عندما نتحدث عن سامسونج تتباذر إلى الأذهان سلسلة هواتف جالكسي بكل أفرادها و عائلاتها المختلفة منها جراند و النوت إضافة إلى الإس و مؤخرا ألفا و سلسلة جالكسي اي .
كل هذا الكم من الهواتف الذكية يعمل بنظام الأندرويد ، نظام التشغيل الأكثر شهرة في العالم و الذي يملك قاعدة كبيرة للغاية من المستخدمين و حصة سوقية تتجاوز 80 في المئة من السوق و لعل الجالكسي من سامسونج سبب مهم و رئيسي في نجاح نظام الربوت الأخضر من جوجل .
إذن نحن هنا أمام تحالف حقيقي بين الشركة الكورية و الأمريكية لمواجهة أبل و مايكروسوفت بشكل رئيسي فيما سامسونج لديها منافسين أخرين ينتجون هواتف بنفس النظام .
لكن لدى سامسونج حلم للتخلي عن جوجل بل و التفوق عليها في مجالاتها المختلفة دعونا نتعرف عن مجالات الصراع بينهما و الأسباب التي أدت لذلك .
- تايزن بديل الأندرويد في المستقبل
منذ سنوات و سامسونج تعمل على تطوير نظام تشغيل تايزن ليكون بديلا حقيقيا لنظام الأندرويد ، الشركة الكورية لديها إيمان حتى النخاع بأنه لولا الجالكسي لما وصل الأندرويد للنجاح الذي يعيشه اليوم ، لهذا فهي خططت لإطلاق هواتف رخيصة بهذا النظام في البداية و من ثم التدريج مع الوقت ليكون متوفرا في الهواتف الراقية ثم تعمل على إطلاق أعداد متزايدة من هواتف تايزن .
مستقبلا عندما يصبح لدى الأخير سمعة جيدة و صدى كبير ستتخلى عن الأندرويد بشكل تدريجي لتختفي سلسلة جالكسي بالأندرويد على الأقل .
- متجر Galaxy App Store للتغلب على جوجل بلاي
لا يتوقف حلم سامسونج عند إسقاط الأندرويد فقط بل العمل من الأن على جذب الزوار و المستخدمين إلى متجر Galaxy App Store و الذي تتوفر فيه الأن تطبيقات و ألعاب هواتف و لوحيات الجالكسي .
و للعلم فإن المتجر متوفر بشكل عالمي و يعرض أسعار التطبيقات بالعملة المحلية كما أنه يقدم تصميما مميزا بنفس خصائص منافسيه .
- خدمة Samsung Wallet تنافس محفظة جوجل
لا تتوقف المنافسة بين جوجل و سامسونج عند ما سبق ، فقد تمددت نحو خدمة الدفع على الإنترنت و التي تأتي مع الهواتف ففي الوقت الذي نعرف فيه محفظة جوجل التي تتيح لك الشراء باستخدام هواتف الأندرويد و بكل سهولة نرى Samsung Wallet التي تعد بديلا من سامسونج
- خدمة ChatOn الفاشلة في مواجهة Hangouts الصاعدة
حتى مجال الدردشة وجدت فيه سامسونج نفسها مرغمة على منافسة جوجل ، شات اون تم إطلاقه خلال العام 2011 بينما Hangouts من جوجل تم إطلاقه 2013 ، إذن الشركة الأمريكية هي التي تجاهلت مصالح حليفتها هذه المرة .
على أساسها كانت المنافسة كبيرة بينهما غير أن Hangouts حقق نموا جيدا و متسارعا و شهد إقبالا نوعيا مؤخرا .
- خدمة Milk الموسيقية مقابل خدمة All Access من جوجل
منصة Milk من سامسونج و التي تعد منصة موسيقية و يضاف إليها للفيديوهات الان تنافس بقوة All Access من جوجل التي تقوم على بث الموسيقى .
و في هذا الصدد نجد جوجل هي الأحدث في هذا القطاع و بالتالي فهي لا تعمل على منافسة أبل و البقية فقط بل أيضا على تحطيم حليفتها الكورية .
و لا تزال سامسونج متمسكة بمنصة Milk و لديها مشاريع مستقبلية لتعزيز وجودها في هذا القطاع المربح .
- مشروع Android One يزيد من أزمة الجالكسي
بإطلاق مشروع الأندرويد وان الذي يأتي لإيقاف زحف الشركات الصينية و الهندية نحو الأسواق العالمية و السيطرة على الأسواق الناشئة نفهم أيضا أنها حركة من أجل ضرب الجالكسي في هذه الأسواق .
تريد جوجل أن تؤكد لحليفتها الكورية أن الأندرويد نظام جذاب للغاية و هو ما يبحث الناس عليه و لا يهم إن كان الهاتف من سامسونج أو منافسين ، كما أن الجالكسي فشل بشكل كبير في إقناع المستهلكين بالهند و الصين و دول أسيوية للإقبال عليه و عوض أن تراهن جوجل على المزيد من هواتف جالكسي الرخيصة تدخلت بهذه السلسلة المباشرة منها .
- أجهزة نيكسس لم تعد تعطى لسامسونج
مؤخرا رأينا توجه جوجل للإشتغال مع إل جي في مجال صناعة هواتف و لوحيات النيكسس و هي الشركة التي تعد المنافس رقم 1 لسامسونج في كوريا ، و الأن إتجهت سامسونج للإشتغال مع المزيد من شركائها بما فيها موتورولا و إتش تي سي .
هذا يؤثر بشكل نسبي على مبيعات سامسونج التي حققت جيدا مع الإصدارات الأولى من نيكسس سواء كانت لوحيات أو هواتف ذكية .
- جوجل تتيح الأندرويد الأحدث و الصافي لموتورولا قبل سامسونج
حقيقة أخرى تظهر إلى أي مدى وصلت علاقة العملاقين نحو مستوى عنيف من التوثر ، أكثر من إصدار أندرويد جديد نرى موتورولا هي السباقة لتوفيره لهواتفها بعد جوجل فيما هواتف الجالكسي تحصل عليه متأخرة .
و السبب ليس فقط في التطوير البطيئ للتحديثات من سامسونج بل أيضا لإتاحة الإصدار الصافي من الأندرويد لموتورولا قبل سامسونج بمدة مؤثرة .
- الساعات الذكية بنظام تايزن و الإبتعاد عن أندرويد وير
في قطاع الساعات الذكية هناك صراع علني بين جوجل و سامسونج بخصوص أنظمة التشغيل الخاصة بهذه الأجهزة القابلة للإرتداء ، الشركة الكورية لا تود أن تعيد تاريخ الجالكسي مع ساعاتها المختلفة بنظام الأندرويد بل تود تحقيق النجاح مع نظام تايزن .
النظام الجديد نجح بالفعل في التوفر بمختلف أجهزتها من خلال تحديث لتلك التي تعمل بنظام الاندرويد لكن حرصت سامسونج للإبقاء على نظام أندرويد وير في بعض أجهزتها .
- قطاع التلفزيون و الأجهزة القابلة للإرتداء
سامسونج تعمل على تعزيز حضور تايزن في مجال أجهزة التلفزيون الذكي مقابل جوجل تي في و الشاشات الذكية التي تعمل بهذا النظام .
و تتوسع ساحات المواجهة بينهما إلى قطاعات التقنية القابلة للإرتداء حيث المواجهة في الأسورة الذكية و الخوذة الذكية Samsung Gear VR
نهاية المقال :
تراهن سامسونج على زيادة الإعتماد على نفسها في كل شيء و التخلي عن جوجل تدريجيا هذه الأخيرة تعلم بهذا جيدا و تعمل باستمرار من أجل تفادي الأضرار الناتجة عن خطة سامسونج لهذا فهي تعمل على تقوية شركائها الأخرين و فتح مجالات منافسة جديدة و كل هذا يحدث فيما لا يزال صراع أبل و غريمتها الكورية مشتعلا .
تغير المصالح قد يجعل من جوجل عدوا كبيرا لسامسونج مستقبلا كما نرى الأن مع أبل و الأهم من سيفوز ؟