أزمة ثقة في الإعلانات على جوجل و فيس بوك مع انستقرام و سناب شات

منصات غير آمنة للإعلانات

أصبح واضحا أن أزمة إعلانات جوجل لا تستهدف المنصة الإعلانية لعملاق البحث الأمريكي فحسب، بل إنها فتحت الباب للتشكيك في موثوقية منصات ذات أهمية على الويب منها إعلانات فيس بوك والتي تعرض أيضا على انستقرام، وبالطبع فإن الشكوك وأزمة الثقة موجودة بين المعلنين الكبار وسناب شات.

كل هذه المنصات يمكننا جمعها في طبق واحد، ولا يمكننا فصل جوجل و فيس بوك مع انستقرام و سناب شات عن بعضهم البعض، فكلها منصات تورطت بطريقة أو أخرى في الترويج للأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة وخطاب الكراهية الذي يحكم العالم وعززت من الجهل والعداء والتمييز العنصري والعرقي والجنسي وسهلت الطريق للإرهاب العابر للقارات!

يوتيوب بالنسبة لجوجل هي المنصة الإجتماعية التي تتكاثر فيها المحتويات المشينة والمشبوهة، بصورة مرعبة للمعلنين الكبار على الأقل، وهو يعج بالقنوات التي تحرض على القتل والإرهاب وتنشر الأفكار العدائية ضد فئات محددة، وهي ساحة للحرب الفكرية والمحتويات الغير اللائقة، وأما عن فيديوهات السب والقذف والشتم فحدث ولا حرج.

فيس بوك في المقابل هي أكبر شبكة إجتماعية للهراء والأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة، وهذه الأيام تعيش موضة الإغتصاب الجماعي وبثه على شكل مقاطع فيديو يمكنك أن تصادفها بقصد أو دون قصد، وتستضيف الكثير من مجموعات المتاجرة بالأطفال والنساء وأيضا مجموعات الإستمتاع بالقتل والجريمة والإغتصاب، وعلى صفحاتها يتم صناعة الأخبار المزيفة التي تلف العالم في دقائق معدودة ليسمع بها الجميع ويصدقها للأسف معظم المستخدمين.

وغير بعيد عنه لديه انستقرام، منصة لتبادل الصور ومقاطع الفيديو وهي تستضيف المحتويات المشبوهة والمسروقة والمرئيات التي تنتهك الحقوق الفكرية للآخرين، وتم عليها بث مقاطع القتل والجرائم المختلفة مرات ومرات بشكل صادم للمتابعين والمستخدمين!

أما سناب شات فهو الآخر كان مصدرا لتهديد العائلات وابتزاز النساء ورجال الأعمال والشخصيات، والمحتويات التي تنشر عليه لا تقل سوءا عن بقية المنصات.

هكذا ننظر إلى المنصات الإجتماعية على وجه التحديد، وهي في وقت استطاعت فيه تحقيق التقارب بين الناس وتعزيز التواصل والتفاعل إلا انها ليست أماكن ذات مصداقية لأي شخص يحرص على قراءة الأخبار الصحيحة، أو عرض إعلاناتهم في أمكان جيدة تخدم صورة علامته التجارية.

ضع نفسك مكان صاحب شركة كبيرة ولنفترض شركة إتصالات Verizon الأمريكية، هل سيكون مقبولا بالنسبة لك أن تظهر إعلانات Verizon على مقطع فيديو يحرض على قتل فئة من الناس؟ هل يتوافق هذا مع الرسالة الإعلانية للشركة؟ ماذا إن ظهر الإعلان لأحد من جمهور الشركة في مقطع مشبوه أو صفحة أخبار زائفة؟ ألن يسيء إلى سمعة الشركة؟ أليس معناه أن شركتك تدعم ذلك المقطع والرسالة التي يروج لها وذلك المقال الإخباري الزائف؟

هذه الأسئلة التي انطلق منها قرار ايقاف الحملة الإعلانية لأكثر من 250 شركة وعلامة تجارية كبيرة على يوتيوب ومواقع إعلانات جوجل مع استثناء نتائج البحث وبعض المواقع الموثوقة!

ومرة أخرى فهي نفسها التي ستحكم بقاؤهم أو تواجدهم على بقية المنصات، وفي حالة لم يتم حل أزمة إعلانات جوجل فإن المعلنون سيقللون من نفقات التسويق الإلكتروني لصالح الإعلانات على التلفزيون ويمكنك أن تقرأ عن “أزمة إعلانات جوجل فرصة كبيرة لشبكات التلفزيون” لتفهم طريقة التفكير لدى هذه الإمبراطوريات.

نعم من الجيد أن تتواجد شركتك في المنصات التي يتواجد بها جمهورك، لكن هذا مشروط بالحفاظ على السمعة، ولو كان العكس صحيحا لما رأينا هذه الأزمة من الأصل وايضا لتوجهت الشركات العالمية المعروفة للإعلان في المواقع الإباحية فهي الأخرى تضم جمهورا عريضا، لكن الأمور لا تسير بهذه الهمجية.

تابعنا وإقرأ كل مقالات أزمة إعلانات جوجل بالضغط هنا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على: أخبار جوجل