منذ 2020 والعالم يعاني من الوباء ثم أزمة سلاسل التوريد وتزايد الفقر والجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، ثم الآن حرب روسيا ضد أوكرانيا، والقادم هو الركود الإقتصادي وانهيار أسعار الطاقة.
يومض سوق السندات للتو إشارة تحذير تنبأت بشكل صحيح بكل ركود تقريبًا على مدار الستين عامًا الماضية: انعكاس منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية.
حرب أوكرانيا ضربة للإقتصاد العالمي
تراجعت الأسهم العالمية أكثر من أعلى مستوياتها في ستة أسابيع يوم الجمعة بسبب مخاوف بشأن الحرب الروسية الأوكرانية ومخاطر الركود، وانخفض النفط بمقدار دولارين للبرميل مع بدء الولايات المتحدة اغراق الأسواق العالمية بالذهب الأسود.
واجه المشترون الأوروبيون للغاز الروسي موعدًا نهائيًا لبدء الدفع بالروبل يوم الجمعة، بينما كان من المقرر استئناف المفاوضات التي تهدف إلى إنهاء الحرب التي استمرت خمسة أسابيع حتى مع استعداد أوكرانيا لمزيد من الهجمات في الجنوب والشرق.
تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الغاز رداً على العقوبات الغربية، دفع ألمانيا، الأكثر اعتماداً على الغاز الروسي، إلى اتهامه بـ “الابتزاز” لأنها قامت بتفعيل خطة طوارئ قد تؤدي إلى التقنين.
تهدد الحرب أيضًا بتعطيل الإمدادات الغذائية العالمية، حيث نشر مسؤول حكومي أمريكي صورًا لما قال إنه أضرار لحقت بمنشآت تخزين الحبوب الأوكرانية.
انخفض مؤشر MSCI للأسهم العالمية بنسبة 0.17٪ إلى 710.22 مقابل أعلى مستوى بلغ 724.49 سجله يوم الأربعاء، متجهًا لتغيير طفيف خلال الأسبوع.
الركود الاقتصادي العالمي
قال الخبراء الاستراتيجيون في بنك بوفا، إن مخاطر الركود “ستقفز” في الأشهر المقبلة مع “انتهاء حقبة صعود فائض البنك المركزي، والتضخم في وول ستريت”.
وأضافوا أنه “ستبدأ حقبة من التدخل الحكومي والاستقطاب الاجتماعي والسياسي وتضخم الشارع الرئيسي والانعزالية الجيوسياسية”.
سجلت الأسهم الأمريكية والأوروبية أكبر انخفاضات ربع سنوية لها منذ تفشي وباء فيروس كورونا في عام 2020 في الربع المنتهي في 31 مارس.
وانخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من دولارين للبرميل إلى 98.17 دولارًا، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت أيضًا دولارين عند 102.66 دولار للبرميل،
وأصبح النفط في طريقه للانخفاض الأسبوعي بنسبة 14٪ وهو الأكثر حدة منذ عامين تقريبًا بعد أن أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام كميات كبيرة من احتياطي النفط الأمريكي، حيث يوميا ستبيع الولايات المتحدة مليون برميل اضافي من الآن حتى نهاية 2022، في انتظار أن يغرق النفط الصخري الأمريكي العالم.
وارتفع العائد على السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، خمس نقاط أساس إلى 0.6٪، بعد أن قفز 39 نقطة أساس في مارس، وهو أكبر ارتفاع شهري له منذ 2009، وسط توقعات بتشديد السياسة النقدية.
الولايات المتحدة والعالم في مواجهة الركود الإقتصادي
يرى المتنبئون الإقتصاديون الرئيسيون أن هناك فرصة تقارب 1 من كل 3 لحدوث ركود في غضون 12 إلى 18 شهرًا القادمة، وهي احتمالات غير مهمة تضاعفت تقريبًا منذ غزو روسيا لأوكرانيا في أواخر فبراير.
انعكست عوائد سندات الخزانة لأجل عامين و 10 أعوام للمرة الأولى منذ عام 2019 يوم الخميس، مما أرسل إشارة تحذير محتملة بأن الركود قد يكون في الأفق.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التاريخ يظهر أن الإحتياطي الفيدرالي ليس لديه سجل ممتاز في تجنب الركود عندما يرفع أسعار الفائدة.
إن توجيه الاقتصاد نحو الهبوط الآمن وسط الاضطرابات المتصاعدة بما في ذلك صدمة أسعار النفط والمخاطر الجيوسياسية الشديدة ومنحنى العائد الثابت سيكون أحد أعظم مناورات السياسة في تاريخ البنك المركزي الحديث.
ولدى الاحتياطي الفيدرالي عامل مهم في مصلحته: لا يزال الاقتصاد الأمريكي قويًا بشكل أساسي، المستهلكون متدفقون والشركات في وضع التوظيف، يرى بعض الاقتصاديين والمسؤولين الفيدراليين أن ذلك قد يكون كافيًا لتحمل سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة.
في قلب الجدل حول ما إذا كان الوقت قد حان للاستعداد للركود هو مجلس الاحتياطي الفيدرالي وإشاراته إلى أنه يخطط لرفع أسعار الفائدة ست مرات أخرى على الأقل هذا العام في محاولة لإبطاء ارتفاع التضخم وقد ألمح المسؤولون مؤخرًا إلى أنهم يمكن أن تتحرك أسرع من ذلك.
لطالما كانت الدورات الحادة لرفع أسعار الفائدة محفزات على فترات الانكماش الاقتصادي، لأن التحرك بقوة لإبطاء الاقتصاد ينطوي على مخاطر متأصلة تتمثل في الذهاب بعيدًا جدًا، مما يؤدي إلى توقف النمو وزيادة البطالة.
إقرأ أيضا:
لماذا 2022 هو عام التمهيد لبداية الركود الإقتصادي القادم؟
3 مزايا عند إنشاء شركة ناشئة في الأزمات والركود
رسميا الركود الإقتصادي: كيف أتعامل مع هذا الوضع؟
التاريخ يقول أن فيروس كورونا سيؤدي إلى الركود الإقتصادي
منحنى العائد الأمريكي المقلوب ورصد الأزمة المالية القادمة