تتجه أسعار النفط مجددا إلى 100 دولار للبرميل، في ظل القيود على الإنتاج الذي تقوده السعودية، حيث سجل الإنتاج السعودي تراجعا هو الأدنى خلال 25 شهرا وذلك حسب بيانات شهر يوليو.
من جهة أخرى هناك تحديات في الإنتاج مرتبطة بالإعصار الذي أصاب ليبيا، إضافة إلى انتاج النفط في الغابون التي شهدت انقلابا عسكريا، ومشكلة تراجع انتاج النفط الأمريكي.
يستمر النفط في الارتفاع حيث نرى خام غرب تكساس الوسيط يلامس مستوى 92 دولارًا اليوم، ويؤدي الارتفاع المستمر إلى ارتفاع أسعار النفط الآن إلى الاقتراب من أعلى مستوياتها المسجلة في أكتوبر وأوائل نوفمبر من العام الماضي، عند حوالي 93 دولارا.
حسب مؤسسة ING: “لا تزال أسعار النفط مدعومة بشكل جيد، مع اقتراب خام برنت من مستوى 95 دولارًا أمريكيًا للبرميل، حيث لا يزال السوق يشعر بقلق متزايد بشأن ضيق الميزان النفطي خلال الفترة المتبقية من العام، وينعكس الضيق في السوق أيضًا بشكل جيد في هيكل المنحنى الآجل: أدى تشديد الأساسيات إلى جذب المضاربين مرة أخرى إلى السوق، حيث شهد كل من مركز صافي الأموال المُدارة بالإضافة إلى مركز الانتشار زيادات كبيرة خلال أسبوع التقرير الماضي”.
ونظرًا للأساسيات البناءة والمشاعر الأكثر إيجابية، يمكننا أن نرى سعر خام برنت يتجاوز 100 دولار أمريكي للبرميل في المستقبل غير البعيد.
ومع ذلك، من المرجح أن تكون مثل هذه الخطوة غير مستدامة، مما يؤدي إلى ضغوط سياسية متزايدة، في حين أن السعوديين ومجموعة أوبك الأوسع ربما لن يرغبوا في دفع السوق إلى أعلى من اللازم، بالنظر إلى مخاطر تدمير الطلب التي قد يخلقها ذلك.
ومع استمرار أسعار النفط في الارتفاع الآن وسط ظروف السوق الأكثر صرامة، فإن الشيء الذي يجب مراقبته هو التأثير غير المباشر على توقعات التضخم في الأشهر المقبلة.
إذا كنا نتحدث عن تجاوز سعر النفط 100 دولار مرة أخرى لفترة مناسبة من الوقت، فإن ذلك سيسبب المزيد من الصداع للبنوك المركزية التي هي الآن على طريق التوقف على تشديد السياسة النقدية وسط تباطؤ الإقتصاد العالمي.
من شأن ارتفاع أسعار النفط مجددا أن يرفع من تكاليف الشحن والنقل العالمي وكذلك انتاج السلع والتكاليف بسبب ارتفاع أسعار البنزين والوقود والتكاليف الأولية، وهذا سيكون ضربة للإقتصاد العالمي.
لقد لاحظت بالفعل الأسواق المستهلكة للنفط ارتفاع أسعار الوقود مجددا، وهذا أمر محبط للمستهلكين والشركات، لكن هذه المرة ستكون هناك عواقب قد تصل إلى الركود الاقتصادي وهو ما سيدفع أسعار النفط غصبا عنها إلى الأسفل.
عادةً ما تنخفض أسعار النفط خلال فترات الركود الإقتصادي نظرًا لتراجع الطلب على النفط ومنتجاته، وهذه حقيقة تعرفها السعودية ودول أوبك بلس التي لا تريد الوصول إلى تلك المرحلة، ومن جهة أخرى قد لا تتوقف البنوك المركزية بقيادة المركزي الأمريكي عن زيادة أسعار الفائدة وستسرع الوصول إلى هذه المرحلة القاتمة.
ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط لمدة تسعة أيام متتالية، وهذه إحصائية ذات معنى لأن هذا حدث 7 مرات سابقة فقط منذ عام 1983، هذه علامة مشؤومة للمستهلكين حيث تشير إلى أن الركود الاقتصادي قادم.
في الولايات المتحدة، تستمر مخزونات النفط الخام في الإنخفاض، أفادت إدارة معلومات الطاقة (EIA) أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة انخفضت بأكثر من ستة ملايين برميل في الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل انخفاضًا أسبوعيًا رابعًا على التوالي ترك المخزونات عند أدنى مستوى لها منذ ديسمبر.
إذا استمر هذا الوضع وسياسة أوبك المتشددة بدون أي تغيير سترتفع الأسعار مجددا وبالتالي التضخم لكن هذه المرة قد يتبعه دخول الاقتصادي العالمي في ركود حقيقي خلال 2024.
إقرأ أيضا:
متى ينتهي التضخم العالمي وتتراجع الأسعار مجددا؟
ما هي علاوة التضخم في مجال الإستثمار؟
هل يتسبب شهر رمضان في زيادة التضخم والغلاء أكثر؟
هل تختفي الولائم الرمضانية في عصر التضخم والغلاء المتزايد؟
المغرب بين مكافحة التضخم ونهاية الدعم الحكومي قبل 2025