نجحت الهواتف الذكية الصينية في غزو الأسواق العالمية وقد وجدت لها مكانة كبيرة في السوق الأمريكية والأسواق الغربية منها الأوروبية.
هذا النجاح الذي ترجمته المبيعات المتزايدة للعملاقة هواوي وشركات أخرى منها شاومي و ZTE يقلق منذ عام 2012 صناع القرار الأمريكيين.
لكن حاليا عادت هذه القضية إلى الواجهة ولم يعد خفيا على أحد حرب الولايات المتحدة الأمريكية على الهواتف الصينية.
في جلسة عقدها مجلس الشيوخ في منتصف فبراير الجاري، أكد الخبراء في مجال الأمن المعلوماتي أنهم لا ينصحون المواطنون بشراء الهواتف الذكية الصينية وفي مقدمتها هواتف هواوي و ZTE.
قادة وكالة الإستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة الأمن القومي ومدير الإستخبارات الداخلية أجمعوا على عدم ثقتهم بالتكنولوجيا الصينية مؤكدين بأن لديهم مخاوف أمنية من تداعيات انتشارها في المنازل بالسوق الأمريكية وأنها على الأرجح تشكل تهديدا للأمن القومي.
-
خوف أمني من الهواتف الذكية الصينية
مما لا شك فيه فإن الهواتف الذكية بشكل عام تجمع البيانات عن المستخدمين وتتعرف على هوية مستخدميها، وقد أكدت وكالات الأمن المعلوماتي أن عدد منها يعمل على مراسلة خوادم الشركة المصنعة وتزويدها ببيانات عن المستخدمين.
وفيما تؤكد الشركات المصنعة بأن البيانات التي تجمعها الهواتف هي لتحسين تجربة الاستخدام، عادة ما ترفض إطلاع الحكومات والجهات الرقابية على مصير تلك المعلومات، على الأقل علنا ولا يستبعد أن يكون هناك تعاون تحث الطاولة.
خبراء الأمن المعلوماتي يؤكدون بأن الهواتف الصينية تتبع نفس السياسة، وهي عوض أن تخزن بياناتها في الولايات المتحدة الأمريكية كما تفعل آبل ومايكروسوفت وجوجل فإن الشركات الصينية تجمع البيانات وتخزنها في الصين وهي غالبا تقوم بذلك بالتعاون مع الحكومة في بكين.
-
الشركات جزء من الحرب الإلكترونية بين البلدين
تعد هواوي شركة تزود شركات الإتصالات بالتقنيات والمعدات التي توفر لها تشغيل الشبكات وتوفير التغطية في المناطق وهي على شراكة مع شركات أمريكية وعالمية.
هذه المعدات والتقنيات التي توفرها الشركة الصينية يمكن أن تستخدم أيضا للتجسس على الأمريكيين وتعقب المكالمات واستخدامها لأغراض مختلفة منها عند الحاجة في أي حرب إلكترونية تندلع بين البلدين.
على الإنترنت يوميا هناك حروب إلكترونية عملاقة أبطالها هما الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ولطالما تبادلا الاتهامات بهذا الخصوص ودعا السياسيين في البلدين إلى ايجاد تسوية للحرب بينهما.
هواوي التي تقدم التكنولوجيا لشركات الإتصالات وتطور شبكات الجيل الرابع والخامس بإمكانها أن تستخدم كسلاح في الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
-
سياسات دونالد ترامب صارمة
لدى الرئيس الامريكي دونالد ترامب رؤية واضحة بخصوص الصين، بداية من تشجيع الشركات الأمريكية على سحب مصانعها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الضغط التجاري على الصين وكسر هيمنة التجارة الصينية نحو أيضا استخدام ورقة الاقتصاد والتجارة في الضغط على بكين.
وهناك ترابط لهذه القضايا مع أيضا ضغط الصين على كوريا الشمالية لكبح جماع أنشطتها النووية وطموحاتها العسكرية.
ومن الأكيد أن العلاقات بين الجانبين ليست جيدة وتتجه ادارة ترامب إلى مراجعة العلاقات مع الصين وتنفيذ وعوده الإنتخابية وهو ما يحذر منه خبراء الإقتصاد.
-
سياسة في صالح آبل والشركات الأمريكية
يرى بعض الخبراء أن الحرب الأمريكية على الهواتف الصينية تخدم الشركات الأمريكية وفي مقدمتها آبل، فرغم أن هواوي تفوقت على آبل على مستوى إنتاج الهواتف الذكية إلا أنها يمكن أن تخسر هذا اللقب مع توجه السلطات الأمريكية لحظرها.
وعقب إلغاء صفقة محتملة بين شركته وAT&T تلزم هذه الأخيرة لتوفير الهواتف الذكية الصينية في متاجرها، قال رئيس هواوي بأن إلغاء الصفقة تعد خسارة كبرى لشركتك وللعملاء أيضا مضيفا أن الأهداف التي وضعتها الشركة ستحققها بأمريكا أو بدونها.
وتواجه آبل منافسة قوية في السوق المحلية لها من الهواتف الصينية، هذا في وقت فشلت فيه من السيطرة على السوق الصينية.
نهاية المقال:
هذه الحرب المستمرة والتي قد تؤدي إلى حظر كامل للهواتف الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية قد يكون لها نتائج سلبية على الشركات الصينية لكن أيضا قد يكون رد بكين قاسيا.