أحدث المقالات

سر دعم السعودية والإمارات لسوريا أحمد الشرع

منذ سقوط نظام بشار الأسد، الذي طالما سعت الدول...

إستونيا تعلن الحرب على أسطول الظل الروسي

سنخرق أي حكم قانوني - ونتحداكم أن توقفون،"، هذه...

المثلية الجنسية في زمن الفن المصري الجميل

كلنا تابعنا الهجوم العنيف على محمد رمضان بسبب أزيائه...

جيف بيزوس يوجه واشنطن بوست للدفاع عن الليبرالية

ضيّق جيف بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست، نطاق المواضيع...

استحواذ الحكومة المصرية على شركة بلبن وعلاماتها التجارية

بعد اغلاق فروع شركة بلبن وعدد من العلامات التجارية...

اغلاق قناة الحرة انتكاسة للإعلام الحر والتنوير العربي

اغلاق قناة الحرة انتكاسة للإعلام الحر والتنوير العربي

من الممكن أن نشهد في العام الحالي اغلاق قناة الحرة الأمريكية التي تبث محتوياتها بالعالم العربي منذ 2004، والتي ساعدت في تعريف الشعوب العربية بالولايات المتحدة الأمريكية الحقيقية بعيدا عن الشعبوية.

على مدار السنوات، أصبحت “الحرة” واحدة من المنابر الإعلامية التي نقلت الأخبار والمعلومات بشفافية نسبية، وأسهمت في تقديم وجهة نظر مختلفة عن الولايات المتحدة، بعيدًا عن الصورة النمطية التي يروجها الإعلام العربي الموجه.

لكن اليوم، تواجه هذه القناة مستقبلًا غامضًا بعد القرار المفاجئ بتجميد تمويلها، في خطوة تتماشى مع التوجهات الجديدة التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

قناة الحرة صوت الولايات المتحدة الوحيد في المنطقة

قرار الإغلاق المحتمل لا يمثل فقط تراجعًا في السياسة الإعلامية الأمريكية، بل يعد بمثابة انتكاسة كبيرة للإعلام الحر في المنطقة العربية.

فمن خلال “الحرة”، استطاعت المنطقة أن تتعرف على المواقف السياسية، الثقافية، والاقتصادية في الولايات المتحدة، مما أتاح للمشاهد العربي فرصة الوصول إلى المعلومات من مصادر متعددة.

منذ انطلاقها في عام 2004، أصبحت قناة الحرة بمثابة النافذة التي تُمثل الصوت الرسمي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

على الرغم من التحديات التي واجهتها من مختلف الأطراف في المنطقة، بقيت “الحرة” واحدة من أبرز منصات الإعلام التي تقدم وجهة نظر أمريكية بشكل محايد نسبياً، بعيداً عن التضليل الإعلامي أو الأجندات السياسية الضيقة.

كما أكد الرئيس التنفيذي لشبكة الشرق الأوسط للإرسال، جيفري غدمن، في تصريحاته الأخيرة، فإن قناة الحرة ومنصاتها الرقمية تشكل “الصوت الوحيد” الذي ينقل الأخبار والحقائق من وجهة نظر الولايات المتحدة، وهو ما يُعتبر أمراً حيوياً في وقت يشهد فيه الإعلام العربي محاولات متزايدة للتقليص من التعددية الإعلامية، سواء من قبل الأنظمة الحاكمة أو الجماعات المتطرفة.

صرح الرئيس التنفيذي للشبكة، جيفري غدمن قائلاً: “تعد شبكة الشرق الأوسط للإرسال، التي تشمل قناة الحرة ومنصاتها الرقمية، والتي تصل إلى عشرات الملايين من المشاهدين في المنطقة، الصوت الوحيد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

إغلاق قناة الحرة يعزز نفوذ الأعداء ويهدد القوة الناعمة الأمريكية

إغلاق قناة الحرة سيكون له تداعيات كبيرة على نفوذ الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعتبر القناة واحدة من أركان قوتها الناعمة في المنطقة.

ومن خلال تغطيتها للأحداث السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقدم قناة الحرة للمتابعين صوتاً مغايراً لما تُقدمه وسائل الإعلام التقليدية في المنطقة.

ومع غياب هذه القناة، ستتاح الفرصة لأعداء الولايات المتحدة، مثل إيران، وحزب الله، وحماس، والمجموعات المدعومة من روسيا والصين، لتوسيع نفوذهم الإعلامي بلا منافسة.

وأضاف غدمن في بيان صحفي: “هناك كثير من الجماعات الإرهابية التي تكرهنا، مثل حماس وحزب الله والحوثيون، وكذلك الجماعات المعادية للولايات المتحدة في إيران. وتعزز إيران نفوذها وتوسعها في المنطقة، حيث زادت ميزانيتها لعمليات نشر الأخبار والمعلومات في المنطقة بنسبة 50 بالمئة. وفي مواجهة هذه التحديات، تقف شبكة الشرق الأوسط للإرسال في وجه محاولات نشر العداء ضد الولايات المتحدة.”

في ظل الظروف الحالية، حيث تسعى الصين وروسيا إلى فرض أجنداتها الإعلامية عبر وسائل الإعلام المملوكة للدولة، يعتبر غياب قناة “الحرة” تهديداً خطيراً على قدرة الولايات المتحدة في مواجهة تلك القوى.

كما أن تقليص التمويل الأمريكي للمنصات الإعلامية الدولية يشير إلى تراجع واضح في التزام واشنطن بتوظيف الإعلام كأداة من أدوات القوة الناعمة، التي تُسهم في تعزيز مصالحها في الخارج.

بإغلاق قناة الحرة، سيتراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، وستصبح الحلبة الإعلامية مفتوحة أمام الأنظمة التي تسعى إلى بث الرسائل المعادية للولايات المتحدة، مما يعزز من قدرة هذه القوى على تشكيل الرأي العام لصالح أجنداتها، بينما ستظل الولايات المتحدة في موقف دفاعي.

كيف تكافح قناة الحرة ضد محاولات نشر الكراهية والأخبار المزيفة

منذ تأسيسها، لعبت قناة الحرة دورًا محوريًا في التصدي لمحاولات نشر الكراهية والتطرف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر تقديم محتوى إعلامي معتدل ومتوازن.

في ظل وجود جماعات متطرفة ومعادية للولايات المتحدة، مثل حماس وحزب الله والحوثيين، تبنت قناة الحرة استراتيجية واضحة لمكافحة خطاب الكراهية وتدقيق الحقائق.

وقال غدمن: “نحن الوحيدون الذين نروي القصة الأميركية في منطقة تشهد مناخاً إعلامياً يعمه العداء المطلق للولايات المتحدة، فوسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة تحتفل اليوم باستسلام (صوت أميركا) نتيجة إنهاء تمويلنا بشكل مفاجئ”.

وأضاف: “أن ميزانية شبكة الشرق الأوسط للإرسال لا تتجاوز تكلفة مروحتين من طراز (أباتشي) وفي هذا الوقت بالذات، لا يجب على أميركا أن تتخلى عن أحد مصادر قوتها”.

تقدم القناة من خلال برامجها فرصًا للحوار بين الشعوب والثقافات المختلفة، خاصة بين العالم العربي والولايات المتحدة. هذا النوع من الحوار يساهم في إزالة الصور النمطية وتعزيز التفاهم المتبادل، مما يحد من مشاعر الكراهية التي تزرعها الدعاية المعادية.

مع تصاعد حملات التضليل الإعلامي التي تقودها بعض القوى مثل إيران وروسيا، تتخذ قناة الحرة موقفًا قويًا في تصحيح المعلومات المغلوطة وتوضيح الحقائق.

ففي مواجهة الأخبار المزيفة والشائعات التي تُروج لها وسائل إعلام معادية، تسعى “الحرة” إلى تقديم تقارير دقيقة وموثوقة، ما يجعلها مصدراً مهماً لمحاربة الدعاية السامة.

قناة الحرة تركز أيضًا على قضايا حقوق الإنسان في المنطقة، حيث تسلط الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة القمعية والجماعات المتطرفة.

من خلال هذا التوجه، تساهم القناة في توعية الجمهور بأهمية القيم الإنسانية المشتركة مثل الحرية والعدالة، مما يعزز مقاومة الفكر المتطرف والكراهية.

مشكلة تمويل قناة الحرة وشبكة MBN

تم تأسيس شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN) في عام 2004 كشبكة إعلامية غير ربحية تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل بين الولايات المتحدة والمنطقة العربية من خلال تقديم محتوى إعلامي نزيه وموضوعي.

الشبكة تمولها الحكومة الأمريكية عبر الوكالة الأمريكية للإعلام الدولي (USAGM)، وهي وكالة فدرالية تُشرف على الإعلام الأمريكي الموجه للخارج.

كان الهدف الرئيس من تأسيس MBN هو تقديم صوت آخر غير مشوه عن الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة في وقت كانت فيه الصورة العامة للأمريكيين في المنطقة تشوبها الكثير من الصور النمطية السلبية نتيجة للسياسات الأمريكية في المنطقة والحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

لهذا السبب، تم إطلاق قناة “الحرة” كأحد أبرز منصات الشبكة، مع التركيز على توفير تغطية إعلامية بديلة تسهم في محاربة التضليل الإعلامي وتحقيق توازن في السرد الإعلامي.

كان الهدف الأساسي لشبكة الشرق الأوسط للإرسال هو تقديم تقارير إخبارية وبرامج تساهم في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي، مع التركيز على القضايا الاجتماعية والسياسية، وحقوق الإنسان، والحكم الرشيد. وفي هذا السياق، تقدم الشبكة تغطية معمقة للمواضيع التي تهم المنطقة، بما في ذلك حقوق المرأة، حقوق الأقليات، والحوكمة الديمقراطية.

أحد الأهداف المركزية للشبكة كان تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، حيث عملت قناة “الحرة” على تعزيز قيم التسامح، والحرية، والعدالة، وتقديم صوت الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الإعلامية والرد على حملات التضليل التي تشنها بعض القوى الإقليمية والعالمية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)