إدارة الوقت هو أهم تحدي يواجه المستقلين في العمل الحر و يزعجهم في أحلامهم إذا بقيت هناك الطلبات التي يجب إنهاءها و قرر المستقل الخلود للنوم بسبب التعب .
و من المعلوم أن البعض يلجأ بالفعل لإنفاق المال من أجل الإشتراك في دورات إدارة الوقت و الكورسات الخاصة بتنفيذ المهام في الوقت المحدد ، لكن أغلب النتائج التي يحصلون عليها بعد تلك الدورات هي نفسها قبلها .
أتعلم لماذا ؟ إدارة الوقت ليس علما كلاميا كما يروج له البعض إنه علم تطبيقي يتطلب منك خطوات ملموسة لفرضه في عملك و تلبية الطلبات و تنفيذ المهام في وقتها المحدد سابقا .
دعونا نتعرف على هذه الحقائق التي استخلصتها من تجربتي و تجارب الخبراء في مجال العمل الحر .
المبتدئ ليس مثل المحترف في إدارة الوقت
إنها الحقيقة الصادمة بالنسبة للجدد في العمل الحر و هي أنك لن تدير وقتك بكفاءة من البداية ، يحتاج منك الأمر لمدة طويلة من إختبار أكثر من خطة و تغييرها و إضفاء بعض التغييرات على طريقة العمل و بعبارة أوضح فتقدم خبرتك بالعمل يوازي إدارة الوقت بكفاءة .
المبتدئ يستطيع تلبية طلب واحد في ساعة أو ربما أكثر بقليل و ما يجعله يتخبط في إدارة وقته هو أنه يتوقع تلبية 5 طلبات مثلا في نفس الوقت فيأخد العمل متناسيا أن قدراته الحالية لا تسمح له بذلك ، فيما المحترف بالمجال تلبية هذا العدد بالنسبة له في الساعة أو تنفيذ مهمة ما سيستغرق فيها أقل وقت يمكن للعميل توقعه .
ساعة واحدة تساوي 45 دقيقة و ليس 60 دقيقة كما هو معروف
لا يمكنك العمل لمدة ساعة و التركيز فيما تقوم به لمدة 60 دقيقة كاملة ، الأبحاث و الدراسات تؤكد أنه يمكنك بالفعل التركيز لمدة 45 دقيقة كاملة و من ثم تبقى ربع ساعة متاحة لك من أجل إستجماع تركيزك و قواك للساعة القادمة .
خلال ربع ساعة المتبقية من الساعة يمكنك إستغلالها كما تريد ، مشاهدة مقطع فيديو خفيف أو قراءة بعض منشورات أصدقائك على الشبكات الإجتماعية أو الإطلاع على بعض الأخبار الجديدة و يمكنك الخروج من مكتبك و استنشاق بعض الهواء النقي .
ورقة المهمات و قلم حاضر لشطب ما تم تنفيذه
يفضل الكثيرين من الناس برامج و تطبيقات تنظيم الوقت و إدارة المهام ، في الحقيقة لا بأس من ذلك إذا كنت تفضلها لكن تذكر أن الورق و القلم هما عنصرين ضروريين لك على مكتبك ، ببساطة قم بتدوين المهام في ورقة ثم قم بتشطبيها كلما نفذت منها مهمة .
الفائدة من هذه الطريقة هي متابعة عملك و الشعور بالسعادة كلما نفذت المهام و قمت بتلبية الطلبات التي تنتظرك ، هذا إلى جانب التخلص من الشعور بأنك تضيع وقتك طيلة اليوم حتى و إن كانت إنتاجيتك جيدة أحيانا !
المهام ليست كلها بنفس الأهمية و التنفيذ يختلف
في العمل الحر ستتلقى الكثير من الطلبات و عليك ترتيبها أولا و من ثم تنفيذها ، الطلب الأقدم يعد مهما كون تاريخ التسليم على الأرجح قريب للغاية بينما الطلب الأحدث لا يزال من المبكر العمل عليه .
من جهة أخرى المهام التي تتطلب الكثير من العمل يجب عليك أن تضع في خطتك العمل عليها مبكرا و على مدار أيام بشكل تدريجي حتى الإنتهاء منها .
ركز على المهمة الحالية و توقف عن التفكير في المهمة التالية
و أنت بصدد تنفيذ المهمة الحالية توقف رجاء عن التفكير في ما هو قادم ، إستمتع بالعمل على ما تقوم به الأن و استثمر تركيزك كله عليه .
لا تدع الأفكار الرائعة بخصوص المهمة القادمة تفقدك العزيمة في الإستمرار بما تقوم به الأن ، إذ أن ذلك يصيبك بالتشتت و الإنتقال من عمل لأخر دون أن تنهي مهمة واحدة .
عند نهاية يومك خطط للغد و راقب إنتاجيتك
عند إنتهاء اليوم العملي بالنسبة لك لا تنسى أن تطلع على سجل المهام و تعاين كم مهمة قمت بتنفيذها اليوم لتعرف نسبة إنتاجيتك ، و أفضل طريقة لتعرف ذلك هو أن تقسم عدد الطلبات التي تم تنفيذها على مجموع الطلبات المطلوبة لليوم ثم تضرب ما حصلت عليه في المئة لتحصل على نسبة دقيقة لإنتاجيتك .
بعدها مباشرة دون الطلبات و المهام المطلوب منك تنفيذها للغد كي تبدأ يومك مباشرة في العمل دون الحاجة لتضييع الوقت في التخطيط .
نهاية المقال :
في العمل الحر أنت المسؤول الوحيد على قراراتك و إدارتك للوقت و مع التقدم نحو الإحترافية ستكسب فن إدارة الوقت من واقعك و التحديات التي تواجهك بما فيها الطلبات الكثيرة و الكبيرة التي ستتلقاها أثناء هذه المسيرة .
تذكر ما قرأته في هذا المقال و حاول إدخاله بالتدريج لعملك و لا تنسى الإطلاع على مقالات سابقة تهمك و منها أخطاء شائعة عن المستقلين و العمل الحر و لا تنسى أيضا مميزات مبهرة لن تجدها إلا في العمل الحر و للمستقلين فقط
و سينفعك كثيرا مشاركة هذا المقال و تلك التي تهمك مع أصدقائك ليعرف هؤلاء أن العمل الحر ليس لهوا و لعبا كما يعتقدون .