الكثير من الناس يعلمون أن أمازون هي واحدة من أكبر الشركات الأمريكية والتي بدأت على شكل متجر إلكتروني لبيع الكتب الإلكترونية ثم توسعت لتشمل مختلف المنتجات والخدمات بل أيضا توسعت نحو بث المحتوى الرقمي المرئي والحوسبة السحابية وتخطط لتطبيق الدردشة ولديها شبكة إجتماعية تدعى أمازون سبارك Amazon Spark.
ومنذ أن أسس جيف بيزوس المتجر الإلكتروني كانت لديه نظرية مختلفة عن السائدة في الشركات والتجارة بشكل عام، وهي الإهتمام بالعملاء وكسبهم وكسب السوق أما الأرباح فليست الأولوية حاليا.
في الوقت الحالي رغم انتشار هذه الفلسفة التي تقول بأنه عليك أن تهتم بجودة الخدمات التي تقدمها وأن الربح سيأتي لاحقا، إلا أن معظم رواد الأعمال والشركات لا يطبقونها كما طبقتها أمازون لعشرين عاما مضت.
الشركة الأمريكية التي تخسر أكثر مما تربح رغم أنه بإمكانها الربح وبصورة كبيرة، ترفض الإهتمام بالحصاد وهي مهتمة بالتوسع ومن ثم سيأتي فيضان الأرباح الصافية.
-
تزايد العائدات هو أساس النجاح لدى أمازون
لا يركز جيف بيزوس كثيرا على الأرباح بقدر ما يرى أن العلامة على النجاح هي ازدياد العائدات من مبيعات متجره وخدماته المختلفة.
وهذه الأموال التي تأتي كعائدات يجب خصم التكاليف التشغيلية منها وقيمة صفقات الاستحواذ الجديدة للحصول على الربح الصافي.
يركز جيف بيزوس على استغلال هامش الربح في الإنفاق على تطوير مشاريعه سواء بتوسع أمازون نحو المزيد من المجالات الربحية التي يحاول فيها السيطرة على حصة سوقية كبيرة أو نحو أسواق جديدة.
وبالطبع فإن عملاقة التجارة الأمريكية تنفق الملايين من الدولارات على التسويق وبناء مراكز البيانات، وتشغيل المزيد من الموظفين في الأقسام المختلفة ومنها الدعم الفني.
-
أغلب العائدات تذهب إلى الاستثمارات والتكاليف التشغيلية
عودة إلى النتائج المالية للربع الثاني من هذا العام حيث حققت الشركة حوالي 34.9 مليار دولار من مبيعات التجزئة الاستهلاكية وهي التي ارتفعت بنسبة 27 في المئة في أمريكا الشمالية و 17 في المئة ببقية العالم.
من جهة أخرى حققت الشركة ايرادات في قسم خدمات الإنترنت ومنها الخدمات السحابية حوالي 4.1 مليار دولار أمريكي وقد ارتفعت العائدات من هذا القسم بنسبة 42 في المئة.
الربح الصافي من كل هذا صدم المستثمرين مؤخرا، إنه 197 مليون دولار فقط وهو أقل بكثير من العائدات التي قدرت بالمليارات.
وبررت الشركة تراجع الأرباح بشكل حاد رغم الإرتفاع القوي للعائدات بأنها تواصل الإنفاق على التوسع نحو أسواق جديدة وتعزيز مكانتها في المجالات التي تنافس بها.
واستحوذت خلال الفترة الماضية على سوق دوت كوم بقيمة وصلت إلى 500 مليون دولار إلى جانب متاجر Whole Foods بقيمة 13.7 مليار دولار، فيما زادت من عدد الموظفين الجدد واستثمرت مليارات من الدولارات على التسويق وقسم خدمات الإنترنت.
-
المستثمرين ينتظرون أرباحا خيالية في المستقبل
وصل سهم أمازون إلى 1000 دولار ورغم الصدمة الناتجة عن النتائج المالية الأخيرة وبعض الأحداث السياسية السيئة التي أثرت سلبا على الأسهم تظل هذه الشركة واحدة من أفضل الشركات في وول ستريت وسهمها أغلى من سهم آبل و جوجل و فيس بوك وشركات أخرى.
ويرى جيف بيزوس أنه يجب التركيز على الاستثمار مهما أخد من وقت والتوسع في السوق لسنوات، وفي النهاية ستكون الأرباح خيالية بمجرد أن تتوقف الشركة عن الاستثمار أو الإنفاق.
تزايد المبيعات والحصة السوقية والعائدات هي أهم المعايير التي يقاس بها نجاح أمازون وهي رؤية فرضتها على المستثمرين واعتادوا عليها، بينما بالنسبة لشركة آبل و جوجل و فيس بوك والآخرين تزايد الأرباح الصافية هو المهم وفي حالة قلت أرباحها كما هو الحال مع أمازون التي تحول أموال العائدات إلى استثمارات جديدة لانهارت تلك الشركات أو على الأقل لفقدت مكانتها الكبيرة.