أن تتخلى عن الحب أفضل من الإقتراض لأجل الزواج

أن تتخلى عن الحب أفضل من الإقتراض لأجل الزواج
أن تتخلى عن الحب أفضل من الإقتراض لأجل الزواج

من الطبيعي أن يفكر أي شاب في الزواج وتكوين أسرة لأسبابه الخاصة عندما يصبح في السن القانوني للزواج، لكن من الحماقة الإقدام على ذلك في ظروف غير مواتية.

يتطلب الإقدام على هذه الخطوة شروطا عديدة وواضحة، يتجاهلها للأسف الكثير من الناس لتنتهي تلك القصص عادة بالفراق والطلاق بينما يدفع الأبناء ثمن تلك المغامرات الغير المسؤولة.

الإقتراض لأجل الزواج هي ظاهرة متنامية، خصوصا مع تنامي الفكر الذي يؤكد على أن الزواج في وقت مبكر جيد للجنسين على حد سواء، وأن التأخر له فاتورة باهظة الثمن.

لكن الحقيقة أن الإقتراض سيء في مختلف الأحوال، ويصبح أكثر سواء إن كان لأغراض شخصية وليس لأغراض تجارية.

في التجارة يقترض البعض لأنه يراهن على تحقيق عائد وأرباح يدفع من خلالها ديونه، لكن في الحالات الشخصية ومنها الزواج لا يوجد أي احتمال مطمئن على أن المقترض سيسدد بالفعل ديونه.

  • الإقتراض بغرض الزواج غير وارد في الإسلام

بما أن الشباب المسلمون هم أكثر من يؤمنون بقاعدة أن الزواج في وقت مبكر هو أمر جيد، يجب أن نؤكد على أن الدين الإسلامي لم يشرع الإقتراض لتحقيق هذه الغاية.

يصبح الأمر محرما إذا كان الإقتراض بسعر الفائدة، سواء متدنية أو مرتفعة فالربا محرم في الإسلام بنص قرآني صريح.

وقد قال تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النور/33 في إشارة واضحة إلى أن الحل هو الصبر.

بل هناك أحاديث تؤكد على أن الربا أسوأ بكثير من الزنا، والعقوبة الدنيوية مؤلمة إذ أن أي شيء قائم على الفائدة عادة ما يؤول مصيره إلى الزوال سواء كان مشروعا تجاريا أو زواجا.

  • نصيحة وارن بافيت والمستثمرين الناجحين

وبعيدا عن تشريعات الدين الإسلامي، فإن منهج العقلانية لا يختلف مع المنهج الشرعي في هذه النقطة، إذ يرى الملياردير الأمريكي وارن بافيت أن العيش على بطاقات الائتمان والقروض لن تجعلك غنيًا، وهو شخصيا ينصح طلبته عادة بالإبتعاد عن الإقتراض والديون لأنها مدمرة في كل الأحوال.

يصبح الإقتراض خطيرا إن كان لأغراض مثل هذه، تأثيره السلبي على حياة المقترض لا يمكنك تخيلها لكن عندما تعيشها ستدرك بأنه عذاب حقيقي من شأنه أن يقضي على الحب والمودة التي تجمع بين الطرفين.

ينصح المستثمرين الناجحين بالإبتعاد عن الديون والقروض لأنها أسلوب حياة مادية مبنية على الوهم، وهي هشة وسهلة الإنهيار.

  • من مصلحتك أن تتخلى عن الحب في هذه الحالة

إذا كنت مستعجلا وتريد الزواج لأنك تحب فتاة معينة، وهي تضغط عليك بدفعك لتتزوج منها في أسرع وقت ممكن وأنت لا تزال موظفا أو شخصا غير قادر من الناحية المادية على هذه الخطوة، فمن الأفضل أن تتخلى عن الحب في هذه الحالة.

هذا أفضل لك ولها، بهذه الطريقة أنت تحمي نفسك من الوقوع في حفرة الربا وتراكم الديون والمخاطر الأخرى، بينما أنت تحمي الطرف الآخر من الإنتقال لبيئة أسوأ من بيئتها الحالية.

مهما كان الحب قويا بينكما ومستعدان لمواجهة كل التحديات معا، لا تخدع نفسك لأن الأيام العسيرة ستجعلك تشعر بالندم على الزواج وستغير الأزمة النفوس وتلعب لعبتها في تحطيم هذه العلاقة بالتدريج، كل هذا بمباركة إلهية منقطعة النظير.

لهذا اعتقد أنه من الأفضل أن توفر الظروف لزواج أفضل بإدخال المبلغ وأيضا بالحصول على وظيفة أو عمل مستقر، فالزواج ليس لعبة ونحن في زمن قل فيه التكافل والتضامن بين الناس وأصبح السقوط في الشارع أمرا شائعا!

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز