
كان سعر الذهب لا يتجاوز 1280 دولار، عندما كتبت العام الماضي مقالة “توقعات أسعار الذهب في عام 2019“.
في هذه المقالة أشرت إلى أن العام الحالي سينتهي وسعر المعدن الأصفر لا يقل عن 1400 دولار ويمكن أن يصل إلى 1600 دولار.
والحقيقة أن السعر الحالي 1480 دولار للأوقية فوق التوقع، وكان الذهب قد وصل إلى 1560 دولار في وقت سابق من هذا العام.
في هذا المقال سأتكلم عن توقعاتي لسعر الذهب خلال 2020:
سعر الذهب في ظل سيناريو هدوء الحرب التجارية
في حالة نجحت الولايات المتحدة والصين بتهدئة الحرب التجارية بينهما والتخلي عن الرسوم الجمركية فهذا سينعش أسواق المال، حيث أتوقع أن يقبل المستثمرين على المخاطرة من خلال شراء المزيد من الأسهم وربما بيع نسب من الذهب الذي يملكونه.
هدوء الحرب التجارية وانتعاش التجارة العالمية ستدفع البنك المركزي الأمريكي إلى نهج سياسة استقرار أسعار الفائدة ولن يخفضها مجددا، وهذا سيشكل ضغطا إضافيا على المعدن الأصفر.
في هذه الحالة أتوقع أن يتراجع الذهب نحو 1350 دولار أمريكي ولن يتخطى 1560 دولار أمريكي في ظل هذه الأجواء الإيجابية.
وجود اتفاق صيني أمريكي حقيقي وهدوء الحرب بينهما واستقرار سعر الفائدة الأمريكية سيؤدي إلى ارتفاع قوي للأسهم الأمريكية حيث سنرى داو جونز يتجاوز 30000 نقطة لأول مرة في تاريخه، هذا سيشكل ضغطا كبيرا على الذهب لكن لا أتوقع انهياره إذ أن ارتفاع الأسهم لتلك المستويات تعني أن نهاية الفقاعة وشيكة وسيحدث انهيارا للأسهم أواخر 2020 أو خلال 2021.
سعر الذهب خلال 2020 في ظل استمرار المخاطر
أما اذا استمرت المخاطر بما فيها الحرب التجارية، فمع كل تصعيد من طرف الولايات المتحدة أو الصين سيقابله ارتفاع الذهب وتراجع الأسهم.
نتوقع في هذه الحالة أن تستمر البنوك المركزية حول العالم في شراء الذهب بكميات كبيرة وربما تحطم الرقم القياسي المسجل خلال 2019.
وبشكل عام أرى أن استمرار البنوك المركزية في شراء المعدن النفيس هو اتجاه طويل الأمد واستراتيجية تنتهجها مختلف الدول في مقدمتهم الصين، وهي الدول التي لا تثق كثيرا بعملة الدولار الأمريكي.
في هذه الحالة أرى أن سعر الذهب لن يقل عن 1500 دولار ويمكن أن يصل حتى إلى 1700 دولار للأوقية، خصوصا في أكثر الأشهر اضطرابا.
لا يواجه المستثمرون حالة من عدم اليقين المستمر في السوق المالية فحسب، بل نظرًا لأن أسعار الفائدة منخفضة للغاية، فإنهم يحاولون الحفاظ على أموالهم من انخفاض قويتها الشرائية وقيمتها الحقيقية.
من جهة أخرى المرحلة الأولى من الإتفاقية التي تم اقتراحها مؤخرا تبدو “محبطة”، وهناك توقعات باستمرار الحرب التجارية ساخنة ابتداء من الشهر المقبل أو في وقت مبكر من شهر فبراير.
التضخم سيلعب هو الآخر دورا في تسعير الذهب، حيث بارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وبقية دول العالم ستتزايد أسعار المعدن النفيس.
سعر الذهب خلال 2020 في ظل الركود الإقتصادي
أما إذا دخل الإقتصاد الأمريكي حالة الركود الإقتصادي فسيرتفع سعر الذهب لأعلى من 1600 دولار ويمكن أن يصل إلى 2000 دولار أمريكي إذا حدث انهيار مالي.
أي اضطراب في الاقتصاد الصيني هو الآخر سيدعم سعر الذهب بينما أزمات الأسواق النامية والتي تحاصر الأرجنتين وجنوب أفريقيا وتركيا وتهدد حتى دول الخليج العربي يمكنها أن تشعل السعر نحو 1700 دولار.
مع ارتفاع الأسهم إلى مستويات قياسية، بدأ العديد من المستثمرين يتساءلون عن المدة التي سيستغرقها هذا الارتفاع، نحن بالتأكيد نرى المزيد من الشهية للذهب كغرض تأمين.
على كل فإن الأساسيات موجودة لارتفاع أسعار الذهب في عام 2020، كل ما تحتاجه هو شرارة لإشعال الإرتفاع الجديد.
نهاية المقال:
هذه توقعاتي لأسعار الذهب خلال 2020 مقسمة إلى 3 سيناريوهات، الأول هدوء الحرب التجارية، والثاني استمرارها مع المخاطر الأخرة، والسيناريو الثالث يتعلق بالركود الإقتصادي.
إقرأ أيضا: توقعات الخبراء حول أسعار الذهب خلال 2020