تقدر قيمة الجرام الواحد من الزعفران حاليا بسعر 3 دولار، ويعد المغرب ثاني أكبر منتج له في العالم بعد ايران، متفوقا على دول مثل تركيا واليونان واسبانيا وهم المنتجين الكبار.
يشتهر المغرب بوفرة التوابل وخاصة الزعفران ويعتبر أحد أغلى التوابل في العالم بسبب قلة توفره إضافة إلى صعوبة زراعته واستخراجه.
-
واقع الزعفران في المغرب
الزعفران الأصلي والعالي الجودة يتوفر في المغرب، لكن دوليا هناك الكثير من التوابل المشابهة له والمزيفة أو الزعفران السيء الجودة.
في المغرب، يتم عرض معظم التوابل في الهواء الطلق في مخاريط منحوتة بشكل مثالي، ولكن ليس الزعفران، فهو ذو قيمة كبيرة جدًا.
للعثور على ذلك، عليك أن تذهب إلى الداخل وتبحث عن وعاء زجاجي يتضمن هذه التوابل وهو يتوفر عادة بسعر 30 درهم إلى 40 درهم للجرام.
أكوام من التوابل العطرية والملونة هي مشهد مألوف ومرحب به في أي سوق مغربي وتستخدم على نطاق واسع في المأكولات المحلية.
يتم عرض الكركم والقرفة والكمون والزنجبيل والبابريكا والكزبرة والفلفل والزعفران الثمين في أكوام مخروطية الشكل، مع بذور اليانسون وبذور السمسم والنعناع والبقدونس والثوم والأعشاب والتوابل الأخرى التي تضيف نكهات جيدة للأطعمة.
في حين يتم استيراد بعض التوابل من بلدانهم الأصلية، تزرع العديد من المكونات في المغرب، بما في ذلك المكون الثمين من الزعفران.
-
إنتاج الزعفران عملية معقدة
يستمر حصاد الزعفران الأرجواني من أسبوع إلى أسبوعين فقط في الخريف، ويتطلب 150 زهرة لإنتاج 1 جرام من خيوط الزعفران.
ويزرع في تالوين بالمغرب وهي مدينة مغربية أمازيغية في تارودانت بجهة سوس ماسة درعة، الجهة التي تعد مدينة أكادير عاصمتها.
منذ 500 عام تنتج تالوين وجارتها مدينة تازناخت الزعفران، ويقال أن مصدر هذه الزراعة هي بعض المهاجرين أو التجار من اليونان.
يزرع ابتداء من 1 أغسطس حتى 10 سبتمبر منذ 500 عاما، أما شهر نوفمبر الحالي فهو شهر الحصاد، لكن عملية الجي لا تستغرق سوى 3 ساعات يوميا في الصباح الباكر قبل أن تفتح الأزهار.
نبتة الزعفران تُزهر أسبوعين فقط في السنة، لهذا تحتاج العملية إلى الكثير من اليد العاملة خلال هذه الفترة الجيدة للبلدة والمناطق المجاورة التي يزرع بها.
يُستخرج نحو 12 غراماً من خصلات الزعفران من كل كيلوغرام من الأزهار، وتحتاج العملية إلى عناية خاصة ومهارة تتدرب عليها نساء المنطقة من شبابهن، وهذه العادة متوارثة كما أن هناك الرجال والشباب الذين يعملون في هذا المجال.
تقدر مساحة زراعة الزعفران في المغرب بأكثر من 1826 هكتارا، وهي مصدر إنتاج وطني يصل إلى 6.8 طنا من الزعفران سنويا.
يمكنك التعرف أكثر على المعلومات من هنا حول هذه الأزهار وكيف تزرع وعملية الحصاد، إضافة إلى أهداف المغرب لزيادة المساحات المزروعة لأجل هذه النبتة.
-
قيمة الزعفران الغذائية والصحية
تحكي الأساطير اليونانية حكاية الرجل الوسيم كروكوس الذي وقع في حب حورية جذابة، ومع ذلك رفضت اهتمامه وتحول إلى زهرة الزعفران الأرجواني.
في حين أن هذه القصة مجرد أسطورة، فإن قيمة الزعفران لا جدال فيها، بالإضافة إلى استخدامه كعنصر في المطبخ المغربي، فإن الزعفران تقليديًا له خصائص طبية، حيث يستخدم لمجموعة متنوعة من الأمراض بما في ذلك الحد من الحمى والتشنجات وتهدئة الأعصاب كما أنها تستخدم في العطور والأصباغ.
الطلب على هذه التوابل كبير ومتنامي ويأتي الكثير من السياح الأجانب لشراء الزعفران المغربي والبحث عنه، لكونهم يعرفون قيمته وجودته.
لهذا السبب وصل سعره إلى 3 دولار للجرام الواحد وسيزداد سعره في السنوات القادمة بلا شك، بسبب تزايد العرض وادراك قيمته.
-
العائد المادي من إنتاج الزعفران في المغرب
يدر هذا النشاط الموسمي على المملكة والعاملين في هذا القطاع أرباحا طائلة، وتبلغ قيمة الإنتاج الوطني من الزعفران نحو 8 ملايين دولار سنويا، يُصدر ثلثاه إلى الخارج.
ويحصل الزعفران المغربي على المزيد من الاهتمام من التجار والمستثمرين، وقد ظهرت عشرات التعاونيات التي تنشط في إنتاجه وتسويقه بالمنطقة.
ورغم تراجع الإنتاج العام الماضي بسبب الجفاف، إلا ان هناك تفاؤل هذا العام بأن تنتج المملكة منه المزيد وهناك خطط لزراعته في المزيد من المناطق الجبلية بالمنطقة نفسها.
إقرأ أيضا:
ثمن الحرب بين الجزائر والمغرب وإليك من سينتصر فعلا
حقائق اقتصادية وتجارية عن مدينة العيون المغربية
المغرب فرنسا: الواردات والصادرات والإستثمارات والمقاطعة
الحرب التجارية بين المغرب واسبانيا غير منطقية
كيف ضربت فيتش و موديز وستاندرد آند بورز اقتصاد المغرب ودول أفريقيا؟