مع بداية عام ميلادي جديد تتجه الأنظار إلى توقعات ما سيحدث في العالم العربي بالدول الناطقة بالعربية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط وكذلك العالم الغربي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا المقال سنتحدث عن أهم توقعات لما سيحدث في العام الجديد حيث تبدو التطورات المنتظرة كبيرة ومتعددة.
نهاية حرب أوكرانيا
كانت الفترة 2016-2020 هي الفترة الوحيدة منذ عام 2008 التي لم تحاول فيها روسيا الاستيلاء على أراضٍ تابعة لدولة أخرى، كما قال ترامب: “ربما كان بوتن يعتقد بنسبة 10٪ … أننا سنضرب موسكو إذا هاجمت أوكرانيا”.
لا يُنظر إلى دونالد ترامب على أنه ما قد نطلق عليه تقليديًا “دبلوماسي”، وهو ما ساعده بشكل مثير للسخرية على إنجاز قدر كبير من السياسة الخارجية في السنوات الأربع الأولى من ولايته، وهو ما يستغرقه عادة عشرين عامًا لتحقيقه (زادت دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية الإنفاق الدفاعي، والمفاوضات مع كوريا الشمالية، والتعريفات الجمركية على الصين، والتطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، إلخ).
إذا كان يريد إنهاء حرب أوكرانيا فسوف يفعل ذلك، وإذا لم تتفاعل روسيا بشكل إيجابي مع المبادرة الأمريكية ستجد نفسها معزولة عالميا أكثر من أي وقت مضى.
نهاية حرب غزة وتسوية القضية الفلسطينية
أخيرا بعد القضاء على حماس، وبمبادرة أمريكية ستنتهي حرب غزة، حيث ستعود صفقة القرن إلى صدارة الحديث الإعلامي ولكن باسم مختلف.
هذه فرصة مشروع الشرق الأوسط الجديد حيث الدول العربية ستكون مطبعة مع إسرائيل، وسينتهي الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد تتغير السلطة في إسرائيل ويصل إلى الحكم دعاة السلام من اليساريين الذين يدافعون عن حل الدولتين أو حل الدولة الذي يمنح الفلسطينيين الحكم الذاتي في مناطقهم.
ستعمل دول الشرق الأوسط وحتى الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي على ضخم مليارات الدولارات لإعادة اعمار غزة وستشارك مصر وتستفيد أيضا من نهاية الحرب.
ثورات عربية واضطرابات سياسية
تزايد التطرف على منصات التواصل في ظل حرب غزة ويمكن أن نرى عودة الجهاديين والعمليات الإنتقامية وحتى الثورات الجماهيرية ضد الحكومات العربية التي تم شيطنتها خلال الفترة الماضية.
وتعد تونس ومصر ولبنان واليمن والأردن والجزائر ساحات متوقعة لأي انتفاضة شعبية يمكن أن تحدث في الفترة القادمة بسبب تداعيات هزيمة حماس وأيضا الأزمة الاقتصادية الطاحنة الفترة الماضية.
وبينما يستطيع الأردن كنظام ملكي تجاوز الأزمات الداخلية إلا أن هذا ليس حال الجمهوريات التي يفترض أن تكون ديمقراطية لكنها استبدادية.
من غير المستبعد أن يتغير الرئيس في كل من مصر وتونس، حيث يواجه البلدين أزمة مالية واقتصادية خانقة مع فشلهما في العودة منذ الثورات العربية الأولى في العقد الماضي.
سيشهد العراق أيضا تغييرات هائلة تشمل الميليشيات الإيرانية، حيث تتجه إسرائيل والولايات المتحدة لطرد الإيرانيين من هذا البلد بمباركة خليجية أيضا.
عام انتقالي لدولة سوريا
سيكون عام 2025 انتقاليا في تاريخ سوريا حيث ستعمل الحكومة الإنتقالية على تنفيذ الإصلاحات ووضع الدستور الجديد، ويمكن أن نرى بداية نهاية العقوبات الأمريكية والدولية.
هذا سيؤدي إلى ضخ المليارات من الدولارات من الإتحاد الأوروبي والخليج العربي والمجتمع الدولي من اجل اعمار سوريا وسيتزايد عدد السوريين الذين يعودون إلى بلدهم.
لن تكون المرحلة جيدة عموما حيث ستكون هناك عمليات انتقامية وحتى مواجهات ويمكن أن نرى حربا واسعة بين تركيا والأكراد.
لن تنسحب إسرائيل من الجولان خصوصا وأن الدروز والسكان هناك يطالبون بضمهم إلى دولة إسرائيل التي تحمي حقوق الأقليات على عكس سوريا التي قد تقمع الأقليات في ظل النظام الجديد.
ضرب ايران والتخلص من الحوثي
من الواضح أن إسرائيل تتجه إلى القضاء على الحوثي في اليمن والذي بدأ بشن الهجمات على السفن العالمية وشل التجارة الدولية من أجل الضغط لوقف الحرب في غزة.
كما أن أنصار الله قد أطلقوا عشرات الصواريخ على إسرائيل واستهدفوا الجبهة الداخلية للدولة العبرية، وقد حان الوقت للقضاء عليهم بالنسبة لإسرائيل.
مع وصول دونالد ترامب إلى الحكم يمكن أن تتجه السعودية للتشدد في الملف اليمني وتستغل الضعف الإيراني من أجل التخلص من ازعاج الحوثي في اليمن.
وقد تذهب الأمور في نهاية المطاف إلى ضرب ايران واستهداف قدراتها العسكرية والقضاء عليها خصوصا في ظل وجود رئيس أمريكي لديه ميول أقوى للصهيونية.
التوسع السريع للإقتصاد الأمريكي
الاقتصاد الأمريكي على وشك الدخول في فترة إنتاجية استثنائية بسبب اجتماع الأحداث التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر:
رجال أعمال استثنائيون: اجتمع إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وجينسن هوانج وبالمر لوكي والعديد من الآخرين لدعم الابتكار وإعادة ميلاد الاقتصاد الأمريكي.
سياسة الطاقة الرخيصة: تخطط الولايات المتحدة لبناء المزيد من محطات الطاقة النووية الجديدة والحفاظ على سياسة الطاقة كما هي، وهو شرط ضروري للتوسع الاقتصادي.
إلغاء القيود التنظيمية: قد تعمل الإدارة القادمة على إلغاء القيود التنظيمية بشكل كبير، مما يتيح المزيد من النمو والاختراعات في مختلف المجالات.
انخفاض العبء الضريبي: يبدو أن الإدارة القادمة على استعداد لخفض الإنفاق الحكومي بشكل كبير مما سيمكن البلاد من تقليل العبء الضريبي، مما سيزيد من تغذية النمو الاقتصادي.
معدلات المواليد تستمر في الإنهيار عالميا
تستمر معدلات المواليد في الإنخفاض عالميا وهذه الظاهرة وصلت إلى العالم العربي وتتجلى بشكل واضح في لبنان والمغرب وحتى مصر.
تقود كوريا الجنوبية هذا الإنخفاض إلى جانب الصين واليابان، وتعاني دول أخرى من انخفاض معدلات المواليد ما يوفر فرصا أفضل للهجرة خصوصا الدول غير القومية مثل ألمانيا والولايات المتحدة ودول أوروبا.
أما الدول القومية مثل روسيا والصين واليابان فهي تعاني من انخفاض المواليد وليس لديها الكثير لعكس هذا الإتجاه رغم سياسات تشجيع التوالد.
هناك صعود مستمر لحركات اللاإنجابية والنسوية وحتى مناهضي الزواج والجنس، ومع صعود الذكاء الإصطناعي هناك توجهات زوجية وجنسية جديدة خصوصا مع الروبوتات.
ارتفاع قيمة OpenAI إلى 1 تريليون دولار
ربما لن نصل إلى الذكاء الإصطناعي العام في أي وقت قريب لأننا وصلنا إلى سقف مدى جودة النماذج بسبب نقص بيانات التدريب.
وهذا يعني أن الجهود المبذولة لتحسين النماذج ستكون صعبة بشكل متزايد وبتكاليف متصاعدة، لكن هناك اختراقات غير متوقعة يمكن أن تحدث أيضا.
ومع ذلك، فإن النماذج التي لدينا الآن جيدة بما يكفي لإطلاق وكلاء الذكاء الاصطناعي، تلك الروبوتات المستقلة التي ستعمل كمساعدين شخصيين لك.
لا أعتقد أننا قريبون من تسريح العمال بشكل جماعي بعد، لكنني أعتقد أن الناس سيكونون أكثر إنتاجية أو لديهم المزيد من وقت الفراغ بفضل هؤلاء الوكلاء.
نعتقد أيضًا أن التأثير الإقتصادي لوكلاء الذكاء الإصطناعي سيكون كبيرًا بما يكفي بحيث تصل قيمة OpenAI إلى تريليون دولار بحلول نهاية عام 2025.
ثروة إيلون ماسك خلال 2025
إن ثروة إيلون ماسك يمكن أن ترتفع إلى 500 مليار دولار ببساطة لأن شركاته تعمل في قطاعات عالية النمو.
تيسلا هي أكثر من مجرد شركة تصنيع سيارات وأصبحت شركة طاقة والروبوتات، كما هو موضح في تقييمها المذهل.
وتظل سبيس إكس الرائدة بلا منازع في استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى العقد الذي أبرمته مع وكالة ناسا، تكسب الشركة أيضًا أموالًا من خلال شبكة الأقمار الصناعية Starlink التي ستصبح قريبًا مزودًا كاملاً للاتصالات مع شبكة الهاتف وخدمات الإنترنت.
تظل سبيس إكس الرائدة بلا منازع في استكشاف الفضاء. بالإضافة إلى العقد الذي أبرمته مع وكالة ناسا، تكسب الشركة أيضًا أموالًا من خلال شبكة الأقمار الصناعية ستارلينك التي ستصبح قريبًا مزودًا كاملاً للاتصالات مع شبكة الهاتف وخدمات الإنترنت.
ونظرًا لأنه لديه إمكانية الوصول إلى وحدات معالجة الرسوميات التي يحتاجها الجميع ولديه منجم غير محدود من بيانات التدريب من تويتر (اكس حاليا) نعتقد أن xAi سيكون المحرك الرئيسي لنمو ثروته.
هروب الصناعة من الصين
تتجه الشركات الصينية إلى تصنيع منتجاتها في المكسيك وكندا اللتان أصبحتا أكبر مصدرتين للسلع إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتبع تلك الشركات سياسة الشركات العالمية التي تبتعد عن التصنيع في الصين بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية والأوروبية.
من المنتظر أن يستفيد المغرب بشكل رئيسي من هذا حيث وقعت شركة «جوشن هاي تك» الصينية المتخصصة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية اتفاقا استثماريا مع الحكومة المغربية لإنشاء مصنع لإنتاج البطاريات بقيمة 1.3 مليار دولار واستثمارات يصل إلى 6.5 مليار دولار في النهاية.
وتتجه الشركات الصينية وحتى الأوروبية للتصنيع في المغرب وتنتج السيارات في المملكة التي أصبحت أكبر مصنع للسيارات في أفريقيا.
ومن خلال هروب الصناعة من الصين هناك فرصة أيضا للدول الأخرى الإستفادة من هذا التوجه منها دول عربية مثل السعودية والإمارات ومصر وحتى تونس.
