إلى الآن لا توجد أي علامات لتأثيرات الأوضاع الإقتصادية العالمية على التجارة الإلكترونية في العالم، فالتجارة التقليدية لا تزال المسيطرة لكنها تعاني جراء تقدم الإلكترونية وأيضا بسبب الأزمة المالية التي تخيم على الإقتصاد العالمي وأترث سلبا على التجارة العالمية.
هذا لأن التجارة الإلكترونية في الوقت الحالي تتمدد على حساب التقليدية، لهذا لا يتوقع أن يلاحظ العاملين في هذا القطاع أي تأثير سلبي للوضع العالمي.
المملكة السعودية التي تعمل على تنويع عائداتها في الوقت الحالي ومواجهة تراجع أسعار النفط الذي ساهم في قوتها المالية والإقتصادية خلال السنوات الماضية، تتجه إلى قطاع التجارة الإلكترونية وهي التي قررت إنشاء أكبر صندوق استثمار في العالم حيث تطرقنا سابقا للحديث عنه في مقال “ما بعد النفط: السعودية في قطاع التكنولوجيا بأكبر صندوق استثماري في العالم“.
ويبدو أنه سنرى خلال العام القادم العديد من المفاجآت والخطوات الجيدة التي من شأنها أن تعزز من التجارة في الوطن العربي بما يعود على المنافسة بالفائدة وأيضا المستهلكين.
ومن خلال الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية أعتقد أن هناك عنوانين عريضين سيحددان مستقبل التجارة الإلكترونية في العالم العربي.
- إطلاق أكبر متجر إلكتروني سيتوفر في كل الدول العربية بالتدريج
من المنتظر خلال بداية 2017 أن يطلق رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار وصندوق الاستثمارات العامة السعودي أكبر متجر إلكتروني في الوطن العربي سيكون موجها في الاساس للأسواق العربية لكن في البداية ستقدم خدماتها في المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وسيوفر هذا المتجر كل المنتجات المختلفة ليكون متجرا متكاملا مثل علي بابا و أمازون، حيث سيضن 20 مليون منتجا، وفي غضون عقد من الزمن يتوقع أن يحقق مبيعات قوية من 3 مليارات دولار إلى 70 مليار دولار.
وسيتم تخزين المنتجات في مساحة تخزينية تزيد على 10 ملايين قدم مربعة، وسيتم نقل البضائع والطلبات للعملاء في اليوم نفسه حيث ستكون هناك مخازن في الدولتين كما أن هذا سيعزز من حجم التجارة المشتركة بينهما.
نتحدث عن منصة نون دوت كوم NOON.COM التي ستكون أكبر من سوق دوت كوم ومنافس قوي للعلامات التجارية العالمية، وتسعى بنهاية العام القادم التوسع إلى دول خليجية أخرى فيما ستتوسع إلى بقية دول العالم.
وإلى جانب خدمة التوصيل التي ستكون الأسرع وستتفوق على بقية المتاجر في المنطقة والتي توفر الشحن في ظرف يومين إلى اسبوع، ستطلق أيضا بوابة الدفع الإلكترونية NoonPay وعدد من الإبتكارات في مجال الدفع الإلكتروني لتسهيل الدفع.
هذا من شأنه أن يعزز حقيقة المنافسة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويدفع المتاجر الإلكترونية إلى تحسين خدمات الدعم والدفع الإلكتروني.
- أمازون ستدخل إلى الأسواق العربية من بوابة سوق دوت كوم
منذ عامين ونحن نسمع بخطط شركة أمازون المنافسة بشكل مباشر في الأسواق العربية، وعلى ما يبدو فإن الشركة تفكر في القيام بخطوة كبيرة لهذا الإتجاه العام القادم على الأرجح.
التقارير الأمريكية تؤكد أن الشركة تريد شراء 30 في المئة من سوق دوت كوم التي تتخذ من دبي بالإمارات مقرا لها.
هذه الشركة التي تصل قيمتها إلى 1.2 مليار دولار عينت مجموعة جولدمان ساكس كمستشار لها للبحث عن مستثمرين سيتم الإعلان عن صفقات خلال الفترة القادمة وهذا بالتوازي مع استعداد Naspers و Tiger Global Management لبيع جزء من حصتهم في هذه الشركة.
هذا يعني أن أمازون لن تنافس بشكل مباشر في السوق على الأرجح، وإن كنت أيضا رصدت طرحها لعدد من فرص العمل لديها في المغرب ولبنان والسعودية وعدد من البلدان الأخرى.
نهاية المقال:
تأتي كل هذه الأحداث في ظل تنامي التجارة الإلكترونية في العالم العربي لتتجاوز 15 مليار دولار العام الماضي، وقد أصبح الإقبال على المتاجر الإلكترونية والمعاملات التجارية عبر الإنترنت أفضل مما كان عليه قبل سنوات قليلة.
أضف إلى ما سبق ان المنطقة العربية والأسواق المحلية بالرغم من كل الظروف تعد من اسرع مناطق العالم انفتاحا على التجارة الإلكترونية لما توفره من منتجات عالية الجودة وبأسعار أرخص من التجارة التقليدية.