نحن نعيش في وقت نشعر فيه أنه من المعتاد تجربة شيء سيء تلو الآخر، العالم ينهار من حولنا ويبدو أنه لا نهاية لقلقنا ويأسنا.
من الصعب للغاية أن تظل إيجابيًا وأن تستجمع هذا الشعور للتطلع إلى الأشياء الجيدة عندما تبدو الحياة خارجة عن السيطرة.
القلق المستمر، الخوف، الضيق، وجع القلب، واليأس كلها أمور ساحقة للغاية، وقد أصبحت الحياة اليومية حبكة أحد أفلام الكوارث “نهاية العالم”.
يبدو أنه لا خيار أمامنا سوى الاستسلام للحزن والاضطراب، والبقاء هادئين والسماح للتشاؤم بالسيطرة على حياتنا.
لطالما اعتقدت أنه حتى أعمق حفرة لها قاع، وعندما يتم الوصول إلى هذا القاع، فإن الطريق الوحيد من هناك هو الأعلى.
إنها فكرة مريحة في أسوأ الأوقات، لكن في الوقت الحالي، يبدو أن خسائرنا كبيرة جدًا وأن الأمور تغيرت بشكل لا يقاس.
حتى عندما نصل إلى هذا القاع ونتطلع إلى الارتفاع، سيكون من الصعب علينا العودة إلى الأعلى بين ليلة وضحاها وهي رحلة قد تحتاج لسنوات، فالسقوط سريع بينما النمو والبناء عملية بطيئة عادة.
كل تجربة حياتية كبيرة تغيرنا بطريقة ما، حتى بدون هذا الوباء فإن الحياة صعبة وديناميكية للغاية بالنسبة لمعظمنا، والآن في ظل فيروس كورونا الذي لا ينتهي واستمرار الوباء وزحف المجاعات في دول عديدة مثل اليمن وأفغانستان ومدغشقر وجنوب السودان وفنزويلا، إضافة إلى ارتفاع البطالة عالميا من الصعب بالنسبة للمراقبين الشعور بتفاؤل قوي.
هناك خوف يومي وقلق مستمر على عائلتنا وأصدقائنا، والتخوف على مستقبل أطفالنا والحزن على جيل الشباب الذي يعاني حقيقة من تحديات صعبة.
عند متابعة الأخبار اليوم هناك عناوين بارزة مقلقة لعل في مقدمتها وباء كورونا والأوبئة القادمة، التغير المناخي واضطرابات كوكبنا، أخبار المجاعات، انهيار النظام العالمي، الأزمة الإقتصادية العالمية الجديدة، وهي كلها عناوين تشير إلى أن عالمنا ينهار.
من الصعب بشكل لا يطاق أن نخرج أنفسنا من هذا الألم والإحباط والقلق، لكن في الوقت الحالي بقدر ما قد يبدو الأمر صعبًا، فإن أملنا الوحيد للمضي قدمًا من هنا هو ألا نفقد الأمل.
الأمل سيجعل تحمل مصاعب اليوم أقل صعوبة لأننا لن نتخلى عن رؤية غد أفضل، إنه طلب طويل للحفاظ على الأمل والإيمان على قيد الحياة في أكثر الأوقات تدميراً.
الأمل هو أهم شيء سوف نمر به حتى نصل إلى ضوء في نهاية النفق، لست وحدك في خوفك وعدم يقينك، كلنا نشعر به.
الأمل هو أن ننظر إلى الإنهيار الحالي على أنه أمر عادل، فلكل نظام بداية ونهاية، والحياة التي نعرفها قبل كورونا أصبحت من الماضي الآن.
الكثير من الأشياء ستتغير، أولها أن التجارة الإلكترونية ستأخذ مكان التجارة العادية، وثانيا النقود الورقية ستختفي، وثالثا النفط والغاز الطبيعي والوقود الأحفوري هي طاقات ملوثة سنتخلى عنها في السنوات القادمة.
ونعم أصبحت الأوبئة مواضيع مهمة لنا في حياتنا، لذا سيراقب الجميع الفيروسات وأخبار الأوبئة لعل وعسى أن نمنع حدوث جائحة عالمية أخرى، لكن أيضا يجب أن نراقب المجاعات لأنها أكثر قدرة على الإضرار بالبشر من بقية الأزمات وهي واردة.
الأمل هو أن نشارك من الآن في بناء نظام عالمي جديد أكثر عدلا وصديقا للبيئة، وقائما على تقدير العلم والعلماء العقلانية والحوار البناء.
الأمل هو الإيمان بأن العالم قد مر من مراحل صعبة سابقا واستطاعت الإنسانية تجاوزها، ومرة أخرى يمكننا القيام بذلك بأقل الخسائر الممكنة.
أصدق تمنياتي أن نكون قادرين على الانضمام لبعضنا البعض في الحفاظ على الأمل حيًا لمستقبل أكثر إشراقًا وواعدًا، بغض النظر عن مدى عمق يأسنا في الوقت الحالي.
إقرأ أيضا:
5 دروس من كريستيانو رونالدو في ريادة الأعمال والحياة
لا توجد بداية مثالية في ريادة الأعمال والرغبة في الكمال تعيق النجاح
ريادة الأعمال: سر نجاح واتساب وفيس بوك وجوجل
نظرية المؤامرة عدوة النجاح والإيمان بالله وسبيل المنهزم