK تعمل بنشاط “على استكشاف وإدماج المعرفة الأصلية والممارسات المحلية في برامج التنمية المعاصرة”.
بالإضافة إلى هذه الممارسات، تجري أيضًا مبادرات بحثية في مجالات “الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والجغرافيا والزراعة والعلوم البيئية وعلم النبات والتاريخ والإدارة والاتصال الجماهيري والصحافة”.
من خلال هذا البحث، تنفذ المنظمة وتشجع المجتمعات البنغلاديشية الأصلية على زراعة الأغذية والإنفتاح على الزراعة، بناءً على فهم التنوع البيولوجي للأرض.
تجري BARCIK “مبادرات بحثية ودراسات مختلفة تشمل قضايا التنوع البيولوجي الزراعي، وتغييرات سبل العيش والوصول إلى الموارد الطبيعية”.
من خلال إجراء البحوث وممارسة التوطُّن، تلعب BARCIK دورًا مهمًا للغاية في حرب بنغلاديش ضد الفقر والظلم الغذائي.
تساعد المنظمة في إلقاء الضوء على أهمية التوطين في الكفاح من أجل إنهاء الاستعمار مع استمرار آثار الاستعمار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام المعرفة الأصلية لزراعة نظام غذائي عادل حتى يتمكن الجميع من الوصول إلى حقوق الإنسان الأساسية أمر ضروري.
نهج BARCIK وتأثيره هو شيء يمكن للناس في جميع أنحاء العالم التعلم منه، لا سيما في الكفاح العالمي ضد الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
يعد توطين العديد من الزراعات وتوفير الظروف الملائمة لها خصوصا مع انتشار تقنيات الزراعة المغطاة وأساليب السقي الحديثة، حلا من أجل مضاعفة الإنتاج المحلي وتوفير الغذاء بأسعار أقل للمواطنين ومنع المجاعة.
إقرأ ايضا:
الزراعة في الفضاء ومطر الأرز لمنع المجاعة القادمة
5 وفيات بسبب كورونا مقابل 11 قتيلا في المجاعة كل دقيقة
المجاعة تتفوق على الوباء في زمن كورونا
الحشرات الصالحة للأكل خيار أوروبا لتجنب المجاعة القادمة
 على تعزيز العدالة الغذائية باستخدام مبادئ مهمة لربط بنغلاديش بجذورها الثقافية التقليدية قبل الاستعمار.){kind=link}