لطالما وضعت صادرات الأسلحة الروسية روسيا ضمن كبار مصدري الأسلحة في قائمة تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية،
تعتبر روسيا أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم، وتتصدر قائمة الدول المصدرة للأسلحة في بعض السنوات، لكن ليس في الوقت الراهن.
حقائق عن صادرات الأسلحة الروسية
وفقًا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) في أبريل 2022، فإن قيمة صادرات الأسلحة الروسية قد بلغت 10.5 مليار دولار أمريكي في الفترة من 2017 إلى 2021، مما يجعل روسيا الدولة الخامسة في العالم من حيث قيمة صادرات الأسلحة خلال هذه الفترة.
وتشمل صادرات الأسلحة الروسية مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النارية والطائرات والصواريخ والدبابات والسفن والمروحيات والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
وتصدر الأسلحة لعدد من الدول ومنها الهند والصين والجزائر ومصر واثيوبيا وسوريا وايران وعدد من الدول الأخرى التي تعتمد عليها في تزويد جيوشها بأحدث المعدات العسكرية.
بعض من عملائها مثل مصر تشتري أيضا من الولايات المتحدة الأمريكية وأخرى لا تتعامل مع السلاح الأمريكي مثل ايران فيما تعتمد عليها دول أخرى بشكل أساسي مثل اثيوبيا والجزائر.
تتميز الأسلحة الروسية بأنها تحظى بشعبية كبيرة في العديد من الدول بسبب قدراتها العالية والتكنولوجيا المتطورة التي تستخدم في تصنيعها وأيضا الترويج لها من قبل وسائل اعلامها.
صادرات الأسلحة الروسية منذ سنوات
حسب تقرير نشره المعهد الدولي لبحوث السلام في ستوكهولم فإن صادرات السلاح الروسي قد شهدت انخفاضًا بنسبة 31% خلال الفترة من 2018 إلى 2022 مقارنة بالخمس سنوات السابقة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد انخفضت حصة روسيا في السوق العالمي من 22% إلى 16% خلال هذه الفترة، وهي تبتعد بشكل كبير عن الولايات المتحدة التي تملك حصة بنسبة 40% من السوق.
وتواجه روسيا منافسة شديدة من بعض الدول الأخرى في سوق الأسلحة، مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا واسرائيل، مما يجعل من الصعب عليها الحفاظ على حصتها في السوق.
كما تقوم روسيا بتطبيق سياسة حذرية في بيع الأسلحة لبعض الدول، خاصة الدول التي تشكل تهديدًا للأمن الدولي، مما يؤثر على قيمة صادراتها في الفترة المذكورة.
ومن المعروف أن المنافسة في سوق الأسلحة العالمية شديدة، وهناك دول أخرى تسعى جاهدة لزيادة حصتها في السوق، مما يجعل من الصعب على روسيا استعادة حصتها بسهولة.
الحرب الروسية الأوكرانية دمرت سمعة الأسلحة الروسية
تشكل أوكرانيا ساحة قتال لتجربة أحدث الأسلحة الروسية وكذلك صراع واضح بين السلاح الأمريكي ونظيره الروسي، وهو أمر واضح من استخدام موسكو لصواريخ واسلحة فتاكة لم تستخدمها من قبل في سوريا.
من جهة أخرى يعمل الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على ارسال الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، ومع مرور الوقت تحصل كييف على المزيد من الأسلحة المتطورة التي تثبت أن السلاح الروسي ضعيف في مواجهتها.
مع عجز الجيش الروسي على الوصول إلى كييف وتغيير نظام الحكم وهو ما كان الهدف الأولي من هذه العملية، فإن الخبراء العسكريين يعيدون النظر في قدرات الجيش الروسي وكذلك السلاح الروسي برمته.
كانت الدبابات الروسية حاضرة بقوة في الميدان وكان من السهل للجيش الأوكراني اصطيادها سواء بالطائرات الإنتحارية أو الألغام وكذلك الصواريخ المتنوعة.
لهذا السبب تفكر العديد من الدول وعلى رأسها الهند في التوجه إلى السلاح الأمريكي، خصوصا وأن التوتر بينها وبين الصين في تصاعد وسيكون من الغباء أن تواجه الصينيين بسلاح روسي.
العقوبات تؤثر على صادرات السلاح الروسي
تعرضت روسيا لضغوط دولية بسبب بعض القضايا السياسية والعسكرية، مما أثر على صورتها في الأسواق العالمية وعلى نفوذها في بعض المناطق.
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية أصبح من الممنوع على روسيا تصدير الأسلحة خصوصا مع فرض عقوبات مالية وتجارية عليها وأن أي دولة ستلجأ إلى السلاح الروسي قد تتعرض لعقوبات مماثلة.
من جهة أخرى فإن هذه العقوبات أيضا أثرت سلبا على نقل التكنولوجيا، وأصبح من الصعب على الروس الوصول إلى الموارد والتكنولوجيا التي تساعدهم على تطوير الأسلحة.
استنزاف احتياطات السلاح الروسي في أوكرانيا
وفقًا لتقرير من سكاي نيوز خلال شهر يونيو 2023، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن القوات الروسية تواجه نقصًا في الأسلحة الحديثة، وأن المصانع تعمل على تصنيعها بأسرع وتيرة ممكنة.
ويأتي هذا الإعتراف بعد أسابيع من التوقعات والتقارير الإستخباراتية التي تؤكد أن روسيا تواجه أزمة في تصنيع الأسلحة وأنها لجأت إلى استيراد بعضها من ايران كما أنها تريد استيراد الأسلحة من جنوب أفريقيا والهند والصين ودول أخرى.
وهذا يعني أن السلاح الذي تنتجه المصانع سيكون له الأولوية أن يتم امداد وزارة الدفاع الروسية به وليس تصديره إلى دول أخرى.
إقرأ أيضا:
موقف روسيا بوتين والصين من غزو العراق 2003
هل روسيا ظالمة أم مظلومة؟ هذا رأي صديق بوتين
هل كان تمرد فاغنر على بوتين مجرد مسرحية روسية؟
روسيا ليست قوة عظمى بل جمهورية الموز
نهاية تمرد فاغنر: انتصر بريغوجين على جيش بوتين
انقلاب بلغاريا على روسيا لصالح الناتو بعد تمرد فاغنر