تراجع سهم نتفليكس بنسبة 11٪ يوم الخميس بعد أن أعلنت الشركة عن أقل أرقام نمو فصلية للمشتركين في ثلاث سنوات، وأول خسارة لمشتركيها المحليين منذ عام 2011.
تعيش الشركة حاليا على ما يبدو أزمة حيث أنها فقدت عدد من المشتركين في خدمتها وهو أمر صادم للمستثمرين والمراقبين.
تعمل نتفليكس على إنتاج المحتوى الحصري والخاص بها وهي تطمح لتبقى في الصدارة بسوق الفيديو حسب الطلب ومواجهة المنافسين.
لكن ما حصل يبدو محزنا لها وهو ما سنتطرق إليه في هذا المقال بالتفصيل.
-
انخفاض عدد المشتركين لأول مرة منذ 10 سنوات
لأول مرة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، انخفض عدد الأشخاص المشتركين في نتفليكس في الولايات المتحدة، وهو أداء سيء لعملاق البث مع اقتراب دخول عدد من المنافسين لهذا المجال.
قالت الشركة أنها فقدت 130 ألف مستخدم على الأقل في الولايات المتحدة، مما أدى إلى انخفاض أسهم نتفليكس بأكثر من 11٪ في التداول بعد ساعات الأربعاء، لا يزال السهم مرتفعًا بأرقام مضاعفة هذا العام.
تعد السوق المحلية بالنسبة لهذه الشركة المحركة للعائدات والنمو كما أنها الرئيسية بالنسبة لها وخسارة المستخدمين وهو مؤشر مقلق للغاية.
-
تراجع نمو المستخدمين الجدد بصورة واضحة
على الصعيد العالمي، أضافت نتفليكس 2.7 مليون مشترك في هذا الربع، أي أقل بكثير من الـ 5 ملايين التي كانت تتوقعها وأقل من 5.5 مليون مشترك في الربع الثاني من عام 2018.
يأتي تباطؤ النمو في الوقت الذي تستعد فيه خدمات البث المتنافسة من شركة والت ديزني وشركة أبل وشركة وورنر ميديا وشركة كومكاست كوربوريشن و NBCUniversal لدخول السوق في الأشهر المقبلة.
-
رغم الإنفاق الكبير على إنتاج المحتوى إلا أن النمو ضعيف
أنفقت الشركة خلال العام الماضي حوالي 13 مليار دولار على إنتاج المحتوى الجديد والحصري لمنصتها، أكثر من 85 في المئة من ميزانيتها تذهب لصالح إنتاج محتوى حصري وليس للحصول على التراخيص من الشركات المنتجة للمحتوى.
تزداد تكاليف إنتاج المحتوى مع توظيف المزيد من إمكانيات السينما و الإستعانة بالمشاهير والأسماء المشهورة، بينما النمو المتوقع للمستخدمين الجدد لا يزال أقل بكثير من المتوقع.
ونتيجة لذلك اضطرت نتفليكس خلال الأشهر الماضية إلى رفع تكاليف الإشتراك لديها بشكل ملحوظ، مع التفكير أيضا في إدراج إعلانات تروج للمحتوى الموجود بداخل المنصة نفسها.
-
الرفع من تكاليف الإشتراك جزء من أزمة نتفليكس
لاحظت الشركة أن نمو المشتركين لم يصل إلى التوقعات في الكثير من دول العالم مع تزايد تكاليف الخدمة وأسعار الإشتراك، لذلك فمن الواضح أن هذه النقطة تؤثر بالفعل على أرقام المشتركين.
ليس معروفا كيف ستتصرف الشركة حيال هذه المشكلة، وهل ستتراجع عن الأسعار الجديدة أم ستبقى مصرة عليها، لكن قبل أي قرار على هذا المستوى ستعمل المزيد من الحسابات وستنتظر النتائج المالية القادمة على الأقل.
-
اهمال المحتوى المرخص لا يزال الأساسي على هذه المنصة
مع انفاق المليارات على انتاج المحتوى الأصلي وامتلاك الشركة عدد من المسلسلات الشهيرة التي تحظى بمتابعة واسعة حول العالم، إلا أنه من المفاجئ أن المحتوى المرخص يمثل ما يقرب من ثلثي ساعات المشاهدة على نتفليكس.
سيكون على الشركة ايجاد حل لهذه المشكلة فعلى ما يبدو أن عروضها الحصرية لا ترتقي لنجاحات العروض المرخصة الأخرى
-
المحتوى المرخص يمكن أن يدمر نتفليكس
على نتفليكس نجد أن المحتوى المرخص يشكل 63 في المئة من مكتبة المحتوى مقارنة مع 37 في المئة من المحتوى الحصري.
ومع توجه الشركات المنتجة مثل ديزني والأسماء الأخرى إلى إطلاق منصات البث الخاصة بها، فهي تميل إلى سحب الترخيص لتوفير محتوياتها بشكل حصري على خدماتها.
هذا خبر سيء للغاية بالنسبة إلى نتفليكس التي تبذل جهودا في التفاوض لكنها فشلت أكثر من مرة في التوصل إلى اتفاق تجديد الترخيص مع شركات عددية.
إذا استمر هذا الإتجاه فستجد الشركة نفسها تفقد العروض المتاحة والنمو على مستوى عدد الحلقات والأفلام والمسلسلات التي تضاف إلى خدمتها، وسيهاجر المستخدمين إلى منصات توفر لهم المسلسلات المفضلة بالنسبة لهم.
-
نتفليكس تتمسك بالأمل والتفاؤل
خطابها الموجه إلى المستثمرين قالت الشركة: “من ما رأيناه في الماضي عندما نسقط محتوى كتالوجًا قويًا (Starz و Epix مع أفلام Sony و Disney و Paramount، أو سلسلة تشغيل ثانية من Fox على سبيل المثال) ينتقل أعضاؤنا إلى الاستمتاع بمحتوياتنا الحصرية الأخرى “.
يبدو هذا أمل وتفاؤل من الشركة التي ستخسر الكثير من المحتوى المرخص خلال الأشهر القادمة مع دخول المزيد من منصات البث الخدمة نهاية هذا العام وبداية العام المقبل.
تتسابق الشركة حاليا مع الوقت لإطلاق المزيد من المسلسلات والأفلام الحصرية الخاصة بها لجلب المستخدمين والمشتركين والإبقاء عليهم وتوفير بدائل جيدة للكثير من العروض المرخصة التي ستخسرها.
نهاية المقال:
خسرت نتفليكس 130 ألف مستخدم في الولايات المتحدة لأول مرة منذ 11 عاما، هذه بداية أزمة كبيرة بالنظر إلى عدد المشاكل والعوامل التي تدفع المنصة للأسفل، وفي المقابل تتمسك الشركة بالأمل وإطلاق المزيد من العروض الحصرية.