أحدث المقالات

حسن نصر الله حي يرزق وهو يقرئك السلام

رغم اعلان مقتل حسن نصر الله، أمين عام حزب...

حقيقة توقيف ايمان خليف وحظرها من المنظمة العالمية للملاكمة

انتشرت على وسائل الإعلام العربية منذ أمس المنظمة العالمية...

لماذا فكرة أعداء الله مهينة وتفضح بشرية الدين؟

أعداء الله كثر، وأشهرهم ابليس الملاك الساقط وأتباع الشيطان...

تحرير سيناء هو بفضل كامب ديفيد وليس بسبب حرب أكتوبر 1973

كان هدف مصر في حرب أكتوبر 1973 هو تحرير...

لماذا الإعلام العربي مضلل وعاطفي في حرب غزة؟

في حرب غزة وقف الإعلام العربي إلى جانب قطاع...

إغلاق منتدى إقلاع سوفت وأزمة المنتديات العربية مستمرة

منتدى إقلاع سوفت
مكتوب برامج نت المشاغب إقلاع سوفت … والقائمة تطول

ليست المرة الأولى التي أتحدث فيها عن المنتديات العربية، فمنذ عامين كتبت مقالا بعنوان “خطة عمل لإنجاح المنتديات على الويب العربي : 7 خطوات للعودة بقوة” أحاول فيه مساعدة المنتديات العربية على تخطي عاصفة الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل الإجتماعي في ظل خطأ الخلط في المفاهيم واعتبار الناس فيس بوك و تويتر بدائل المنتديات لا أدوات مساعدة على ترويج المقالات وتحقيق تواصل أفضل خصوصا وأن الرسائل الخاصة في المنتديات لا ترقى لمستوى الدردشة المتقدمة التي يقدمها فيس بوك على سبيل المثال لكن هذا الأخير بالطبع ليس منصة محتوى يمكنك ان تنشر فيها موضوعا في منشور والعثور عليه أسهل كما هو الأمر في المنتديات.

بعد منتديات مكتوب وأسماء عديدة أخرى كانت تختصر الويب العربي، منتدى إقلاع سوفت الذي أسس سنة 2002 ودع هو الآخر عالم الويب وطوى قصة 3,323,585 عضو وهو الذي يأتي أيضا مع بوابة تنزيل البرامج وأيضا العديد من الخدمات الأخرى ويتضمن المنتدى 562,018 موضوعا و أزيد من 5 ملايين مشاركة.

خسارة كبيرة للويب العربي سواء أكنت من أعضاء هذا الموقع أو فقط كنت تصادفه على نتائج البحث وتحصل منه على معلومات، من الطبيعي أن تشعر بالحزن لأن عملاقا آخر لقي حتفه في معركة مصيرية للمنتديات العربية.

المؤكد أن إقلاع سوفت لن يكون الأخير، فهناك العديد من المنتديات الكبرى التي تنزف من حيث الزيارات وعدد المواضيع الجديدة فيما القائمين عليها يدركون جيدا أن أيام المجد قد ولت وهذه أيام عصيبة.

لقد هجر الناس هذه المواقع للعديد من الأسباب أهمها قمع حرية التعبير والقوانين التي يصفها أنصار الشبكات الإجتماعية بأنها “قمعية وسخيفة”، لقد سمحت لهم مواقع التواصل الإجتماعي بنشر منشورات تتضمن أراءهم بكل حرية بعيدا عن الشروط والمعوقات التي تضعها إدارات هذه المواقع.

والسبب الآخر هو أن الوعي بطبيعة التجارة على الإنترنت ازداد مؤخرا واكتشف الأعضاء أنه مقابل حرق أعصابهم وكتابة المواضيع وتنسيقها ونشرها والعمل على تفادي خرق القوانين صاحب المنتدى والإدارة يكسبون المال على حساب جهوده بينما هو لا يحصل على شيء.

معظم المنتديات العربية أخطأت فعلا من حيث استغلال الأرباح الطائلة التي تجنيها من الإعلانات في أيام مجدها وعوض أن تتبنى ثقافة مشاركة الأرباح أو على الأقل تكريم الأكثر نشاطا دوريا بشكل مادي وليس بالأوسمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ظلت تحصد المال ظنا منها أن الأعضاء والمستخدمين لن يكتشفوا هذه الحقيقة ولن يأتي اليوم الذي يرحل هؤلاء عن هذه المنصات.

الغرور في التعامل والتكبر على الأعضاء وتعقيد الطريق إلى الإشراف وتعطيل التسجيل من فترة إلى أخرى بسبب امتلاك بضع ملايين من المنتسبين والتعامل بعصبية مع الأعضاء كلها سلوكيات سيئة أفاضت الكأس بمجرد أن ظهرت الشبكات الإجتماعية ووجد الناس فيها متنفسا حقيقيا ومساحة للتعبير عن آراءهم دون قيود.

المشكلة أنه منذ 2012 حيث بدأت بوادر تراجع مكانة المنتديات لم تسرع هذه الأخيرة لإيجاد حلول وظلت تراهن على عودة الناس إليها بعد أن يصيبهم الملل من مواقع التواصل الإجتماعي.

أنظر إلى فيس بوك بمجرد أن تأكد له أن هناك تراجعا في عدد المنشورات التي ينشرها المستخدمين على صفحاتهم الشخصية عمل على معرفة السبب وهناك دراسة للأمر تقنيا وأيضا سلوكيا والبحث عن مغريات ليشارك الناس المزيد من المنشورات فكان استغلال الأحداث الجارية والمناسبات أمرا مهما يدفع الناس لمشاركة الآراء والصور الخاصة بهم أيضا ولا ننسى تفكيره الجدي حاليا في مشاركة الأرباح فالمحتوى في النهاية ليس مجانيا.

لكن ماذا فعل القائمون على المنتديات عندما أدركوا ان عدد المشاركات والمواضيع الجديدة بدأت تقل وأن وقت تواجد الأعضاء في تراجع وهناك من يسجل دخوله مرة واحدة في الشهر بعدما كان تواجده يوميا؟ لا سياسات تغيرت ولا شيء يذكر حدث.

الولوج إلى المنتديات اليوم يعيدني شخصيا إلى الماضي، إلى السنوات الماضية التي كنت استخدم فيها برامج نت و المشاغب ولي تواجد على المنتديات التقنية التي كنت أتابعها واشارك فيها أيضا، وللأسف نحن نريد الذهاب نحو المستقبل وليس العودة إلى الوراء وهذه سنة الحياة.

الزمن في المنتديات توقف منذ سنوات، نفس الأسلوب نفس السياسات ونفس التصميم ونفس التقنيات لقد توقفت الابتكارات تقريبا ولم يعد هناك تركيز على تطويرها لتناسب المستخدمين اليوم وهذا ممل للغاية، والملل في عالم الأعمال قاتل.

جزء من تراجع أهمية المنتديات يتحمله المطورون وأيضا الشركات التي طورت برمجيات المنتديات مثل vBulletin لقدت انتهت أفكارهم وتوقفوا منذ زمن عن الإبتكار.

 

  • هل من أمل لاستمرار المنتديات العربية؟

لقد لاحظت العديد من المنتديات التي لا تزال تتمتع بزيارات كبيرة وعليها اقبال جيد، والحقيقة أنها منتديات متخصصة تنفق اداراتها أموالا على توظيف المشرفين والمراقبين وحتى منتجي المحتوى هذه بالضبط يمكنها أن تستمر لكن من المطلوب أيضا أن تطور من تقنياتها وتحسن تجربة المستخدم وتركز على الموبايل كونه ضروري وتجعل من السهل مشاركة المحتويات منه.

أمام هذه العاصفة القوية الكثير من المنتديات ستسقط لا محالة، لكن أيضا عدد من المنتديات العربية ستصمد وستستمر وتكون الملاذ الأخير لعشاق المنتديات في الوطن العربي، هذا إن لم يفقد المزيد من الناس الثقة بها خصوصا وأن نهايتها المأساوي يعني بالنسبة لهم ضياع جهودهم ومحتوياتهم وحذفها في النهاية.

كنت أتمنى لو تطورت المنتديات وتواضع المشرفين والإدارات وتداركوا الأمر سريعا، وكنت أتمنى أيضا لو أن الناس يعرفون جيدا الفرق بين الشبكات الإجتماعية والمنتديات، فلكل واحد منهما دوره ويمكن أن يتكاملا في حياة المستخدم لكن للأسباب السابقة عمالقة الأمس يسقطون واحدا تلو الآخر والويب العربي يخسر الكثير من المحتوى الآن.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)