من المعلومات المفاجئة التي ربما لم تسمع بها من قبل، هي أن المملكة العربية السعودية تشتري بالفعل النفط الروسي وقد زادت مشترياتها من النفط الأرخص في العالم بشكل متسارع.
خلال عام 2021 استوردت الرياض حوالي مليون برميل من النفط الروسي، وهذا العام وصل عدد 48 ألف برميل يوميا من النفط الروسي يوميا خلال أبريل الماضي، ومن غير المستبعد أن تشتري الرياض مليوني برميل او أكثر من النفط القادم من روسيا هذا العام.
النفط الروسي المكرر هو الأرخص عالميا حاليا
تعمل موسكو على معالجة النفط وتكريره وتوفيره بأسعار أرخص حاليا مقارنة بأي دولة أخرى، وتلجأ السعودية والإمارات لشرائه وهو يظل أرخص من النفط السعودي الذي يتم تكريره محليا.
تحتاج السعودية لحرق حوالي 600 ألف برميل يوميا في أشهر الصيف، و300 ألف برميل نفط يوميا في أشهر الشتاء لتوفير الطاقة.
وعوض الإعتماد على نفطها تفضل استخدام نفط أرخص، إلى جانب اعتمادها على النفط المحلي الذي لا يزال يشكل أساس أمنها الطاقي.
وتستخدم الرياض هذا النفط لتوليد الكهرباء ومنع ارتفاع أسعاره بشكل كبير، وهذا في الوقت الذي لاحظ فيه المواطن تزايد أسعار الوقود وتضرره من التضخم العالمي أيضا.
تفضل السعودية تصدير نفطها كله ما دام هناك نفط أرخص
أما الإنتاج السعودي اليومي الذي يصل إلى 11 مليون برميل، تفضل السعودية تصدير معظمه إلى الأسواق العالمية خصوصا الصين والإتحاد الأوروبي.
وبينما تقلل أوروبا من واردات النفط الروسي تأمل الرياض أن تأخذ مكان موسكو في القارة الأوروبية وتؤمن حاجياتها من النفط الخام والمكرر.
ووفق هذه المعادلة تحقق الرياض أرباحا جيدة، من خلال استغلال ارتفاع الأسعار لصالحها في التصدير، واستيراد النفط الروسي الذي تم معالجته والمتاح بسعر أقل من النفط المكرر المحلي.
استوردت السعودية 647 ألف طن من النفط الروسي في الفترة من أبريل نيسان إلى يونيو حزيران وفقا لبيانات اطلعت عليها رويترز، واستوردت حتى الآن 320 ألف برميل إضافية من روسيا مقارنة بمستويات 2021.
من أين تشتري السعودية النفط الروسي؟
دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأخرى تمكنت من استيراد مليون برميل من النفط الروسي، وقد صدرت كمية مهمة منه إلى السعودية، وهذا يعني أن ميناء الفجيرة هو واحد من الموانئ التي يأتي منها نفط روسيا إلى المملكة.
شق بعض الوقود الروسي طريقه إلى المملكة العربية السعودية عبر مصر، وهو ما يمثل نحو 110 آلاف برميل يوميًا تم استيرادها من مصر في يونيو.
وفي غضون ذلك قالت رويترز إن مصر استوردت 70 ألف برميل يوميا من روسيا في يونيو الماضي، وهي التي تحتاج أيضا إلى النفط الرخيص.
وبينما صدّرت مصر الوقود إلى المملكة العربية السعودية قبل غزو روسيا لأوكرانيا، تستقبل المملكة العربية السعودية الآن 3.2 مليون برميل من وقود محطات الطاقة من مصر الشهر الماضي، وفقًا لبيانات من Vortexa استشهد بها بلومبرج، وهو أعلى مستوى في ست سنوات.
في غضون ذلك، ارتفعت واردات مصر من الوقود من روسيا إلى 1.8 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ 2016 على الأقل.
ومن غير المستبعد أن تحصل السعودية على النفط الروسي بطرق غير مباشرة من دول أخرى، وتستخدمه في توليد الطاقةو الكهربائية ومنع ارتفاع أسعار الطاقة في البلاد.
وتريد العديد من الدول في الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، من المملكة العربية السعودية إنتاج المزيد من النفط للمساعدة في التخفيف من أزمة الطاقة العالمية المتزايدة التي أشعلتها حرب أوكرانيا، وهذا لتوجيه ضربة لروسيا التي ستضطر إلى بيع نفطها بسعر أرخص من المستويات الحالية.
إقرأ أيضا:
سباق السعودية وايران وفنزويلا من أجل خفض أسعار النفط
الركود الإقتصادي مفتاح انهيار أسعار النفط 2023 – 2026
أسباب ارتفاع سعر البنزين في المغرب رغم تراجع النفط
النفط السعودي والإماراتي بسعر أرخص لأوروبا ضد روسيا
النفط الروسي كنز الهند للإنتقام من السعودية
أزمات النفط تعزز اقتصاد الهيدروجين البالغ 11 تريليون دولار