
من الممكن ارتفاع سعر النفط هذا العام إلى 150 دولار أمريكي وسيكون ذلك بمثابة أعلى سعر في التاريخ يمكن تسجيله، وصدمة قوية للأسواق العالمية حيث سيزيد من التضخم.
ويقترب حاليا سعر النفط من 100 دولار للبرميل، وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا لمنتجي النفط لكن بقية العالم يتألم لارتفاع أسعار الطاقة.
غزو روسيا لأوكرانيا وبدائل أمريكا
يعد التوتر في أوروبا الشرقية مؤلما ليس للقارة العجوز لكن للعالم كله، حيث الصراع ليس بين روسيا وأوكرانيا فحسب بل بين الولايات المتحدة والإتحاد الروسي.
في الغالب لن تندلع حرب عالمية وكل تلك ترهات إعلامية، وأقصى ما يمكن أن يحدث هو نجاح روسيا في غزو أوكرانيا، وقيام الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بفرض عقوبات واسعة النطاق على موسكو، ما يعني ضرب صادرات موسكو من النفط والغاز والقمح.
أما هذا الواقع يمكن ارتفاع سعر النفط إلى 150 دولار ولعدة أشهر قليلة على الأقل قبل أن تكون هناك تغييرات وانفراج في الإنتاج.
إذا غزت روسيا أوكرانيا، فقد ينخفض العرض مرة أخرى، لأن الدول قد تفرض عقوبات على النفط الروسي وتقلل من كمية الإمدادات العالمية المتاحة.
يمكن للولايات المتحدة أن تشجع على رفع الإنتاج من النفط الصخري الأمريكي رغم معارضة ذلك للسياسات التي تبنتها واشنطن للإبتعاد عن الوقود الأحفوري، لكن في السياسة الغاية تبرر الوسيلة.
سياسة أوبك المتشددة وأهمية السعودية
تنمو إمدادات النفط بمعدل بطيء نسبيًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن أوبك كانت غير راغبة وربما غير قادرة على زيادة الإنتاج.
لا يضيف العديد من أعضاء أوبك الكثير من الإمدادات كما كان من المتوقع أن يضيفوا في ظل الحدود الحالية، ويبدو أن كافة المنتجين تعجبهم السياسة الحالية.
لكن كان انهيار أسعار النفط منذ 2014 والإنهيار الأسوأ في 2020 مؤلما للدول المنتجة للذهب الأسود، وهي لا تريد حدوث ذلك مرة أخرى.
لكن عوامل مثل رفع العقوبات الأمريكية على ايران وتشجيع النفط الصخري الأمريكي ورفع أسعار الفائدة يمكن أن يشكل مفتاحا لإنهيار الأسعار إلى مستويات 60 دولار للبرميل على الأقل.
وتعد السعودية حليف مهم للولايات المتحدة الأمريكية، ومن الممكن أن تتوصل واشنطن والرياض إلى تفاهم لزيادة الإنتاج في الفترة القادمة وتهدئة الأسعار.
ارتفاع الطلب المتسارع
ينمو الطلب بشكل أسرع ولا يظهر أي بوادر تذكر على التباطؤ على الرغم من ارتفاع سعر النفط، ومن غير المستبعد أن يستمر هذا الزخم في النصف الأول من 2022.
لكن عند نقطة معينة قد يغير الأشخاص أو الشركات سلوكهم بناءً على الأسعار، وربما يقررون عدم السفر أو تقليل رحلات السيارات.
عند تراجع الطلب ستتراجع الأسعار وسيتنامى المعروض في السوق، وستنمو المخزونات الدولية من الوقود الأحفوري.
يعد سعر 150 دولار مرتفعا للغاية وسيشكل ضربة لاقتصادات كثيرة حول العالم كما أنه سيزيد من التضخم وسيكلف الشركات كثيرا، ويمكن أن تكون هذه نقطة التحول.
يعتقد ماناف جوبتا من Credit Suisse أنه حتى لو هدأت المواجهة في أوروبا، فقد تستمر الأسعار في الارتفاع أكثر بسبب الطلب المتنامي.
من خلال رفع أسعار الفائدة الأمريكية وقيام بقية البنوك المركزية بذلك، ستتعرض الأسواق لركود جديد، حيث يتراجع الإستهلاك والإنفاق والطلب، قد تبدأ هذه الظاهرة في الحدوث خلال وقت مبكر من 2023، لكن ليس مفاجئا إن حدث ذلك خلال أواخر العام الجاري.
حتى لو خفت التوترات الجيوسياسية خلال الأسابيع القليلة المقبلة فإن أسعار النفط المرتفعة على المدى القريب ستبقى، ومن غير المستبعد أن نشاهد ارتفاع سعر النفط إلى 150 دولار للبرميل لأول مرة في التاريخ، بعد ذلك سيبدأ الإنهيار حيث ستتراجع الأسعار إلى أقل من 100 دولار.
إقرأ أيضا:
أفضل وأسوأ توقعات أسعار النفط 2022
كيف يمكن تحقيق الربح من تداول النفط؟
النفط نقطة ضعف الصين في أي حرب عسكرية
تأثير متحور كورونا الجديد على النفط والأسهم وبيتكوين والذهب