أسبوع مجنون في أسواق المال العالمية حيث عاشت البورصات العالمية أياما من التراجع القوي، ابتداء من الإثنين الماضي الذي شهد أكبر خسارة في التاريخ لمؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي، وأمس الخميس الذي شهد ثاني أكبر خسارة له في تاريخه.
ورغم التعافي يوم الثلاثاء والأربعاء والتقليل من الخسائر إلا أن التصحيح عاد بقوة أمس الخميس ليرعب المستثمرين ويزيد من المخاوف من أزمة مالية عالمية جديدة محتملة.
ورغم أن الرئيس الفيدرالي بمدينة نيويورك ويليام دادلي يرى أن هبوط الأسهم لن يؤثر على قوة الإقتصاد الأمريكي ولن يؤثر سلبا على النمو إلا أن اندلاع أزمة مالية عادة ما يكون مقدمة لأزمة اقتصادية تمس حياة الملايين من الأفراد في الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول العالم.
-
داو جونز يخسر 1033 نقطة في جلسة واحدة
عودة إلى الاثنين الماضي حيث خسر داو جونز حوالي 1175 نقطة وكذلك تراجع كل من ناسداك التقني و S&P 500 اللذان خسرا المئات من النقاط وتراوحت نسبة الخسائر ما بين 3.7% و 4.2%.
بهذا تكون جلسة أمس الخميس واحدة من أسوأ جلسات البورصة الأمريكية في التاريخ، وهي مدفوعة بالخوف واقدام المستثمرين على بيع ما لديهم من أسهم للحصول على سيولة مالية والهروب من السوق قبل أي انهيار مفاجئ.
-
هونغ كونغ تسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ 2008
وصباح اليوم الجمعة شهدت تداولات آسيا اقبالا كبيرا على بيع الأسهم بصورة كبيرة، وقد خسر مؤشر HANG SENG حوالي 914 نقطة.
وبهذا يكون قد خسر في جلسة واحدة 3.1% من قيمته بل إن قيمته تراجعت هذا الأسبوع بحوالي 9.5% ليسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ أكتوبر 2008.
أما الأسهم الصينية فقد تراجعت بأسوأ وثيرة منذ عامين وأغلق مؤشر “شنغهاي” المركب منخفضا 4% عند 3131 نقطة.
وفي تدخل مباشر للسلطات الصينية من أجل منع أي انفلات للسيطرة على البورصات في البلاد فقد أعلن بنك الشعب الصيني استعداده لضخ 316.28 مليار دولار في السوق لتلبية الطلب على السيولة قبل احتفالات السنة القمرية الجديدة
-
الخوف يحكم عالم الاستثمار في الأسهم هذه الأيام
ويخشى المستثمرون في أنحاء العالم من انهيار محتمل للبورصة الأمريكية تليها انهيار بقية البورصات التي تتأثر بها من الصين واليابان وأوروبا وروسيا والخليج العربي وبقية المراكز المالية الموزعة حول العالم.
هذا المخاوف معزز بالعديد من الأسباب التي تطرقت إليها سابقا في مقال عن “ما سبب تهاوي الأسهم الأمريكية والعالمية خلال فبراير 2018؟”
ويحاول كبار المستثمرين والمؤسسات الاستثمارية تهدئة الأغلبية الخائفة بالتأكيد على انه لا وجود لأي أزمة محتملة ستندلع حاليا.
وتوقعت العديد من المؤسسات الاستثمارية وبعض المحللين موجة تصحيح قد تصل إلى 10 في المئة من قيمة مؤشرات الأسهم الأمريكية قبل أن تعود مجددا للإرتفاع، لكن هناك من يرى بأن التصحيح يمكن أن يكون مقدمة لانهيار مالي جديد.
-
أسبوع سينتهي دون إندلاع أزمة مالية عالمية
حسنا بدأت جلسة الجمعة منذ قليل بشكل ايجابي وكان هذا واضح منذ ساعات في التداولات المستقبلية قبل افتتاح البورصة.
وتعد جلسة اليوم الأخيرة في أسبوع تصفه الكثير من وسائل الإعلام على أنه أسوأ اسبوع منذ فترة طويلة للغاية.
ويبدو أننا سنودع الأسبوع الحالي بدون اندلاع انهيار البورصة الأمريكية ولا بقية البورصات العالمية الأخرى.
لكن يبقى السؤال الأهم هو هل انتهى التصحيح فعلا أم أن هذا الإرتفاع مجرد خدعة وسيتبعه تصحيح قوي مجددا يوم الإثنين القادم.
نهاية المقال:
نودع الأسبوع الحالي الذي شهد أكبر ضربتين للبورصة الأمريكية في التاريخ، وأكبر خسائر بورصة هونغ كونغ منذ أكتوبر 2008.
لا نزال حاليا أمام التصحيح الذي يعد الشقيق الأصغر للأزمة، لكن يمكنه أن يكون بداية للأزمة المرتقبة.