يبدو أن تعاون فيس بوك والكيان الصهيوني المحتل اسرائيل لن يبقى محصورا على التعاون في نشر الإنترنت مجانا بالمناطق النائية في العالم كما أشرنا سابقا في مقال بعنوان انفجار “فالكون 9”: تعاون فيس بوك واسرائيل و إيلون ماسك لنشر الإنترنت مجانا.
بل إن هذا التعاون تطور ليشمل المحتوى الذي ينشر على هذه الشبكة التي لديها 1.71 مليار مستخدم نشيط ويعد مزعجا بالنسبة للحكومات المختلفة ما ينشر عليها خصوصا من المناهضين والمعارضين والمحرضين أيضا.
بالنسبة لحكومة الكيان الصهيوني فإنها قلقة جدا بخصوص استخدام الفلسطينيين لهذه الوسيلة في التواصل وايضا عقد الاجتماعات والتنسيقات بخصوص الانتفاضة والاحتجاج بكافة الوسائل المتاحة ضد اغتصاب أرض فلسطين منذ أكثر من 60 عاما.
لطالما طالبت الحكومة الاسرائيلية بإغلاق بعض الصفحات التي تراها تحريضية على العنف ضدها وأيضا ازالة المحتويات التي تروج للكراهية ضدها وتفضح حقيقتها على أرض الواقع، تارة يستجيب فيس بوك بما يجعل ذلك متوافقا مع قوانين الشبكة الإجتماعية التي تمنع المنشورات التي تحرص على القتل والكراهية وغالبا ما تتفادى القيام بذلك وهو ما أغضب الحكومة الإسرائيلية التي هددت باللجوء إلى القضاء.
والآن يبدو أن هناك نهاية لهذا الخلاف بين الطرفين من خلال لقاء تم مؤخرا بين مسؤولين من فيس بوك وبالضبط جويل كابلان ومونيكا بيكرت اللذان قدما موافقة الشبكة بخصوص قانون يجبر شبكات التواصل الاجتماعي على إزالة ما تعتبره إسرائيل محتوى تحريضيا بعد لقائهما مع وزيرة العدل أيليت شاكيد ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان.
- ولاء فيس بوك لكيان اسرائيل أصبح واضحا
خلال السنوات الماضية لم نكن نتوفر في الحقيقة على أي دليل يؤكد أن موقع التواصل الأكبر في العالم لديه تعاون عميق مع الكيان المحتل لأرض فلسطين.
والآن لم يعد بإمكان أي شخص أن ينكر هذا، فقد أكدت وكالة أسوشيتد برس هذا الخبر فيما أيضا افتخرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مؤكدة أنه سيجعل الآن من السهل على الحكومة الاسرائيلية حذف المحتويات التي لا تراها مناسبة.
بناء على هذا الإتفاق سيتم إنشاء فرق تقوم باكتشاف أفضل السبل لمواجهة وإزالة المحتوى الذي يوصف بأنه تحريضي من وجهة نظر الاسرائيليين وذلك بشكل فوري ودون الحاجة إلى مراسلة فيس بوك كل مرة وانتظار لعدة ساعات أو أيام قبل الرد.
وتشمل الكلمات التي ستكون ممنوعة بناء على هذا الاتفاق العديد من الكلمات ومنها انتفاضة، شهيد، الإحتلال الاسرائيلي … الخ.
- ضربة قوية لأنصار القضية الفلسطينية
بالنسبة لأنصار القضية الفلسطينية فإن هذا الاتفاق هو ضربة كبيرة لهم، فهذا يعني أن الصفحات التي تحرض على الانتفاضة بما فيها الشخصية والعامة ستتعرض لمضايقات كبيرة ما بين حذف محتوياتها وحتى اغلاقها لنفس التهم الإسرائيلية.
هذا يعني أنه سيكون من الصعب مستقبلا استغلال هذه المنصة لأعمال المقاومة والاحتجاج والتضامن الجميع ضد الأسرى في سجون الاحتلال، بل ولا يستبعد أن تستخدم الشركة قدرتها على الوصول إلى الرسائل الخاصة لمعرفة المزيد والتعاون مع الكيان الصهيوني في افشال العمليات الجهادية.
وتعد هذه الخطوة بمثابة رصاصة الرحمة للثقة التي تمكنت الشركة الأمريكية من اكتسابها لدى العرب والمسلمين خصوصا الحريصون على أن لا تتعاون مع الكيان الصهيوني أكثر مما هو طبيعي كما تفعل مع حكومات مختلفة بخصوص مكافحة الارهاب وتلقي طلبات حذف المحتويات.
نهاية المقال:
أعتقد أن اتفاق فيس بوك واسرائيل المعلن عنه مؤخرا في الصحف الاسرائيلية يكشف أخيرا الوجه الحقيقي لمنصة الهراء الاجتماعية رقم 1 في العالم، والتي قررت أخيرا أن تستغل التواجد الفلسطيني القوي عليها لمصلحة كيان يعرف العالم جميعا أنه اغتصب الأرض الفلسطينية ولا يمكن التعايش معه.