رغم أنها دعمت تركيا بأكثر من 30 مليار دولار، عانت قطر من المقاطعة الخليجية، وتراجع اقتصادها بشدة وهو الذي يعتمد على بيع الغاز المسال.
المصالحة السعودية القطرية أفرحت المستثمرين ورجال الأعمال في هذا البلد، لأنها تعني الكثير بالنسبة لهم، مكاسب اقتصادية ومالية جيدة وتعويض الخسائر.
سجلت البورصة القطرية أداءً قوياً، لتتصدر صعود الأسواق الخليجية، بعد أن نما مؤشرها العام بنسبة 1.35% ليغلق عند مستوى 10618.3 نقطة.
رد فعل البورصة القطرية أكبر مقارنة برد فعل البورصات الخليجية الأخرى مثل مؤشر “تاسي” السعودي الذي نما بنسبة 0.17% ليغلق عند مستوى 8682.1 نقطة، وصعود مؤشر سوق دبي المالي 1.16%، وارتفاع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة أقل بلغت 0.55%، إضافة إلى صعود المؤشر العام لبورصة الكويت بنسبة 0.49%، وصعود مؤشر سوق مسقط 0.53%.
بطبيعة الحال عمت الفرحة الشعوب العربية وشعوب المنطقة لأن أزمة مهمة انفرجت وهي التي استمرت منذ 2017.
أزمة اقتصاد قطر
منذ اعلان مقاطعة قطر من طرف السعودية ومصر والبحرين والإمارات، تضررت السياحة إلى هذا البلد من البلدان العربية التي تأثرت سلبا بهذا القرار.
بل وأكثر من ذلك أصبحت فعالية كأس العالم 2022 في قطر مهددة بمقاطعة من جماهير الجيران، وهو ما كان سيؤدي إلى خسائر كبرى.
ومثل بقية اقتصادات الجيران زادت كورونا الطين بلة في المنطقة، كما أن الحرب في اليمن والتوتر في هذه المنطقة أثر سلبا على مناخ الإستثمار في المنطقة.
في السنوات الأخيرة تراجع الرفاه الخليجي، خصوصا وأن كل هذه الدول تنفق الكثير على التسلح وهناك بطالة داخلية، إضافة إلى ارتفاع الضرائب التي لم تكن موجودة في الماضي، أو كانت جد منخفضة.
لم تنفع تركيا كثيرا الدوحة، بل استفادت كثيرا منها أنقرة مقابل توفير الحماية لها، فيما تدفع الدوحة لطهران 100 مليون دولار سنويا رسوم مرور طيرانها في الأجواء الإيرانية.
وتتوقع فيتش أن يصل الدين العام الحكومي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لقطر نحو 76% في 2020، مقارنة بـ 60% في 2017.
من جهة أخرى تضررت السياحة كثيرا في هذا البلد، والدليل على ذلك ركود قطاع العقارات التجارية والسكنية بصورة كبيرة منذ سنوات.
فرصة المصالحة السعودية القطرية
تنظر الدوحة إلى المصالحة على أنها فرصتها للتنفس من جديد، واستقبال أعداد جيد من السياح في الأشهر القادمة، فهي قريبة من السعودية والإمارات والكويت، وهناك منافسة في هذا القطاع بالمنطقة، ويمكن للسائح الأجنبي الذي يزور الإمارات أو السعودية التوجه إلى قطر.
الخليجيين المحليين الذين يفضلون السياحة نحو دول الجوار سينظرون إلى انتهاء الأزمة الحالية على أنها فرصة من أجل استئناف زياراتهم لهذا البلد.
سيؤدي استئناف روابط السفر في نهاية المطاف إلى زيادة التدفقات السياحية الوافدة، وقد يؤدي الاهتمام المتزايد من المشترين الإقليميين إلى دعم سوق العقارات، الذي كان في حالة ركود منذ عدة سنوات.
وعلى ما يبدو فهناك مصلحة أكبر للدوحة من هذه المصالحة، فهي تبحث عن وصول الغاز المسال الخاص بها والمتوفر بكميات هائلة نحو الأسواق الأوروبية.
وكي يتحقق ذلك بأقل تكلفة، يجب أن تستثمر هذه البلدان في مشروع الغاز الطبيعي الذي سيمر عبر السعودي نحو الأردن ثم إسرائيل ومنها إلى أوروبا.
هذا المشروع وارد جدا وسيشمل التطبيع مع إسرائيل، وهو بديل لمشروع آخر كانت راهنت عليه الدوحة في الماضي، وهو أنبوب سيمر عبر السعودية ثم العراق ثم شمال سوريا ومنه إلى تركيا نحو أوروبا.
هذه المرة هذا المشروع كل ما يحتاجه هو المصالحة السعودية القطرية ثم تطبيعهما مع إسرائيل، ثم يأتي التمويل وفي سنوات قليلة يمكن تنفيذه، وهذا ما يراهنون عليه.
إقرأ أيضا:
مصالحة قطر والسعودية: دور إسرائيل ومشروع الغاز الطبيعي الإقتصادي
قطر لن تنقذ تركيا التي باعت 10% من بورصتها للدوحة
استثمار قطر في مصر … طز في القطيعة السياسية
4 خسائر تكبدها الإقتصاد القطري في شهر من اندلاع أزمة مقاطعة قطر