
تزداد الإشارات التي تؤكد بأن الرياض وتل أبيب تتجهان لعملية تطبيع تاريخية بينهما، ومن المنتظر أن يعلن عن التطبيع بين السعودية وإسرائيل في الأسابيع والأشهر القادمة.
بينما قد تتوقع من وثيرة الأخبار والعناوين أن التطبيع قد يحدث الشهر الحالي أو الشهر القادم، لا تتفاجأ إذا استغرقت العملية وقتا أطول.
مؤشرات التطبيع بين السعودية وإسرائيل
وهناك مؤشرات متزايدة آخرها هو سماح المملكة العربية السعودية بمرور الطائرات التجارية الإسرائيلية في أجوائها، وبالتالي يمكن لمن يذهب إلى إسرائيل من دول آسيوية كثيرة الوقوف في السعودية أو حتى مرور جزئ كبير من الطائرات إلى إسرائيل في أجواء السعودية.
ومن جهة أخرى وافقت إسرائيل على انتقال ملكية تيران وصنافير إلى السعودية من جمهورية مصر العربية التي تقول أنها جزيرتين سعوديتين.
وقبل أشهر كان الأمير محمد بن سلمان قد أكد على أن السعودية تنظر إلى إسرائيل على أنها حليف محتمل، وأن الرياض ليس لديها مشكلة، لكن التطبيع لن يكون هينا، تريد الرياض مكاسب كبيرة للقضية الفلسطينية، وترغب في حل الدولتين وانهاء الحرب بين البلدين.
وجاء في تصريحاته التاريخية: “لا تنظر السعودية لإسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”.
أهمية التطبيع بين السعودية وإسرائيل
تناقش إسرائيل والمملكة العربية السعودية سراً شروط تطبيع العلاقات منذ فترة، وترغب الرياض في مكاسب مهمة من ذلك وليست المكاسب المادية فقط، بل مكاسب للقضية الفلسطينية.
وبينما يشكل تطبيع المغرب والإمارات والبحرين والسودان علاقاتهم مع إسرائيل لحظة مهمة في السلام بين العرب وإسرائيل وسيعود بمكاسب مهمة على تلك الدول، إلا أن السعودية ذات أهمية أكبر خصوصا وأنها هي التي تقود العالم الإسلامي السني.
في حال قيامها بالتطبيع مع إسرائيل وجلب مكاسب مهمة لها وللقضية الفلسطينية فإن هذا سيشجع بقية الدول السنية على التطع مع إسرائيل وانهاء صراع استمر لعقود طويلة ولا يخدم الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
لماذا سيكون التطبيع بين السعودية وإسرائيل مختلفا؟
أكد دينيس روس، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، أنه في البداية، يمكن للسعوديين أن يعرضوا فتح مكتب تجاري في تل أبيب، الأمر الذي من شأنه أن يخدم المصالح الاقتصادية السعودية و “سيكون خطوة نفسية كبيرة تجاه إسرائيل”.
في المقابل، يمكن للسعوديين أن يطالبوا بشيء كبير: توقف إسرائيل عن بناء المستوطنات إلى الشرق من الحاجز الأمني الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتتفق على أن تكون خطة السلام السعودية العربية لحل الدولتين أساسًا للمفاوضات مع إسرائيل.
يمكن للسعوديين أن يعملوا على فتح سفارة لإسرائيل في تل أبيب وسفارة للفلسطينيين في رام الله، أو سفارة لهم في القدس الغربية وأخرى في الشرقية للفلسطينيين.
سيتعين على إسرائيل أيضًا أن تلتزم بالحفاظ على الوضع الراهن في جبل الهيكل في القدس، المقدّس لجميع المسلمين.
من المؤكد أن الدول المطبعة مع إسرائيل تتفق مع الدول التي لم تطبع بعد، على أن الحل لهذا الصراع هو أن يكون لكل من فلسطين وإسرائيل دولة مستقلة عن بعضهما البعض.
لذا إن كانت العلاقات السعودية الإسرائيلية تصب في هذا الإتجاه فهو الحل الذي يتوافق عليه الجميع، والذي سيحل الصراع الذي دام لأكثر من 70 عاما.
ولا ننسى أن الملك سلمان متمسك بتجنب التطبيع دون تحقيق مكاسب للقضية الفلسطينية التي ينظر إليها على أنها من أولويات الرياض في الشرق الأوسط، وهو أمر يدركه جيدا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ومن جهة أخرى لن تسمع الرياض بالتطبيع دون مكاسب للقضية، إذ ستستغل ايران ذلك لصالحها وسينحاز المسلمين والعرب إليها خصوصا من أهل السنة، ونحن نعرف التنافس الكبير بين طهران والرياض على الزعامة الإسلامية منذ عقود طويلة.
إقرأ ايضا:
دور مصر في تصدير الغاز الاسرائيلي الى أوروبا
هل يجوز التطبيع مع إسرائيل؟ نعم لأن السياسة فن الممكن
التطبيع خيانة شعار فارغ في زمن التسوية الشاملة
أخطاء الجزائر المعزولة: ضد اتفاقيات إبراهيم ومع روسيا ضد أوروبا
الديمقراطيات في خطر من قبل الشيوعيين والإسلاميين
تصدير الغاز الإسرائيلي إلى لبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق