كان من المتوقع أن تنتقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية قبل نهاية 2022، وهذا بناء على اتفاق يضم إسرائيل والولايات المتحدة أيضا باعتبارها جزيرة استراتيجية منزوعة السلاح تتضمن قوات متعددة الجنسيات.
غير أن التقارير التي توصلنا إليها تؤكد أن القاهرة أبدت العديد من التحفظات في الأسابيع الأخيرة وعدد منها فنية، بما فيها نشر كاميرات مراقبة بالجزيرة لمراقبة مضيق تيران، رغم أن هذه الخطوات ضمن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين الأطراف الأربعة.
رفض نقل ملكية تيران وصنافير إلى السعودية
لكن مؤخرا أكدت التقارير أن المخابرات المصرية هي التي أوقفت نقل ملكية تيران وصنافير إلى السعودية، لأسباب متعددة، قد يكون ضمنها أن الجزيرتين حسب وثائق جديدة مصريتين في الأصل.
وسبق للحكومة المصرية أن اعترفت بسعودية الجزيرتين بناء على وثائق قديمة كشفتها، رغم معارضة قطاع مهم من النواب والبرلمانيين وحتى المواطنين للخطوة واعتبار الاتفاق صفقة بيع للأراضي المصرية.
وتتواجد في الجزيرتين قوات حفظ السلام في الجزيرة منذ توقيع اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، والتي يبلغ عددها اليوم 1700 شخص بينهم 450 أميركيا.
في هذا الصدد غرد المحامي الكويتي الشهير ناصر الدويلة المقرب من دوائر الحكم في الكويت قائلا: “اذا ارادت مصر دعم دول الخليج فعليها احترام مصالح الخليج واعتباراته و ان موقف المخابرات المصرية الرافض لإعادة الجزر يغضب السعودية و يشكك في مستقبل العلاقة معها كما أن مسافة السكة قد لا تنفع حتى مع احتمالات الحرب في الخليج و غياب الكويت و السعودية عن القمة رسالة واضحة الدلالة”.
تيران وصنافير ورقة مصرية للحصول على مكاسب
ويبدو أن مصر التي تحتاج إلى مليارات الدولارات من الإستثمارات والمنح والودائع في ظل الأزمة الإقتصادية القاسية التي تمر منها تستخدم ورقة تيران وصنافير لصالحها، لكن هذا يؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين على نحو قد يكون خطيرا للغاية.
ورغم تعهد دول الخليج لصندوق النقد الدولي ومصر بضخ أكثر من 15 مليار دولار من الإستثمارات الفترة الحالية إلا أن وثيرة تنفيذ التعهدات تبدو بطيئة إلى متوقفة.
ومن جهة أخرى يبدو أن البنك المركزي المصري هو الآخر أوقف التعويم عند الحد الحالي، على أن يستأنف العملية عندما تتضح الأمور له أكثر.
ومن غير المستبعد أن تستخدم القاهرة الورقة نفسها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل للحصول على مكاسب في السياسات الثنائية، حيث تشعر مصر بالغضب من تراجع المعونات الأمريكية لمصر في السنوات الأخيرة خصوصا بعهد الرئيس جو بايدن، ومن جهة أخرى تحاول مصر إيجاد تسوية أفضل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع تزايد احتمال تصعيد جديد في المنطقة.
تنمية تيران وصنافير ليس في صالح السياحة المصرية
تخطط السعودية بعد الحصول على ملكية تيران وصنافير لإنفاق المليارات من الدولارات على بناء المنتجعات هناك وتحويلها إلى جزيرتين سياحتين، ولأنهما يتميزان بجغرافية وطبيعة مناخية مميزة للغاية، من المؤكد أن تنميتهما يصب في هدف السعودية الوصول إلى 100 مليون سائح سنويا.
وفي تغريدة أخرى نشرها ناصر الدويلة، كتب: “دعمت قطر مصر بالمليارات وكسر الشيخ تميم عزلة مصر بزيارات و استقبالات للسيسي لكن لا تزال السلطات المصرية لها رأي في حبس صحفيي الجزيرة وهذا يحرج الشيخ تميم و يغضب الشعب القطري ومعلوم أن رفض المخابرات المصرية اعادة الجزر للسعودية سببه ان اعادتها ستدمر السياحة في شرم الشيخ و سيناء”.
وتعد شرم الشيخ فعلا قريبة جغرافيا من الجزيرتين، وبقيام المملكة بتنميتهما وتحويلهما إلى مركزين كبيرين للسياحة ستواجه شرم الشيخ الكثير من المنافسة وقد تضرر من ناحية عدد السياح.
وتعاني السياحة المصرية من عيوب في السنوات الأخيرة منها ارتفاع أسعار الفنادق إلى مستويات غير معقولة، وهو ما أثار غضب الكثير من السياح الأجانب.
ومن خلال الإبقاء على مصرية تيران وصنافير قد تمنع مصر تضرر القطاع السياحي المهم بالنسبة لها والمعرض لأضرار بسبب الصعود الصاروخي للسعودي كقوة في نفس القطاع خلال السنوات الأخيرة.
إقرأ أيضا:
لماذا لن تساعد السعودية مصر وغيرها مجانا ولماذا هي محقة؟
لا تريد الصين انهيار الاقتصاد المصري ولا ضرب سد النهضة الإثيوبي
رحلة انضمام مصر إلى البريكس من باب بنك التنمية الجديد
الكويت دولة خليجية فاشلة ومن حقها أن ترفض مساعدة مصر
توقعات انهيار الجنيه المصري إلى 50 لكل دولار بحلول 2024
توقعات الجنيه المصري مقابل الدولار حسب بنك HSBC
