لا تأتي الأزمات المالية بسقوط البورصات وانهيارها وتدحرج العملات النقدية وتراجع المستوى الإقتصادي والكوارث الأخرى فحسب بل يمكنها أن تقضي على مستثمر لا يزال في بداية مسيرته.
الركود الإقتصادي ليس استثناء فهو يحطم الصحة ويسبب في اكتئاب المجتمع وحزنه وارتفاع حالات الأمراض النفسية.
هل يمكن للأزمات المالية أن تقضي على البشر؟ وكيف يحطم الركود الإقتصادي صحة شعوب بأكملها؟
-
حماية ثروة الناس تعني حماية صحتهم وحياتهم
لقد رأينا الدليل القصصي على أن الإضطرابات الشديدة في سوق الأسهم أو الأعاصير المالية يمكن أن تسبب التوتر والمرض والموت.
لقد لاحظ مدراء صناديق الإستثمار والشركات التي تتعامل مع المستثمرين، أن أي تراجع كبير في السوق يؤثر سلبا على نفسيتهم.
لا يشعر الكثير من المستثمرين بالسعادة ولديهم عقدة كبيرة من الأزمات والهبوط السريع، حتى إذا فقدوا فقط 50 في المئة من ثروتهم.
في بداية عام 2014 توفي عميلين بالسرطان وكشفت عن ذلك مؤسسة Runnymede Capital Management التي تعاملت معهما.
كان الطرفين يشعران بالقلق الشديد منذ أشهر إزاء أسواق المال العالمية والأخبار السلبية وأدى ذلك إلى إصابتهم بالسرطان ووفاتهم لاحقا.
تقول مؤسسة Runnymede Capital Management أن حماية ثروات الناس والعملاء بالنسبة لها يعني الحفاظ على حياتهم.
-
الأزمة المالية تقتل البشر
يمكن أن تسبب الأزمة المالية في مقتل العديد من الأشخاص على فترات زمنية مختلفة وفي مختلف المدن والمناطق الجغرافية المتنوعة.
كل هؤلاء ما يجمعهم هو أنه كانت لديهم ثروة مالية في البورصة أو عبارة عن كاش بعملة البلد الذي يتعرض للإنهيار وحزنوا بشدة على الضربات المؤلمة لدرجة أن تغيرات سلبية حصلت في أجسامهم.
خلال الأزمة المالية الأخيرة، بحث الناس بشكل متكرر أكثر عن المعلومات المتعلقة بالأمراض الصحية.
قارنت الدراسة الفرق التراكمي بين الإستفسارات الملاحظة والمتوقعة بناءً على الإتجاهات السابقة لفترة الدراسة من ديسمبر 2008 إلى 2011.
خلال الأزمة المالية، شهدت عمليات البحث عن أعراض قرحة المعدة وأعراض الصداع في جوجل زيادة مذهلة بنسبة 228٪ و 193٪.
ومن بين الأمراض الرئيسية الأخرى الصداع والفتق وآلام الصدر وعدم انتظام ضربات القلب مما أدى إلى 41٪ و 37٪ و 35٪ و 32٪ من طلبات البحث أكثر من المتوقع.
يمكن لهذه الأمراض أن تؤدي إلى موت الضحية في هذه الحالة إلا إذا تدارك الوضع وحاول أن يركز على صحته ويغير من تفكيره.
تعد السكتة القلبية وأزمات القلب الأخطر في هذا الصدد والتي يمكنها أن تقضي على مستثمر لا يزال في شبابه.
في الأبحاث الأكثر إثارة للقلق، يبدو أن لحالات الإنتحار وضعف سوق الأوراق المالية أو البورصة صلة مباشرة.
في رسالة إلى مجلة لانسيت الطبية، قال علماء من بريطانيا وهونغ كونغ والولايات المتحدة إن تحليل البيانات أشار إلى أنه بينما زادت معدلات الانتحار ببطء بين عامي 1999 و 2007، فإن معدل الزيادة تضاعف أربع مرات من عام 2008 إلى عام 2010.
في عام 2009 انتحر الملياردير الألماني أدولف ميركل من المحنة التي لحقت بشركاته بسبب الأزمة المالية، ويعد من أثرياء ألمانيا وشكل انتحاره في يناير عن عمر ناهز 74 عاما صدمة للرأي العام.
-
الركود الإقتصادي يحطم صحة البشر
يظهر الركود الإقتصادي في تزايد البطالة وقلة فرص العمل وانتشار الفقر وسوء الوضع الإقتصادي الحقيقي.
كان القلق واضطراب الهلع والاكتئاب أكثر الحالات انتشارًا التي أدت إلى دخول المستشفى في مثل هذه الفترات السيئة.
يستهدف الركود الإقتصادي المواطنين العاديين أيضا، لهذا يشعر الآباء بالقلق من معالجة الفواتير والتعامل مع الإلتزامات المالية.
تتراكم الركود ويتخذ الناس قرارات قد لا تكون جيدة في حالات كثيرة وهو ما يزيد الطين بلة حيث يفكر الأفراد بصورة مستمرة بشكل سلبي.
في المجتمعات التي تعيش الركود الإقتصادي تنتشر الأمراض النفسية والروحية ويتزايد الشعور بالسخط والرغبة في القيام بأعمال شغب أو ما يمكن أن يؤدي إلى نهايات أسوأ.
نهاية المقال:
تتسلل الأزمة المالية نحو جسم الإنسان من بوابة العقل وقلة إدراكه بحقيقة هذه الظاهرة، بينما يحطم الركود الإقتصادي صحته بالتدريج ويرميه في بحر السلبية والسخط والكفر.