منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة المغربية (1958)، أدى التطور الاستراتيجي القوي والسريع للعلاقات المتبادلة إلى تطوير التعاون بين البلدين.
في 31 أغسطس 2020، أجرى الملك محمد السادس محادثات هاتفية مع الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، في إطار الصداقة القائمة بين البلدين، والتنسيق بخصوص أزمة فيروس كورونا.
حاليا وصلت مليون شحنة من لقاح كورونا الصيني إلى المغرب، وهو من أوائل البلدان العربية التي حصلت على اللقاح قبل نهاية 2020.
أما في افريقيا، فإن المملكة المغربية هي أول بلد تحصل على لقاح كورونا، وأكثر من ذلك أنها ستكون محطة تصنيع اللقاح الصيني وتوزيعه في القارة السمراء.
-
اتفاق الصين ومملكة المغرب
وفقًا لنيوزميديا المغربية، أعرب وزير الصحة خالد أيت طالب عن ارتياحه لتوقيع اتفاقية تعاون بين المغرب ومجموعة الصين الوطنية Biotec Group Limited بشأن تجارب لقاح كوفيد 19.
سيسمح هذا التعاون المغربي الصيني المشترك للمملكة المغربية بأن تكون من بين المقدمين مسبقًا من حيث اللقاح ضد الجائحة، وأضاف أن المملكة المغربية في عهد جلالة الملك ستكون قادرة على المشاركة في ابتكار لقاحات من أجل تبادل الخبرات الصينية.
هذا يصب في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الصينية المغربية، من أجل تعزيز التضامن الدولي بين البلدين وتعزيز التعاون الصحي.
وبحسب ما أقر به المسؤولون الصينيون، قال “جون ماو” إن توقيع الاتفاقيات يمهد “امتياز العلاقات الاستراتيجية بين الصين والمغرب من حيث التعاون ضد كوفيد -19 الذي يدخل مرحلة جديدة”.
وجدد الدبلوماسي الصيني ماو التأكيد على التزام الرباط وبكين بتعميق تعاونهما من خلال التجارب السريرية، وأعرب عن أمله في أن تسفر الاتفاقية الموقعة حديثًا عن “نتائج لائقة” في أقرب وقت ممكن لشعبي البلدين.
-
ميزة الصين واللقاح الصيني
على الرغم من أن اللقاحات الصينية لها سعر تنافسي وقدرة تصنيعية، مما يتيح للبلدان النامية مثل المغرب وسيلة للخروج من الوباء في أسرع وقت ممكن.
على عكس الشركات الأوروبية، لا يتعلق الأمر بالأعمال فقط كما وافقت الصين على تقديم مليارات اللقاحات وترخيص الإنتاج والتوزيع للمغرب.
أصدرت الصين في الوقت المناسب أحدث معلومات اللقاحات، وتكتسب اللقاحات الصينية زخمًا دوليًا، ويتابع عدد متزايد من الدول الحصول عليها.
في حين تم الإشادة بإنجازات Moderna و Pzifer على نطاق واسع، في النهاية تكمل هذه الشركات جزءًا فقط من بانوراما في إنهاء الأزمة الحالية.
ليس كل شخص لديه الامتياز أو البنية التحتية لشرائها، لذلك فإن إنجاز SinoVac و CanSino و SinoPharm من المقرر أن يلعب دورًا مهمًا في إحداث فرق لمليارات الأشخاص حول العالم.
-
مخاوف من اللقاحات واللقاح الصيني
بحسب جمال الدين بوزيدي، طبيب متخصص في أمراض الصدر والحساسية والمناعة، رئيس الجمعية المغربية لمكافحة السل وأمراض الجهاز التنفسي: “يقولون إن اللقاح الصيني آمن تمامًا، لكن للتأكد من ذلك يجب الإنتظار لفترة طويلة لأن هناك أعراض جانبية قد تظهر بعد فترة تصل إلى سنتين أو بعد شهور على الأقل، لذلك قد نقول إنه آمن بنسبة 100٪”.
هناك مخاوف حقيقية تحيط باللقاحات بسبب انتشار نظرية المؤامرة والمنشورات التي تحذر من الآثار الجانبية لها، وهي نصوص ومحتويات تحاول احباط الخطة العالمية للقضاء على الجائحة.
أضاف: “جميع اللقاحات التي يتم إنتاجها حول العالم تمر بمراحل عديدة في المختبر، ثم يتم تحليلها وفحصها على الثدييات ثم يتبعها الإنسان، وعند اختبارها على البشر فإنها تمر أيضًا بثلاث مراحل وخلال كل مرحلة، يتزايد عدد الأشخاص الخاضعين للاختبار حتى يتم اكتشاف التأثيرات والآثار الجانبية للقاح وفعاليته”.
-
لماذا اعتمد المغرب اللقاح الصيني؟
في ظل هذه الظروف، أشار الوزير المغربي إلى أن اللقاح، بحسب تصريحات المسؤولين الصينيين، ناجح بنسبة تتراوح بين 97 و 98 بالمئة، ويعطى على جرعتين بفارق 14 يومًا، ويتم تصنيع الأجسام المضادة في غضون شهر ويمكن أن تبقى في الدم للدفاع عن الجسم لمدة عامين، قال المسؤول “تجارب اللقاح ستشمل في الأصل متطوعين اعتبارًا من الأسبوع المقبل”.
وأكد آيت طالب أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها ستسمح للمغرب بالحصول على لقاحه في أقرب وقت ممكن بمساعدة خبراتنا الصحية الصينية، سيسمح توقيع الإتفاقيات للمغرب ببدء تجربته الأولى في التجارب السريرية.
مقارنة باللقاحات الدولية الأخرى، اللقاح الصيني أرخص وأقوى فعالية، إضافة إلى أنه من بلد تصدر الناجحين في مكافحة فيروس كورونا.
-
تصدير لقاح كورونا الصيني من المغرب إلى أفريقيا
في الختام، لدى الصين توقعات كبيرة بالنسبة للمملكة المغربية، حيث تمتلك الأخيرة بركة هائلة من الموارد لتحفيز رؤيتها المتوقعة والنمو الاقتصادي الصيني.
كقوة عظمى فإن دافع الصين في الشراكة مع إفريقيا هو من خلال خلق نظام عالمي أكثر شرعية وحيادية وفي إطار تعاون مربح للجانبين.
وستكون سوطيما هي الشركة المغربية التي ستنتج لقاح كورونا الصيني للسوق المغربية ودول أفريقيا.
وقد تأسست هذه الشركة 1976 وتصنع حاليا 230 منتوجا صيدليا وتتعامل مع 32 مختبرا دوليا في أمريكا وأوروبا، وتصنع 10% من احتياجات المغرب، وهي تملك واحدا من 7 مصانع في العالم المتخصصة في صناعة الأنسولين.
وستعمل على إنتاج احتياجات السوق المغربية إضافة إلى الأسواق الأفريقية وهي مهمة ستستغرق أشهر إلى عدة سنوات للقضاء على الجائحة تماما في القارة الأفريقية.
إقرأ أيضا:
حقائق عن ميناء طنجة المتوسط أفضل ميناء في أفريقيا
ثمن الحرب بين الجزائر والمغرب وإليك من سينتصر فعلا
حقائق اقتصادية وتجارية عن مدينة العيون المغربية
الحرب التجارية بين المغرب واسبانيا غير منطقية