تمكن إيلون ماسك من الإستحواذ على تويتر في صفقة بقيمة 44 مليار دولار، وسيحولها إلى شركة خاصة لتصبح خارج البورصة وبالتالي لن يكون بها مستثمرين وشركاء ولن تكون هناك مساءلة بخصوص النتائج المالية والأداء العام.
أوضح ماسك أنه يشتري تويتر لحماية حرية التعبير والحريات المدنية وليس لتحقيق الأرباح المالية منه، وقال ماسك في بيان نُشر مؤخرا: “حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وتويتر هو ساحة المدينة الرقمية حيث تتم مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية”.
قبل سنوات كان تويتر مكانا للصحافة والأشخاص المفكرين والأدباء وصانعي المحتوى والجمهور المحترم المهتم فعلا، لكن في السنوات الأخيرة أصبح مكانا للنقاشات الحادة والإساءات والحسابات المزيفة وحتى نشر التطرف الفكري وتكفير الآخرين والإساءة إلى الأقليات.
أصبح تويتر مكانًا مرعبًا من الناحية الموضوعية، ومع ذلك لا يمكن لكثيرين تركه لأنهم مدمنين عليه، تم امتصاص الفرح من المنصة لكنها تظل طريقة فعالة بشكل فريد لسماع مجموعة متنوعة من الآراء حول مجموعة متنوعة من الموضوعات.
بالإضافة إلى ذلك يظل مكانًا يُتوقع أن يكون فيه وجود إذا كنت ترغب في الحصول على وظيفة في وسائل الإعلام، وكذلك مكانا لمشاركة الأخبار والحصول على قراء.
استقبل أنصار دونالد ترامب واليمين المتطرف خبر استحواذ إيلون ماسك على تويتر بفرح، فهم يعتقدون أنه بوابة لإزالة الحظر على دونالد ترامب وعودة المتطرفين إلى المنصة.
أما الليبراليون فهم ليسوا متحمسين جدا، وقد تعهد العديد منهم، بأنهم سيتوقفون عن الموقع بمجرد تولي ماسك زمام الأمور، لكن لن يفعلوا بالطبع، لأنهم أيضًا المدمنين على الموقع بشكل ميؤوس منه.
أصر ترامب يوم الاثنين على أنه ليس لديه أي مصلحة على الإطلاق في الانضمام إلى تويتر لكن من الصعب تصديق ذلك، إذا كان الرئيس الأمريكي السابق يسعى للعودة في انتخابات 2024 فسيكون حسابه السابق على تويتر هو أفضل أداة للتسويق لنفسه والعودة بقوة إلى الأضواء.
لكن ذلك سيعرضه لصدامات مع الدولة الأمريكية ونتحدث عن الدولة العميقة التي تدخلت بقوة لمنع حرب أهلية بسبب تشكيكه في نتائج الإنتخابات الرئاسية، كما أن إيلون ماسك سيجد نفسه في متاعب كبيرة مع الجهة نفسها.
لجأت الشبكات الإجتماعية إلى وضع قوانين من أجل منع الإستقطاب السياسي والتلاعب بأنظمتها من قبل الحكومات المعادية والمجموعات التي تنشر المعلومات المغلوطة ونظريات المؤامرة والأخبار المزيفة، وقد نجحت إلى حد ما في هذه المعركة ولا تزال المشكلة قائمة لكنها لم تعد بالحجم الكبير الذي كانت عليه من قبل، وكان تويتر واحدا من المنصات التي عملت على ذلك.
ومن خلال سياسة إيلون ماسك لجعل النقاشات مفتوحة ومنع حجب الإساءات والتساهل، ستصبح المنصة وسيلة لتهديد الأمن القومي للدول والحكومات وتهديد الأمن الخاص للأقليات والأشخاص المختلفين.
في الأسبوع الماضي فقط، وافق قادة الاتحاد الأوروبي على قانون الخدمات الرقمية المقترح الذي يفرض غرامات بمليارات الدولارات على منصات الإنترنت الكبيرة، مثل تويتر، والتي لا يمكنها كبح التضليل أو عدم إزالة خطاب الكراهية أو الدعاية الإرهابية.
هذا يعني أنه سيكون على إيلون ماسك إيجاد حل لتلك المشاكل والعمل على إصلاحها بشكل أفضل أو أنه سيتعرض لغرامات متتالية بمليارات الدولارات من قبل الإتحاد الأوروبي.
نحن لسنا ضد حرية التعبير، لكن بعض أشكال التعبير لا تتوقف عند كونها كلاما بل إساءة فعلية للناس، مثل التحرش والتنمر اللفظي ومناقشة ذات الآخر عوض أفكاره، إضافة إلى اغراق المنصة بمقاطع فيديو ومنشورات مزيفة أو تنشر معلومات طبية وصحية غير صحيحة تعرض مستهلكيها للموت أو خطر المرض.
انتشار نظريات المؤامرة أيضا هدفه جعل الناس يشككون في حكوماتهم، على أن ذلك سيؤدي لحالة فوضى وعزوف عن الانتخابات والمشاركة الإيجابية والإكتفاء بالنقد السلبي والمواقف المعارضة والسلبية من الأحداث.
ما نحن متأكدين منه أن إيلون ماسك سيجعل تويتر أسوأ ومنصة فوضوية إذا عزم على تطبيق رؤيته بدون قوانين وبدون مكافحة الممارسات التضليلية.
إقرأ أيضا:
عودة دونالد ترامب إلى تويتر واردة بفضل إيلون ماسك
سبب شراء إيلون ماسك لحصة مهمة من تويتر
مقالات تويتر ونهاية فوضى ثريد وسلسلة التغريدات