بعد أن خسرت أسواق المال العالمية أزيد من 35 في المئة من قيمتها أي حوالي 24 تريليون دولار بسبب فيروس كورونا فقد ارتدت الأسهم للأعلى بقوة خلال اليومين الماضيين.
قفز مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 13٪ في يومين حيث قال البيت الأبيض وقادة الكونجرس إنهم اتفقوا على مشروع قانون تحفيز ضخم لمكافحة التباطؤ الاقتصادي من وباء فيروس كورونا، وهذا المشروع تصل قيمته إلى 2 تريليون دولار أمريكي.
ومنذ ذلك الحين تواصل أسواق المال العالمية الإرتفاع بفضل الأموال التي تضخها البنوك المركزرية وقيام بعض الشركات باستغلال الدعم المالي الذي حصلت عليه لإعادة شراء أسهمها.
الأزمة المالية 2020 ربما بدأت بالفعل فما حدث الأيام الماضية رغم وصفه بالتصحيح العنيف إلا انه تاريخيا يمكن أن يكون مقدمة لانهيار مالي أكبر.
الإقبال على شراء الأسهم قد تكون أكبر فخ يمكن أن تسقط فيه بالوقت الراهن خصوصا إن دخلت إلى السوق برأس مال أكبر مما تتحمل خسارته.
الارتداد التاريخي لسوق الأسهم عن أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات يوم الثلاثاء ترك مراقبًا معروفًا للرسم البياني يشعر بمزيد من التفاؤل بشأن التوقعات على المدى القريب، وإن كان ذلك مع التحذير بأن الارتفاعات الكبيرة لم تحدد بالضرورة القاع في عمليات البيع السابقة.
وقال أندرو آدامز، المحلل في شركة Saut Strategy في مذكرة أمس الأربعاء: “بشكل عام أعتقد أن هناك ما يكفي من الإشارات الموجودة تشير إلى أن قاعًا على المدى القريب قد تم على الأقل أو أنه قيد التشكيل”.
وأضاف: “أنا لا أتوقع أن تقلع الأسهم ولا ننظر إلى الوراء أبدًا، ولكن هناك إمكانية صعودية فقط للعودة إلى مستويات أكثر حيادية الآن”.
-
ارتدادات مستمرة وسط تراجع مستمر
الرسم البياني أعلاه يظهر لنا أداء مؤشر S&P 500 في الفترة الأخيرة حيث يواصل التراجع باستمرار، فيما كل الارتدادات السابقة لم تمنع من مسار الصورة الكبيرة.
من الوارد أن ترتفع الأسهم في أي وقت خلال موجة الهبوط الحالية، وهذا بسبب تفاؤل بانحسار الوباء وثارة بسبب إجراءات حكومية للقضاء عليه وهكذا.
مؤشرات البورصة الأمريكية الأخرى تشبه في مسارها مؤشر S&P 500 الذي يفضله البعض في قياس أداء أسواق المال هناك.
إذن الأزمة لا تحدث بانهيار مستمر وخسائر كل يوم، فهناك ارتدادات بفضل عمليات الشراء الحكومية أو الشراء ممن يرغبون في استغلال هبوط أسعار الأسهم لشراء بعض الرخيصة منها وهكذا.
هذه الظاهرة يمكن أن تستمر لأسابيع وأشهر قبل أن يصبح من الواضح أننا في الأزمة المالية 2020 حقا، خصوصا إذا خسرت السوق أكثر من 50 في المئة قيمتها.
-
مسار انهيار 1987 و 2008
إذا سارت الأمور وفق التوقعات الخاصة بنا، فإن السوق تتجه فعلا إلى الهبوط وما الإرتفاعات الحالية إلا محطات مخادعة.
من المهم أن نلاحظ أن الانهيارات الكبيرة في السوق تميل إلى رؤية انتعاش كبير يليه إعادة اختبار أو حتى اختراق للقاع السابق، على الرغم من أن عام 2008 ليس مقارنة مثالية حيث أن السوق قد تصدرت قبل عام تقريبًا إلا أن مؤشر S&P 500 شهد انخفاضًا بنسبة 35٪ مماثلة من أغسطس إلى أكتوبر 2008.
قال آدمز إن النقطة هي أن “الارتدادات الرئيسية يمكن أن تحدث حتى في اتجاه هبوطي مستمر، ومن المثير للاهتمام أيضًا أن أكبر عمليات البيع قد تمت قبل أدنى سعر لها في نهاية المطاف”.
وأشار إلى أن الإنهيار الذي وقع في عام 1987 كان قصة مماثلة، حيث انخفض السوق بنحو 36٪ من أعلى مستوى في أغسطس إلى أدنى مستوى في أكتوبر قبل أن يرتد بنسبة 20٪ تقريبًا، ثم أعاد اختبار القاع في أواخر أكتوبر قبل تسجيل انتعاش آخر بحوالي 14٪ أعقبه اختبار آخر في أوائل ديسمبر قبل أن يرتفع مؤشر S&P 500 إلى الأعلى.
-
ماذا يجب فعله كمستثمر في الأسهم؟
إذن ما الذي يجب على المستثمرين فعله؟ قال آدامز أنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه “التظاهر بأن كل شيء قد عاد إلى المستوى المنخفض العادي، إذا كنت تشعر بأنك تعاني من نقص الاستثمار في الأسهم الآن نظرًا لوضعك، فهناك ما يكفي من الإيجابيات للبدء في شراء الأسهم حاليا”.
لكنه حذر من أن “تجارة الإنتقام” بعد الخسائر الكبيرة هي على الأرجح أسهل طريقة لخسارة المال.
وقال: “من الطبيعي أن ترغب في استرداد ما تم مصادرته بسرعة، لكن محاولة استعادة كل شيء دفعة واحدة عادة ما تكون فكرة سيئة للغاية، خاصة عندما تكون الأسواق متقلبة للغاية”.
إذا كنت تفكر في شراء الأسهم فقد تحتاج إلى منصة بيع وشراء جيدة يمكنك اختيار واحدة من هنا.
نهاية المقال:
بينما الثيران منبهرون بالإرتدادات القوية نحو الأعلى لمؤشرات الأسهم، تشير الصورة الكبيرة إلى أن السوق الصاعد قد انتهى وهناك أزمة مالية تولد بالفعل، وهذا ما حدث من قبل في انهيار 1987 و 2008.