قال وزير المالية السعودي إن المملكة الخليجية “ليس لديها اعتراض” على بيع نفطها بعملة أخرى غير الدولار، وهو ما يجعل فكرة الإنتقال من البترودولار إلى البترويوان قائمة بالفعل.
أصدرت السعودية ضجيجًا مماثلاً من قبل، لكن هذا الاقتراح الأخير يأتي بعد أن حث الرئيس الصيني شي جين بينغ دول الخليج على تداول اليوان لتسوية تجارة النفط والغاز مع الصين في القمة الصينية العربية الأولى، التي استضافتها بأبهة وحفل كبيرين، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض الشهر الماضي.
بصفتها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، وحتى وقت قريب ركيزة إستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن أي تحركات من هذا القبيل من قبل المملكة العربية السعودية ستكون خبراً كبيراً.
وهذا يعني أن أول وثاني أكبر مصدرين للنفط في العالم، السعودية وروسيا، لن يتطلعوا بعد الآن إلى تداول هذا النفط بالدولار فقط، مع العلم أن الولايات المتحدة أكبر منتجة للذهب الأسود.
في السنوات الأخيرة، طورت السعودية علاقات وثيقة بشكل متزايد مع الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، شهدت قمة ديسمبر تكرار “دعمهما القوي” لبعضهما البعض وتوقيع سلسلة من الصفقات حول التجارة والتكنولوجيا.
وشمل ذلك مذكرة تفاهم مع شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا بشأن توفير الحوسبة السحابية والبنية التحتية عالية التقنية للمدن السعودية، في تحدٍ للحظر الأمريكي، إن الإنتقال من البترودولار إلى البترويوان من شأنه أن يعزز هذا التمزق في النظام الدولي.
من المؤكد أن هناك غضب دولي خصوصا لدة الدول الناشئة سواء في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من اعتبار الدولار العملة التي يتم بها تسعير كل شيء، من النفط إلى الذهب نحو السلع والتجارة الدولية وثروات المليارديرات وحجم الإقتصاد العالمي وكل شيء.
على وجه التحديد لأن الولايات المتحدة كانت قادرة على ممارسة قوتها النقدية بطريقة تتناسب مع مصالحها الأوسع، واليوم نتابع جميها السياسة النقدية الأمريكية بترقب لأنها تؤثر على حياتنا.
لا يزال الدولار يمثل حوالي 50٪ من التجارة العالمية، وبينما يزداد الرنمينبي، يتم استخدامه بالكاد في 2٪ من المعاملات العالمية، لا تزال الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، وتحمل ثقلًا هائلاً من القوة الناعمة في جميع أنحاء العالم، من هوليوود أو صناعة الموسيقى فيها وهي أكبر منفق عسكري في العالم،
لكن التغييرات الأصغر هي التي يمكن أن تبدأ في الأهمية، في نظام هش ومعرض للأزمات، يمكن أن تبدأ التغييرات الصغيرة على الهامش في إحداث تحولات كبيرة في أماكن أخرى.
في غضون ذلك، بدأت الهند التجارة بالروبية مع روسيا والصين، وبدأت الإمارات العربية المتحدة في استخدام الدرهم، شيئًا فشيئًا بدأت البلدان في الخروج من نظام التجارة والتمويل بالدولار.
طرحت الإمارات العربية المتحدة والهند فكرة إجراء تجارة غير نفطية بالروبية، وستبني هذه الخطوة على اتفاقية التجارة الحرة الموقعة العام الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز التجارة باستثناء النفط بين البلدين إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2027.
كما تفكرت الصين في فكرة تسوية التجارة غير النفطية بالعملات المحلية التي تستثني الدولار، بحسب وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي.
تظل الولايات المتحدة اقتصادًا كبيرًا وقويًا جدًا رغم ذلك، ولكن هذا يعني أن العالم أحادي القطب الذي عشنا فيه منذ نهاية الحرب الباردة يبدو وكأنه على وشك الانتهاء.
ينبغي التأكيد أن الريال السعودي والدرهم الإماراتي عملتين مرتبطتين بالدولار الأمريكي، لإبقاء سعر صرفهما مستقرا، يحتاج البلدين إلى الدولارات بالأساس وليس اليوان أو الروبية.
إقرأ أيضا:
السعودية أكبر دولة سياحية عربيا وهذا ترتيب الدول العربية
رسالة الإمارات إلى السعودية من افتتاح أفخم فندق في العالم بحضور بيونسيه
لا تريد الصين انهيار الاقتصاد المصري ولا ضرب سد النهضة الإثيوبي
القمة العربية الصينية: فليذهب مسلمي الأويغور إلى الجحيم
تحتاج الصين المهزومة في حرب كورونا إلى اللقاحات الغربية
عزلة روسيا في قمة العشرين برعاية الصين والهند