أدخلت المملكة السعودية مجموعة من الإصلاحات في السنوات الأخيرة لجعل البورصة السعودية جذابة للمستثمرين الأجانب ولتصبح واحدة من أكبر البورصات على المستوى العالمي.
خففت المملكة العربية السعودية حدًا قدره 49 في المائة للمستثمرين الإستراتيجيين الأجانب في أسهم الشركات المدرجة، بهدف جذب مليارات الدولارات من الصناديق الأجنبية حيث تفتح المملكة أكبر بورصة في المنطقة إلى قاعدة أكثر تنوعًا من المستثمرين.
وتهدف هذه الخطوة إلى المساعدة في تعزيز كفاءة السوق وجاذبيته وتوسيع قاعدة الاستثمارات المؤسسية، حسبما ذكرت هيئة تنظيم سوق المال في بيان على موقعها على الإنترنت.
-
افتتاح البورصة السعودية للأجانب منذ عام 2015
شهدت البورصة السعودية، التي فتحت للمستثمرين الأجانب في عام 2015، طفرة في تدفقات الصناديق الأجنبية منذ بداية العام بسبب إدراجها في مؤشرات الأسواق الناشئة.
وقال محمد الكويز رئيس مجلس إدارة السوق المالية لرويترز في بداية هذا العام، كان لدينا 1 في المائة فقط من المستثمرين الماليين في سوق رأس المال السعودي، واليوم تجاوزت 3 في المائة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف.
وقال: “نأمل أن نتمكن من رؤية زيادة مماثلة من حيث السرعة والحجم حيث نبدأ في خلق المزيد من السبل للمستثمرين الأجانب للدخول إلى السوق”.
-
زيادة حصة المستثمرين الاستراتيجيين الأجانب في الشركات السعودية
لن يكون هناك حد أدنى أو حد أقصى للملكية، على الرغم من أنه يجب على المالكين الاحتفاظ بالأسهم لمدة عامين قبل أن يتمكنوا من البيع.
وقال محمد الكويز إن الطلب الكبير من المستثمرين الأجانب غير الماليين دفع هيئة السوق المالية إلى منح الموافقة على أساس استثنائي لعدد من المستثمرين الأجانب الإستراتيجيين لزيادة حيازاتهم في الشركات السعودية المدرجة. وشملت هذه المعاملات في شركة التأمين وبنك محلي.
كان المستثمرون الأجانب مشترون صافين للأسهم السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث بلغت مشترياتهم 51.2 مليار ريال سعودي (13.6 مليار دولار) حتى 30 مايو.
ويمتلكون حالياً 6.6 في المائة من الأسهم السعودية، منها 3.15 في المائة مملوكة لمستثمرين أجانب استراتيجيين.
-
ادراج البورصة السعودية في مؤشرات الأسواق الناشئة
تم دمج الأسهم المحلية في مؤشر FTSE للأسواق الناشئة في مارس ومؤشر MSCI للأسواق الناشئة في مايو من هذا العام، نتيجة لذلك ارتفع مؤشر تداول الشامل في البلاد بنسبة 11 في المائة منذ بداية العام.
مكن للمستثمرين الأجانب الإستراتيجيين الحصول على حصص في الشركات المدرجة من خلال شراء الأسهم مباشرة في السوق، أو من خلال المعاملات الخاصة وعبر العروض العامة الأولية.
وردا على سؤال حول كيفية انعكاس هذه الخطوة على الاكتتاب العام في أرامكو المزمع عقده في عام 2021، قال كويز إنه سيضمن أن السوق لديه البنية التحتية التنظيمية والبنية التحتية للمستثمرين لاستيعاب شركة كبيرة مثل شركة أرامكو السعودية.
-
المزيد من الإنفتاح على الأسواق العالمية قادم
هذه الخطوات هي في صالح البورصة السعودية، سيتيح هذا للمستثمرين الأجانب الإستثمار في شركات صاعدة وكبيرة بالسعودية والإستفادة من نموها.
بالنسبة للسوق السعودية هذا يضمن الحصول على المزيد من السيولة والرفع من حجم التداول ومن القيمة السوقية للبورصة والشركات المدرجة.
ونتوقع مستقبلا أن تكون البورصة السعودية مفتوحة للأجانب كما هو الحال لنظيرتها الأمريكية، ويكون الإستثمار والتداول مباشر وفوري وسهل وغير مقيد.
قد يخشى البعض أن هذا يفتح الباب لتتأثر السوق السعودية بأي اضطرابات أو أزمات دولية، وفي الواقع تتأثر السوق السعودية بتلك التطورات وكان هذا واضحا سواء خلال الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 أو خلال فترات الهبوط العنيف التي شهدتها الأسواق خلال الأشهر الماضية.
نهاية المقال:
منذ 2015 بدأت رحلة انفتاح البورصة السعودية على أسواق المال العالمية والمستثمرين الأجانب، الخطوات المتسارعة تساعد هذه البورصة على النمو وتصدر المشهد في الشرق الأوسط.