
تتنامى استثمارات السعودية في مصر منذ سنوات لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، وفي ظل العلاقة السعودية المصرية الممتازة تبدو الآفاق واسعة لمزيد من التعاون بين البلدين.
وتعد هذه الإستثمارات مهمة للغاية بالنسبة للإقتصاد المصري المتضرر بقوة من الغزو الروسي لأوكرانيا، ولمصر التي تشهد غضبا شعبيا متناميا من الغلاء وارتفاع الأسعار وتداعيات الإنفجار السكاني.
إليك في هذا المقال استثمارات السعودية في مصر بالتفاصيل وما يجب أن تعرفه:
العلاقات التجارية المصرية السعودية
تنمو العلاقات التجارية بين المملكة ومصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الست الماضية (2016-2021) 47.71 مليار دولار، وحجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى مصر، بنسبة 6 إلى 9٪ خلال عام 2021 بمبلغ 1.9 مليار دولار.
وتعد مصر مهمة للشركات السعودية التي تتطلع إلى الوصول نحو أيدي عاملة ماهرة ورخيصة في نفسه الوقت، حيث يبلغ عدد سكانها 102.33 مليون نسمة في عام 2020، مما يجعلها سوقا استهلاكية أيضا للمنتجات السعودية المختلفة في مجالات كثيرة.
وتستطيع مصر جذب استثمارات ضخمة في السياحة والكهرباء والطاقة المتجددة والبناء والعقارات من الشركات السعودية التي تتطلع للإستثمار في دولة مستقرة شرق أوسطية.
وقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر، عن ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر والسعودية، لتصل إلى 9.1 مليارات دولار خلال عام 2021، مقابل 5.6 مليارات دولار في 2020، بنسبة ارتفاع قدرها 62.1%
حجم استثمارات السعودية في مصر
ينظر القطاع الخاص السعودي إلى السوق المصري باعتباره سوقًا مهمًا للغاية للصادرات والاستثمارات السعودية، هناك 6285 شركة سعودية في مصر تبلغ قيمتها أكثر من 30 مليار دولار، وتطمح الرياض إلى زيادتها إلى 50 مليار دولار.
ويعد السوق المصري للشركات الناشئة ضخما ويشهد طفرة منذ سنوات، حيث يستقبل المزيد من الإستثمارات وتستحوذ الشركات السعودية على الشركات الناشئة المصرية.
كما أن عدد من الصناديق الإستثمارية السعودية تتابع قطاع الشركات المصري، وتشارك في جولات التمويل وجمعه وحتى الإستحواذ على الشركات المصرية.
ساهم الصندوق الصناعي السعودي في دعم وتمويل 17 مشروعًا مشتركًا مع مصر بقيمة تجاوزت 393 مليون ريال، وهي التي تركز على قطاعات مهمة منها صناعة الأدوية.
عكس الودائع في البنك المركزي فإن الإستثمارات عادة ما تكون نتائجها جيدة على كلا الجانبين، حيث تساعد الشركات المصرية على النمو والتوسع، وتعود بالعائدات على المملكة العربية السعودية التي تسعى جاهدة نحو تنويع اقتصادها.
الجالية السعودية في مصر
يعيش حوالي مليون مواطن سعودي في مصر وهي أكبر جالية سعودية في الخارج، كما أن نسبة مهمة من السياح السعوديون يفضلون السياحة في مصر.
وينفق السياح السعوديون أكثر من 20 مليار دولار في السياحة الدولية، لدى تتنافس الكثير من الأسواق والدول على السائح السعودي.
وتقدم مصر تسهيلا وعروض مغرية للسياحة والحصول على تجارب متنوعة ومميزة في هذا البلد العربي الذي يملك منتجعات ومدن سياحية مختلفة مميزة.
العمالة المصرية في السعودية
لا تزال العمالة المصرية في السعودية من أهم القوى العاملة هناك، وهي التي تحول سنويا حوالي 10 مليارات دولار ويشكلون أكبر قوة عاملة مصري في الخليج العربي الذي يعد مصدرا لحوالي 20 مليار دولار سنويا من تحويلات المصريين.
ورغم التحول الذي تشهده السعودية وتفضيل المواطن السعودي على العمالة الخارجية في العديد من القطاعات إلا أن المملكة بحاجة اليد العاملة المصرية وغيرها وكذلك العقول المختلفة من أجل بناء دولة خليجية عالمية أكثر تطورا وازدهارا بمعايير دولية.
الإستثمار في مجال الطاقة المصري
تأمل القاهرة في تنزيع مصادر الطاقة وزيادة صادراتها وخفض الأسعار لمواطنيها، وهو ما يتطلب منها إنشاء المزيد من المشاريع خصوصا في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة.
وحسب هيئة الطاقة المتجددة في مصر فإن 3570 ميغاواط هي قدرات المشاريع التي هي قيد التطوير في مصر بالشراكة مع القطاع الخاص.
وستقود شركة أكوا باور السعودية مشروع تطوير وبناء مشروع لطاقة الرياح بسعة إنتاجية تصل إلى 1.1 جيجاواط في مصر وهو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وهذا بغلاف مالي تصل قيمته إلى 1.5 مليار دولار، ومن المنتظر ان يوفر المشروع الكهرباء لنحو 1 مليون وحدة سكنية.
إقرأ أيضا:
رؤية مصر 2050: توفير المياه بدون ضرب سد النهضة
تأثير سد النهضة على الزراعة في مصر
استثمار قطر في مصر … طز في القطيعة السياسية
نريد اصلاحات اقتصادية في تونس على طريقة مصر