بعد أن خسرت الليرة التركية أكثر من 20 في المئة من قيمتها السوقية، يتخوف الشعب التركي من استمرار هذه الخسائر ما سينعكس سلبا على المعيشة اليومية، إذ من المنتظر أن تقفز أسعار وتكاليف المنتجات والخدمات والحياة المعيشية كما يحدث في فنزويلا وحدث من قبل في اليونان وأي دولة تنهار عملتها النقدية.
ما البديل؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه كثيرون، وفيما نصح أردوغان شعبه بتحويل مدخراتهم من العملات النقدية الأجنبية إلى العملة الوطنية والقيام بنفس الشيء مع مدخراتهم من الذهب، فإن كثيرون على ما يبدو غير مقتنعين بهذه الدعوة.
الأنظار تتجه إلى تحويل الليرة التركية نحو الذهب أو العملات الرقمية المشفرة، نعم نقصد بيتكوين ومنافساتها الأخرى رغم أن هذه الأخيرة تعاني وخسرت أكثر من 70 في المئة من قيمتها السوقية خلال هذا العام، وينتظر ان تعود للإرتفاع في وقت لاحق من هذا العام أو حتى العام القادم وتعتبر الفترة الحالية جيدة للغاية لشراء كميات كبيرة منها.
-
رصد ارتفاع حجم تداول بيتكوين والعملات الرقمية في تركيا
أعلنت شركة Koinim، أكبر بورصة للعملات الرقمية المشفرة في تركيا، عن زيادة بنسبة 63٪ في حجم تداول بيتكوين، في حين أن أسواق BTCTurk و Paribu قالت إن أحجام التداول ارتفعت بنسبة 35٪ و 100٪ على التوالي وفقا لبيانات CoinMarketCap.
ومن الأكيد أن حجم تداول هذه الأصول الرقمية قد تراجع بصورة كبيرة في أشهر أزمة العملات الرقمية، لكن يتحسن ويتنامى مع كل موجة بيع أو شراء قوية.
ومن المعلوم أن بيتكوين ومنافساتها لم تحقق انتشارا كبيرا في تركيا عكس دول أخرى مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، لكن أزمة الليرة التركية يمكن أن تشكل فارقا مهما في تاريخ الأتراك مع هذه الأصول الرقمية.
-
الدرس من فنزويلا واليونان
عندما انهار النظام المصرفي في كل من فنزويلا واليونان وفقدت العملة المحلية في البلدين قيمتها بصورة متسارعة، لجأ الشباب إلى تحويل مدخراتهم نحو بيتكوين ومنافساتها.
خلال الإرتفاع الكبير لعام 2017 عاد هذا بأرباح ضخمة على هؤلاء في البلدين، ونشط بصورة كبية أيضا تعدين بيتكوين وعدد من العملات الرقمية القابلة للتعدين.
أكد بعض النشطاء والمتداولين أنهم بدؤوا تداول بيتكوين والعملات الرقمية بسبب ضعف الليرة التركية والخوف من الوضع السياسي والمالي للحكومة التركية وهذا منذ حوالي عامين.
ويزداد الشباب الذين يدخلون إلى هذا المجال في انتظار الإرتفاع وانتهاء الأزمة الحالية حيث من المنتظر أن تصل بيتكوين إلى 50000 دولار على الأقل، بينما ستصل الريبل XRP إلى 10 دولارات على الأقل.
نهاية المقال:
رغم دعوة الرئيس التركي إلى تحويل المدخرات المادية نحو الليرة التركية، إلا أن الأرقام التي توصلنا إليها تظهر لنا أنهم يعملون على تحويلها إلى بيتكوين والعملات الرقمية التي ينتظر أن تستفيد من هذه الأزمة كما حدث في فنزويلا واليونان.