منصة الهراء الإجتماعية لا تزال تتحفنا بالمزيد من المحتويات الفاسدة، وأتحدث عن فيس بوك حيث الأخبار الكاذبة والزائفة تنتشر بدون حسيب ولا رقيب وكذلك المعلومات الخاطئة والمنشورات التي تروج للإعلانات السيئة أمام مرأى العالم ومن الرائع أن تستمر احتجاجات الناشرين الأجانب على هذه السلوكيات بينما يكتفي الناشرين العرب بالصمت وأحيانا ترجمة بعض الأخبار التي تحدثنا عن الإجراءات السحرية من فيس بوك والتي لا تجدي نفعا إلى الآن.
الأخبار الزائفة والفيروسات والصفحات المزيفة والكثير من المحتويات السيئة تنتشر على هذه المنصة ليس من خلال نشرها على صفحات مشهورة فقط بل أيضا من خلال ظهورها للناس على شكل منشور ممول أو معلن عنه، ما يعطيها فرصة أكبر للإنتشار حتى لغير المعجبين بتلك الصفحات، لكن فقط لأنهم مهتمين بمواضيع تلك العناوين التي تحملها الإعلانات.
ويبدو أن فيس بوك لا يراجع الإعلانات الجديدة بشكل عميق بل يكتفي على الموافقة عليها ولا يهمه محتويات تلك الروابط ومصداقيتها، يكفي أن تنشئ إعلانات جديدا وتتلاعب بالعنوان والصورة وتستخدم تقنيات التحايل على النطاق domain spoofing وأيضا clickjacking التي تظهر للمستخدم أنه بالنقر على الإعلان سيجد نفسه في صفحة موقع مشهور وذات مصداقية ليجد نفسه في صفحة ملغومة وغير حقيقية وعلى اسم نطاق مختلف.
هذا ما توصل إليه الهاكر الكندي Justin Seitz الذي لاحظ هذه المشكلة من الصيف الماضي وأخبر مجلة فوربس العالمية بذلك، الخبير في هذه التلاعبات والتقنيات أكد أن فئة كبيرة من المعلنين يفضلون إعلانات فيس بوك لأنه من السهل أن تنشئ إعلانا ويتم الموافقة عليه في أقل من 15 دقيقة وتجلب الزيارات والضحايا إلى الروابط التي لا تروج لها.
وبالطبع هذا هو السلاح الذي استخدم أثناء الإنتخابات الأمريكية وعلى مدار الأشهر الماضية، وهي الترويج لأخبار كاذبة من خلال الإعلان عنها وتحقيقها نسبة وصول جيدة وزيادة التفاعل معها بل وحث المستخدمين على اعادة مشاركتها.
الكثير من المواقع المزيفة التي تقلد كبار وسائل الإعلام لاقت رواجا كبيرا من خلال استخدامها لإعلانات فيس بوك، لديها صفحات على هذه المنصة تنشر فيها روابط الأخبار وتعلن عنها لتظهر على شكل منشورات ممولة للمهتمين وتجلب الزيارات التي تعود عليها ايضا بالعائدات الإعلانية مقابل النقرات التي تتلقاها الدعايات التي تظهر في صفحة الخبر.
إنه شكل من أشكال البيزنس الحديث يعتمد على إنشاء خبر ملفق ومثير أيضا والإعلان عنه في منصة فيس بوك وجلب الزيارات باستمرار ولأكول مدة ممكنة قبل إنشاء آخر والترويج له بنفس الأمر وتحقيق العائدات من الدعايات التي تظهر في صفحات الخبر.
هذه الظاهرة ليست منتشرة فقط في الدول الأجنبية لكن لدينا في العالم العربي مدارس متخصصة ومتفوقة في ذلك، وأقصد الصفحات التي تروج للأخبار الزائفة بنفس الطريقة والصحافة الصفراء التي تستغل هذا لصالحها.
الهاكر الكندي Justin Seitz اعترف أنه نشر منشورا على فيس بوك يروج لخدمته Hunchly والذي يؤدي إلى رابطها www.hunch.ly لكن كما يظهر في المنشور يبدو وأنه سيؤدي بك إلى موقع CNN.com الموثوق وهو ما لا يحدث عند النقر على الرابط.
يضيف Justin Seitz أنه بعد نشره هذا المنشور قرر أن يعلن عنه ويظهر للمستخدمين المستهدفين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو بالطبع ما فعله وتمت الموافقة على الإعلان في 13 دقيقة بالضبط وأن الإعلان قانوني ومقبول!!
الرجل أضاف “لطالما أردت فعل ذلك مع إعلانات جوجل” لكن برر استحالة فعل ذلك بالقول “إذا قررت الإعلان بهذه الطريقة في Google AdWords فسيتم حظر حسابي في التو والحين”.
-
إعلانات فيس بوك البرنامج الإعلاني الأفضل لنشر الأخبار المزيفة والفيروسات
هذه القصة تؤكد لنا ما لا يعرفه أغلب الناس وهي أن تفضيل الملايين من المعلنين لإعلانات فيس بوك هي سهولة قبول الإعلانات واستخدامها للترويج لأي شيء بغض النظر عن الجودة والمصداقية.
وقد ردت فيس بوك على هذه القصة بالقول أنه لا يتم مراجعة الإعلانات من طرف الفريق البشري بل من طرف برمجيات خاصة بها، وأنه في حالة مصادفة مثل هذه النوعية من الدعايات من الأفضل النقر على زر التبليغ.
وبالطبع هذا اعتراف منها بفشلها في محاربة هذه النوعية من الروابط التي تروج أيضا للبرامج والتطبيقات التي تتضمن الفيروسات والتي يمكنك الترويج لها على نطاق واسع فيس بوك على عكس جوجل و بينج وإعلانات محركات البحث التي تمنعها.
نهاية المقال:
قصة الهاكر الكندي Justin Seitz مع إعلانات فيس بوك تكشف لنا كيف تنتشر الأخبار الكاذبة والروابط الملغومة على هذه الشبكة من خلال الترويج المدفوع لها، وهو الذي اعترف بأن القيام بنفس الشيء على برنامج جوجل Google AdWords غير ممكن وسيكلفك حسابك الإعلاني.
لهذا السبب الآن نعرف لماذا يكره بعض المعلنين برنامج Google AdWords ويتشدقون بفيس بوك، شبكة الهراء الإجتماعية تساعدهم على نشر محتوياتهم الخبيثة وتحقيق نتائج مذهلة معها.