لطالما قيل بأن التاريخ يعيد نفسه، وهذه المقولة حقيقية وتتجلى في الكثير من الأحداث التي تكررت أكثر من مرة على مدار التاريخ.
الظواهر تعيد هي الأخرى نفسها، والأزمة المالية العالمية ستعود مجددا لتضع حدا للفقاعات، فقاعة البورصات والديون ولأسباب كثيرة أخرى.
منذ عام 2016 وأنا أعتقد بأنها مسألة وقت وستندلع هذه الأزمة المالية العالمية، لقد أمضينا 10 سنوات على إندلاع آخر أزمة مالية عالمية، ما الذي سيجعل الرخاء مستمرا للمزيد من السنوات؟
لست الوحيد الذي يتوقع حدوث هذا بل هناك خبراء ومشاهير في الإقتصاد حددوا تواريخ معينة لإندلاع الأزمة ولم يحدث أيا من تلك التوقعات.
وهذه المرة لدي توقع آخر شخصي بالنسبة لي، يستند إلى التقويم الصيني، ومن المعلوم أن لدى الصين سنة قمرية خاصة بهم، ويطلقون على كل عام اسما معينا.
بالنظر إلى جدول السنوات القمرية الصينية وجدت شيئا أثار انتباهي، لأتساءل ما الذي سيمنع من تكرار التاريخ وفق التقويم الصيني؟
-
عام الكلب 2006 – 2018
يتصادف كل من عامي 2006 و 2018 مع عام الكلب وفق التصنيف الصيني، وهي السنة التي وصلت فيها البورصات إلى قمة القمة، ولاحظ كثيرون الفقاعات وبدأت المخاوف بالظهور بين العقلاء.
في عام 2006 دأب البنك المركزي الأمريكي على زيادة أسعار الفائدة، وهو ما يحدث الآن خلال عام 2018 رغم اعتراض الرئيس الأمريكي على ذلك ومخاوفه من هذه العملية.
بعد أسابيع من المعاناة استأنفت البورصة ارتفاعها حيث لاحظنا أنه خلال تداولات هذا الأسبوع تمكن داو جونز من تجاوز 26000 نقطة ليسجل رقما قياسيا تاريخيا جديدا.
-
عام الخنزير 2007 – 2019
لم يكن عام 2007 مثاليا للبورصات العالمية حيث بدأت سلسلة اهتزازات مالية قوية بالحدوث وهناك أنباء عن احتمال افلاس البنوك وتشكل فقاعة البنوك.
في التاسع من أغسطس 2007 ولدت الأزمة المالية العالمية بسبب فقاعة الرهن العقاري، وكان البنك المركزي الأمريكي على علم بهذا حيث أجرى في ذلك الشهر اجتماعا مغلقا حول احتمال انهيار النظام المالي.
من غير المتوقع أن تولد الأزمة المالية القادمة العام القادم لسبب معين، ومن غير المستبعد أن تكون هذه الأزمة موجودة الآن وستندلع في عام الخنزير عوض عام الفأر.
-
عام الفأر 2008 – 2020
في عام الفأر 2008 اندلعت الأزمة المالية العالمية وأعلنت الكثير من الشركات والبنوك افلاسها، وقد تعرض النظام المالي العالمي لضربة قوية تبعه ركود اقتصادي، وبدأت القصة فعليا منذ سبتمبر من ذلك العام.
عام 2020 هو أيضا عام الفأر وقد يشهد فعلا اندلاع أزمة مالية عالمية جديدة، هذا إن لم تندلع مبكرا خلال عام 2019.
براد ماكميلان، كبير مسؤولي الاستثمار في شبكة كومنولث المالية، افترض خلال الساعات الماضية أن عام 2019 سيشهد انهيارا ماليا ستخسر البورصة على إثره 20 في المئة من قيمتها.
هناك توقعات أسوأ تؤكد أن الإنهيار القادم سيضرب أكثر من نصف البورصة ويسقط الأسهم إلى أدنى مستوى ممكن.
-
ما هي توقعاتي؟
إذا كان التاريخ سيعيد نفسه، ستندلع الأزمة المالية العالمية الجديدة عام 2020 لكن هناك احتمال قوي أن يحظى الخنزير العام المقبل بمشاهدتها بينما سيشاهد الفأر توهج الركود على أن يولد الرخاء في عام الثور 2021 كما حدث خلال عام الثور 2009!!
لا شيء مستبعد وقد ترى ذلك جنونيا أو أنه كلام أحمق، لكن كشخص مهتم بهذه الظاهرة أحاول أن أجد ليس فقط الأسباب المباشرة لاندلاعها ولكن أيضا علاقتها بالأشهر والسنوات، وأعتقد أن هذه النظرية التي توصلت إليها قابلة للتحقق!