على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة أعلنت 20 شركة في قطاع التجارة بالتجزئة إفلاسها في الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل خسائرها المتعاظمة وتراجع مبيعاتها بشكل مخيف ولا تزال هناك العشرات من العلامات التجارية الأخرى التي تملك سلسلة من المتاجر الواقعية المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية تترنح.
استحواذ أمازون على Whole Foods بقيمة 13.7 مليار دولار هو آخر شيء تتمناه كل من Walmart و Kroger و Albertsons و Southeastern Grocers و Ahold Delhaize و Costco و Publix إضافة إلى Target فهي عانت خلال السنوات الأخيرة من المنافسة القوية فيما بينها وحرب الأسعار والمنافسة من المتاجر الإلكترونية.
ورد الفعل بعد الإعلان عن هذه الصفقة الصادمة هي قيام فئة واسعة من المستثمرين في هذه المتاجر ببيع اسهما وهو ما نعكس سلبا على قيمتها السوقية وسبب لها خسائر كبيرة على هذا المستوى وصلت إلى 16 مليار دولار في جلسة واحدة الجمعة الماضي.
وتستمر معاناة عدد منها خلال تداولات بداية الأسبوع أمس الإثنين واليوم الثلاثاء منها Target في ظل تنامي المخاوف بخصوص مستقبل هذه الشركات.
ولدينا هنا أيضا Kroger Co التي اصيب المستثمرين فيها بالرعب من الخبر الذي جاء عليهم كالصاعقة ودون سابق انذار.
-
حرب أسعار مرتقبة والمزيد من الخسائر تلوح في الأفق
بعد ساعات من الإعلان عن هذه الصفقة أكدت Walmart استعدادها لخوض حرب أسعار وتحوطها لهذه المعركة التي ستكون على الأغلب قاسية.
ولم يأتي هذا الإعلان من فراغ فالخبراء والمراقبين يرون أن أمازون سيستخدم سلاحه المفضل و الإعتيادي في أي قطاع يدخل إليه، وهو تخفيض الأسعار وكسرها خصوصا وأنها شركة لا تهتم بالربح والعائد المادي ويضع مؤسسها جيف بيزوس كسر عظام المنافسين في أولويات أهدافه دائما، على عكس الشركات التقنية الأخرى مثل آبل و جوجل و مايكروسوفت التي تنظر إلى الأرباح والعائدات معيار مهما في الإستمرارية والنجاح.
وحسب المراقبين أنفسهم فسيكون على متاجر التجزئة الفترة القادمة التعايش مع تحدي جديد ومهم وهو خفض أسعار منتجات وخدمات Whole Foods والتوصيل المجاني الذي سيقدمه أمازون والربط بين منصته الالكترونية وتلك المتاجر المنتشرة في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية و كندا إضافة إلى المملكة المتحدة.
بالنسبة للمتاجر المتنافسة فعدد منها خفضت هامش الربحية من أجل الحفاظ على عملائها وأيضا التركيز على تحقيق أرباح جيدة من بيع الكميات الكبيرة، والآن هامش الربحية قد يختفي أو على الأقل سيتقلص ما يعني كارثة بالنسبة لهذه الشركات.
-
التوجه إلى تقديم المزيد من المواد الطازجة
جيل الألفية الجديد أكثر وعيا بمخاطر المواد الحافظة والمضادات الحيوية، وهذا الجيل الذي يتراوح عمر أفراده ما بين 17 عاما و 35 عاما يتهرب باستمرار من تناول هذه الأطعمة ويريدون شيئا طبيعيا جاهزا وجديدا ويستهلك سريعا.
وبالطبع هذه هي واحدة من أهم أسباب أزمة السوبر ماركت ومتاجر التجزئة التقليدية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي التي مست أيضا شركات صناعة المشروبات الغازية.
ولدى آبل خطط لتوفير المواد الطازجة السريعة للمستهلكين وما Amazon Fresh سوى خدمتها التي أطلقتها خلال الأشهر الماضية وتوفرت في المملكة المتحدة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، من أجل تلبية احتياجات شريحة عريضة من المستهلكين.
الآن ومع الاستحواذ على Whole Foods سيكون سهلا على أمازون توصيل الأغذية الطازجة والمأكولات السريعة وستتجاوز الكثير من العقبات التي كانت تمنعها من مزاحمة Walmart التي تقدم هذه المأكولات والتي قررت توسيع نطاق المواد الطازجة المعروضة في فروعها التي يصل عددها إلى 4500 فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية.
المتاجر الأخرى التي لا تقدم هذه المنتجات أو تقدمها لكن بنسبة قليلة سيكون عليها حقيقة الإستثمار في هذا الاتجاه قبل تفعيل صفقة الاستحواذ على Whole Foods وتحرك أمازون لإشعال ثورة بالسوق الأمريكية ستطيح بها لامحالة.
نهاية المقال:
دب الرعب في قلوب المستثمرين بشركات متاجر التجزئة والسوبر الماركت الأمريكية وأبرزها Walmart و Kroger و Albertsons و Southeastern Grocers و Ahold Delhaize و Costco و Publix إضافة إلى Target مباشرة بعد إعلان أمازون استحواذها على Whole Foods لتزداد خطورة أزمة المتاجر التقليدية والتي أهلكت 20 سلسلة متاجر أمريكية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة وتسببت في اغلاق المئات من الفروع خلال الأشهر الأخيرة.