لا تتوقف الحرب على خطاب الكراهية والمحتويات المخالفة التي تزخر بها المنصات الإجتماعية والتي تعاني من غياب الرقابة على المحتوى، وبالطبع فإن يوتيوب هي واحدة من المنصات التي تعيش فوضى تؤرق المعلنين لأن خطورة ذلك يتجلى في ظهور إعلاناتهم على مقاطع مسيئة.
خلال الربيع الماضي ما بين شهري مارس و أبريل تابعنا معا أزمة يوتيوب من خلال تغطية مفصلة بالمقالات التي ذكرنا فيها أبرز المعلنين الذين أوقفوا حملاتهم الإعلانية على منصة الفيديو، ثم تطرقنا إلى إجراءات جوجل للقضاء على المشاكل واستعادة ثقة المعلنين، ونجحت عملاقة البحث الأمريكية في هذه المهمة أخيرا.
لكن خلال الأيام الأخيرة عادت قضية الحرب على خطاب الكراهية في يوتيوب إلى الواجهة، ثم خلال الساعات الماضية قرر عدد من المعلنين الكبار ايقاف حملاتهم الإعلانية وسحب الإعلانات كإجراء وقائي.
هذه المرة تتعلق القضية بمشكلة التحرش بالأطفال والمقاطع الاستغلالية لهم، وأيضا التعليقات المسيئة والحسابات الكثيرة التي تستخدم لأغراض الاستغلال الجنسي لهم.
-
أكثر من 100 ألف حساب للتحرش الجنسي واستغلال الأطفال
كشفت كل من بي بي سي البريطانية وصحيفة التايمز الإنجليزية في تقارير لها عن مشكلة الاستغلال الجنسي للأطفال على يوتيوب.
وقد أكدت تقارير إعلامية أن هناك أكثر من 100 ألف حساب على المنصة ينشرون تعليقات مسيئة، منها التحريض على ممارسة الجنس مع الأطفال والتحرش بالمراهقات اللواتي يظهرن في مقاطع الفيديو المعروضة على المنصة.
هناك أيضا مقاطع فيديو مسيئة والتي تمرر رسائل جنسية للأطفال، والخطير أن هذه المحتويات كلها يمكن الوصول إليها من الأطفال والفئات الناشئة والمراهقين سواء من خلال نسخة يوتيوب العادية أو النسخة الخاصة بالأطفال.
مقاطع الفيديو الاستغلالية للأطفال موجودة على المنصة وللأسف تعرض عليها الإعلانات، وهو ما يربط في أذهان المشاهدين تلك العلامات التجارية بالتشجيع على استغلال الأطفال.
-
انسحاب عدد من المعلنين الكبار من يوتيوب الآن
بعد التقارير التي أكدت أن الإعلانات تظهر على مقاطع فيديو مسيئة تتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال، فقد تحركت العلامات التجارية التي تخاف على صورتها وقررت ايقاف حملاتها الإعلانية على المنصة.
مارس لمنتجات الشوكولاتة، وسلسلة ليدل الألمانية لمتاجر التجزئة، وأديداس للوازم الرياضية، ومصرف دويتشه بنك الألماني وشركة Diageo التي تنتج المشروبات الكحولية vodka هي أبرز الشركات التي قررت سحب إعلاناتها من منصة يوتيوب.
-
القائمة مرشحة لتضاف إليها المزيد من الشركات
من غير المستبعد أن نرى خلال الساعات القادمة المزيد من الشركات تسحب إعلاناتها من يوتيوب رغم أن هذه الأخيرة أكدت أنها تتحمل المسؤولية وتعمل على اصلاح المشكلة من خلال تعطيل الإعلانات على المقاطع المسيئة وحذف التعليقات السيئة.
وتسابق جوجل الوقت كي لا تخسر المعلنين خلال الأيام القادمة وأن تستمر الحملات الإعلانية، خصوصا وأنه خلال الفترة الحالية تنفق الشركات على الإعلانات بشكل قصوي وتصل عائدات جوجل إلى قمتها في هذا الوقت.
-
ظهور اقتراحات بحث جنسية تستهدف الأطفال على يوتيوب
بالتوازي مع عودة أزمة يوتيوب إلى الواجهة، فقد ظهرت مشكلة جديدة وهي اقتراحات بحث جنسية تستهدف الأطفال على يوتيوب عند محاولة البحث عن كيفية عمل الأشياء.
عند كتابة “how to have” تظهر اقتراحات مثل “how to have s*x with your kids” وهي متعلقة بممارسة الجنس مع الأطفال وكيفية القيام بذلك.
هذه الاقتراحات لم تكن تظهر من قبل لكن مع ظهورها منذ ساعات فإن البحث عليها سيرتفع بطبيعة الحال وهو ما يشكل مشكلة كبيرة للمنصة.
وأكدت يوتيوب أنها لا تعرف السبب وراء ظهور هذه الاقتراحات التي تعمل بناء على خوارزمية ذكية، ولكنها تحقق في الأمر فيما ستعمل على حجب هذه الاقتراحات الفورية.
نهاية المقال:
بعد استعادتها للمعلنين من موجة الانسحاب التي حصلت خلال الربيع الماضي، تعود أزمة يوتيوب مرة أخرى إلى الواجهة بعد أن أكدت وسائل الإعلام البريطانية أن الإعلانات تظهر على مقاطع فيديو استغلال الأطفال وان التعليقات المسيئة هي الأخرى مشكلة كبيرة يجب حلها.
إقرأ كل مقالات أزمة يوتيوب من البداية إلى النهاية