نجحت الشركة الصينية هواوي في اكتساح قطاع الهواتف الذكية واحتلت المرتبة الثالثة عالميا في عدد الشحنات والمبيعات، ولا أحد ينكر أن منتجاتها مميزة ورائعة وتستحق بالطبع هذا الفوز الكبير على اثر بيع 100 مليون هاتف ذكي العام المنصرم محققة نموا هائلا حتى في المنطقة العربية وتطرقنا إليه سابقا.
وإلى جانب نجاح Huawei Mate 8 بداية هذه السنة وتسويقه بشكل جيد ومن ثم توفيره في الأسواق العربية، يبدو أن الشركة الصينية لن تكتفي بهذه النجاحات وهذا متوقع لكن ليس بعيدا عن قطاع الهواتف الذكية والتقنيات القابلة للإرتداء.
في معرض MWC 2016 نهاية الشهر المنصرم أعلنت الشركة الصينية عن أول حاسوب لوحي هجين منها ألا وهو Huawei MateBook ومن الشكل والتصميم والإمكانيات التي يقدمها سنجد أنه حاسوب منافس لحواسيب سيرفس الشهير من مايكروسوفت.
أخيرا هواوي قررت أن تنافس في قطاع الحواسيب اللوحية الهجينة متجاهلة بذلك الكثير من الاعتبارات في واقع الأمر والتي تجعل هذه الخطوة عرضة للفشل، فأنا شخصيا ارى أن هذه الخطوة غير موفقة وليست بالقرار الحكيم وإليك لماذا؟
- قطاع عالي الخطورة يسبب الخسائر للجميع
نعلم جميعا أن مبيعات الحواسيب تواصل الانخفاض سنويا وأن هذا القطاع يعيش أزمة تضرر منها الجميع، بدءا من المتصدر لينوفو انتقالا إلى إتش بي و الشركات اليابانية والأسيوية وانتهاء بشركة آبل التي لمست انخفاض مبيعات الماك العام الماضي ومعها مبيعات لوحيات آيباد.
فيما مبيعات مايكروسوفت في ازدياد والسبب توجه المؤسسات والحكومات لشراء حواسيب سيرفس التي استطعت المزج ما بين الحواسيب المحمولة التقليدية و الأجهزة اللوحية، وهو ما دفع آبل وسامسونج وحتى توشيبا و لينوفو اصدار حواسيب هجينة تشبه سلسلة سيرفس التي كان الجميع يتوقع لها أن تفشل وأحدث أفرادها هو Surface Pro 4.
وفيما تتجه الشركات إلى هذه النوعية من الحواسيب لتعويض تراجع مبيعاتها، نرى أن هواوي التي ليس لها باع طويل في هذه القطاع ولديها بضعة لوحيات ترفيهية تعمل بنظام أندرويد مثل MediaPad M2 10.0 قد قررت أن تزاحم الشركات الأخرى على هذه الكعكة التي لا نعرف حجمها الحقيقي فالغموض التام يحيط بمستقبل قطاع الحواسيب اللوحية.
وبالتالي فتوسع الشركة الصينية إلى هذا القطاع والانشغال بإصدار حواسيب من هذه النوعية وتطويرها وتسويقها سيستهلك من القدرات الإنتاجية للشركة وسيجعلها مشتتة عوض أن تركز اهتمامها بقطاعات الهواتف الذكية والتقنيات القابلة للإرتداء التي تنمو أكثر وحققت فيها نجاحا كبيرا لكنه ليس كافيا.
- من الصعب التفوق على سيرفس من مايكروسوفت لأنه الأفضل
لست متحيزا لمايكروسوفت لكن الحق يقال، الحواسيب اللوحية الانتاجية من هذه الشركة هي الأفضل في السوق حاليا وصنفها الخبراء الرقم 1 متفوقة على المنافسين لأنه في واقع الأمر هي التي أسست لهذه النوعية من الحواسيب وجاءت بأفكار مميزة تساعد في الانتاجية إضافة إلى أعلى المواصفات الممكنة.
يعمل Huawei MateBook بنظام ويندوز 10 وانتشاره بكثرة يخدم مايكروسوفت التي تسعى لنشر نظامها الجديد ورغم أن هواوي رفضت جملة وتفصيلا أنه منافس لحواسيب سيرفس التي يشبهها إلا أن الحقيقة تقال، هذا تقليد آخر من شركة اخرى ليس إلا.
ما تتميز به حواسيب سيرفس عن غيرها من حواسيب ويندوز هو أنها مصممة بدقة للغاية ليعمل عليها النظام بكفاءة عالية دون مشاكل، مثل منتجات آبل التي نجد نظامها يعمل عليها بكفاءة عالية عكس هواتف أندرويد وحواسيب وهواتف ويندوز من الشركات الأخرى والتي لا يتوافق بعض مكوناتها الداخلية مع متطلبات النظام وهذا من سلبيات اختلاف الشركة المنتجة للعتاد عن المطورة لنظام التشغيل.
- لكن نجاحه سيفتح الباب لتعاون أكبر بين عملاقي الصين وأمريكا
تتمتع هواوي بعلاقات ممتازة مع جوجل التي تزودها بنظام أندرويد الذي تستخدمه هواتفها الذكية وأجهزتها اللوحية الترفيهية، وهذه أول نرى فيها توجه الشركة الصينية لاستخدام ويندوز في أحد منتجاتها وفي حالة نجاح جهاز Huawei MateBook فمن غير المستبعد أن نرى توسع هواوي بهذا القطاع من خلال اصدار المزيد من الحواسيب اللوحية الإنتاجية بهذا النظام الذي يعد الأفضل للمؤسسات والعمل المكتبي، كما أنه سيحفزها لنرى هواتف هواوي بنظام ويندوز 10 في المستقبل المنظور.
نهاية المقال:
الشركة الصينية هواوي هي واحدة من رموز الابداع في العالم، وقد أصبحت ثالت أقوى شركة في قطاع الهواتف الذكية لكن خبرتها في صناعة الحواسيب قليلة ولا تزال في بدايتها وهذا القطاع مغمور بالغموض ومحفوف بالمخاطر وازدياد استثمارات الشركة فيه عبر إصدار Huawei MateBook قد يعود بنتائج عكسية خصوصا وأن معظم المنافسين يعيشون حاليا معاناة حقيقية ويبحثون عن مخرج آمن من قطاع يقال أنه في طريقه إلى زوال فيما نجاح سيرفس واتجاه الشركات المنافسة لإصدار حواسيب مشابهة لا يعني بالضرورة أن الحواسيب اللوحية الهجينة هي المستقبل، فقط هي قررت أن تخاطر بناء على الأرقام التي تؤكد أن مبيعات هذه الحواسيب تنمو فيما مستقبلها غامض.