استحواذ أمازون على سلسلة متاجر الأغذية Whole Foods الأمريكية الشهيرة كان صادما للجميع، وإلى الآن لا يزال المحللين والمراقبين يحاولون فك لغز توجه عملاقة التجارة الإلكترونية الأمريكية للإستحواذ عليها.
ومن المعلوم أن Whole Foods لديها سلسلة من المتاجر في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة، وهي مثلها مثل بقية المتاجر في قطاع التجزئة والتجارة التقليدية تواجه المزيد من الضغوط والمنافسة من قطاع التجارة الإلكترونية، ولم يعد خفيا على أحد أن المتاجر الواقعية تعيش أزمة حقيقية في هذه الأسواق والتجارة التقليدية مستقبلها لا يبشر بخير.
فقط منذ أيام أعلنت Kroger عن النتائج المالية للربع السابق وكانت جد مخيبة حتى أن الشركة خسرت في تداولات جلسة واحدة 18٪ من قيمتها والأمر نفسه يحصل مع أسماء مشهورة وكبيرة بدأنا نسمع عن خططها لإغلاق عدد من فروعها في الولايات المتحدة الأمريكية للتقليل من خسائرها.
نعم هناك أزمة متاجر التجزئة هي نتيجة لتطور التجارة الإلكترونية وتغير عادات المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذه الأخيرة فشلت هي الأخرى في قطاع بيع الأغذية بالتجزئة وخدماتها مثل الشراء الإلكتروني والتسليم السريع وتقنيات مبتكرة مثل Amazon Go لم تنجح.
في هذا الوقت لا تزال الغالبية من المستهلكين يعترفون بأن قطاع بيع الأغذية بالتجزئة إلكترونيا لا يقدم تجربة التسوق نفسها والتي يحصلون عليها من المتاجر الواقعية، وهي لا تزال تعاني من عدة مشاكل مثل إمكانية فساد السلعة في طريقها إلى العميل والمشاكل اللوجستية الأخرى.
-
المستهلكين يريدون أن ترتبط المتاجر الواقعية بالإلكترونية
إلى وقت قريب جدا كان الإعتقاد الشائع هو أنه لا يوجد أي تكامل بين المتاجر الإلكترونية والواقعية وأن كل واحد منها يعمل بشكل مستقل بل إنهما منافسان، هذا الإعتقاد أدركت أمازون أنه خاطئ فعوض أن تحاول نقل قطاع بيع الأغذية بالتجزئة إلى الإنترنت بالكامل وتقضي على المتاجر الواقعية، يمكن أن تربطهما.
بالطبع أمازون ليس لديها متاجر واقعية والقيام ببناء هذه المتاجر وكراء الفروع وبدء نشاط تجاري تقليدي سيكون مكلفا بل ومخاطرة كبيرة أيضا.
لهذا قرر جيف بيزوس أنه من الأفضل له أن يخاطر بقيمة 13.7 مليار دولار لأجل الاستحواذ على سلسلة ناجحة تحقق نموا جيدا وقد وجد في Whole Foods التي تتميز خدماتها بالجودة العالية غايته.
ما هو مؤكد أن سلسلة متاجر Whole Foods ستستمر في العمل ولن يتم اغلاق فروعها أو تسريح موظفيها، ولن يتم تغيير علامتها التجارية أو التخلص من اسمها واستبداله باسم أمازون.
لكن الأكيد أن عملاقة التجارة الأمريكية ستستفيد منها وسيكون هناك تكامل بين التجارة الإلكترونية والتقليدية من هذه البوابة.
لقد أدركت أمازون أن الاعتماد على خدماتها في التسليم وقدرات التجارة الإلكترونية لا يكفي وأن هناك عدد من المميزات التي تقدمها المتاجر الواقعية سيكون جيدا أن تنضم إلى سلة خدماتها وخياراتها التي تقدمها للمستهلكين.
وبالطبع ستكون الأيام القادمة مثيرة لنرى مصير هذه الصفقة التي تنتظر الموافقة النهائية من السلطات المعنية، وهناك أنباء بأن أمازون طلب تخفيض قيمتها.
إقرأ أيضا: