أهمية احتياطي الذهب وحقيقة طباعة النقود مقابل الذهب

أهمية احتياطي الذهب وحقيقة طباعة النقود مقابل الذهب

هناك الكثير من المغالطات التي تنتشر بين الناس على مستوى السياسة النقدية وطباعة النقود، فالكثير من الناس لا يزالون يؤمنون بأن عملاتهم النقدية التي يستخدمونها مرتبطة بالمال الحقيقي ونتحدث عن الذهب.

في هذا المقال سنتحدث عن أمرين مهمين، الأول هو أهمية احتياطي الذهب الذي تملكه الدول وتعمل البنوك المركزية على تعزيزه، والمسألة الثانية هي طباعة النقود مقابل الذهب.

  • أهمية احتياطي الذهب لدول العالم

عادة ما نصادف الأخبار الإقتصادية التي تشير إلى ان روسيا والصين تزيدان من احتياطي الذهب لديهما، ونعرف أيضا أن المملكة العربية السعودية إضافة إلى لبنان يتصدران هذا المؤشر عربيا.

خلال الأشهر الاخيرة تضيف البنوك المركزية احتياطيات الذهب مع تباطؤ النمو والتجارة والتوترات الجيوسياسية وتسعى بعض الدول إلى التنويع بعيداً عن الدولار الأمريكي.

أضافت البنوك المركزية 374.1 طنًا في أول 6 أشهر، مما ساعد على دفع إجمالي الطلب على السبائك إلى أعلى مستوى خلال 3 سنوات.

من المرجح أن تستمر فورة شراء الذهب الرئيسية من قبل البنوك المركزية في السنوات القادمة، وفقًا لمجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية، التي أشارت إلى احتمال قيام دول أخرى بما في ذلك الصين بمشتريات أخرى.

يحتفظ بنك الشعب الصيني بحوالي 1936 طناً من الذهب، أي ما يعادل 3٪ فقط من إجمالي احتياطاته من الاحتياطيات الأجنبية، مما يمنح الدولة مساحة كبيرة لزيادة مخصصاتها.

امتلاك الكثير من الذهب من قبل دولة معينة يمنع افلاسها، ويمكن أن تبيع بعض احتياطاتها لتسديد الديون أو اعطاء ضمانة قوية للحصول على قروض.

الأسباب الشائعة لحيازة البنوك المركزية للذهب تتراوح بين تخزين القيمة والتأمين المالي وتنويع الأصول.

تحتفظ البنوك المركزية بالدولار الأمريكي والذي يعد العملة الأكبر في العالم، لكن الصين وروسيا والدول الأخرى تعرف أن العملة الخضراء يمكن أن تنهار يوما ما، لذا عوض أن تكدس كميات هائلة منها لما لا تقوم بذلك مع الذهب الذي يعد المال الحقيقي في الأصل؟

  • حقيقة طباعة النقود مقابل الذهب

نعني بالنقود أي سلعة يتم قبولها على نطاق واسع كوسيلة للتبادل ووحدة الحساب ومتجر القيمة، هناك أنواع مختلفة من المال، مثل النقود الورقية وأموال البنوك وأموال السلع.

لا توجد علاقة بين احتياطيات الذهب في البلاد والنقود المطبوعة، يتم التحكم في العرض والطلب على النقود من قبل البنك المركزي للبلد، والذي لا يتحكم في كمية الذهب.

في أيامنا هذه تستخدم معظم الاقتصادات عملات نقدية غير مدعومة بالذهب أو أي سلعة أخرى ولكن بثقة المواطنين في الحكومة التي أصدرت تلك النقود!

ما دام الناس يتعاملون بتلك العملات فهي تحتفظ بقيمتها مقابل الدولار وبقية العملات النقدية، لكن عندما يبيعونها لشراء الدولار أو الذهب تنهار قيمتها وهو ما رأيناه مؤخرا في لبنان ومن قبل في تركيا والأرجنتين وفنزويلا والقائمة طويلة.

لو كانت احتياطيات الذهب مؤثرة في العملة المحلية، لماذا لم تستقر الليرة اللبنانية مع العلم أن هذا البلد يملك احتياطات كبيرة ويتواجد ضمن أكبر 20 بلد يملك الذهب فقي العالم؟

على كل حال فعملية طباعة النقود تسير وفق قوانين وقواعد متفق عليها، وأي دولة تعمل على زيادة حجم المعروض النقدي تتراجع عملتها مقارنة بالعملات الأخرى.

في الولايات المتحدة يقاس تراجع الدولار بارتفاع الذهب وهناك مؤشر الدولار الذي يتكون من 100 نقطة ويقيس العملة الخضراء.

أما بقية الدولار فيقاس تراجع عملاتها أو ارتفاعها بتحركات الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية الأخرى مقابلها.

في السنوات الأخيرة أقدمت زيمبابوي على زيادة طباعة النقود بشكل غبي، أدى إلى انفجار التضخم وحصول مأساة اجتماعية في البلاد وارتفاع سعر الذهب.

 

نهاية المقال:

من الآن فصاعدا انسى فكرة طباعة النقود مقابل الذهب وأن احتياطات المعدن الأصفر تقوي العملة، إذا كان الأمر صحيحا فلماذا لبنان الذي يملك احتياطي ذهب ضخم لديه عملة ضعيفة؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز