أزمة آبل تستخدم ورقة تباطؤ الإقتصاد الصيني وترعب البورصات العالمية

أزمة آبل تستخدم ورقة تباطؤ الإقتصاد الصيني وترعب البورصات العالمية
أزمة آبل تستخدم ورقة تباطؤ الإقتصاد الصيني وترعب البورصات العالمية

عادت آبل للإكتواء بنيران الأزمة التي تلاحقها منذ سنوات، وعاد الحنين إلى عهد ستيف جوبز ليكون أقوى من أي وقت مضى، فالسيد تيم كوك الذي يقود الشركة لم ينجح إلى حد الآن في ايجاد منتج أو بديل لهاتف آيفون يقبل المليارات من الناس عليه ويحقق للشركة المجد لعدة سنوات أخرى.

لا تزال مبيعات آيفون تشكل 59 في المئة من عائدات آبل، وهذه مخاطرة كبيرة احصائية تؤكد بأن وضع هذه الشركة ليس جيدا.

منافستها مايكروسوفت استطاعت تنويع مصادر العائدات، وهي تعلم كيف تتوسع وكيف تزيد من عائداتها دون الإعتماد على ويندوز ومبيعات حواسيبها، وهذا سر تفوقها وتحولها إلى أكبر شركة في العالم مجددا.

قبل أشهر قليلة قررت آبل أنها لن تشارك عدد الوحدات المباعة من آيفون وأجهزتها الأخرى، وأنها عوض ذلك ستركز فقط على أرقام العائدات والأرباح وهامش الربح، احتج المستثمرين على القرار خصوصا وأنه يحمل في طياته أدلة على أن الشركة تعاني بالفعل على مستوى المبيعات.

والآن المزيد من الأخبار السيئة تأتي على لسان الشركة.

  • إعلان يوم الأربعاء

خفضت الشركة يوم الأربعاء بشكل مذهل توقعاتها الخاصة بالإيرادات في الربع المالي الأول الذي انتهى في ديسمبر.

وقد علقت آبل فشلها على الاقتصاد المتباطئ في الصين والمناوشات التجارية مع الولايات المتحدة لمعاملات المستهلكين الأسوأ من المتوقع في المنطقة التي تشمل الصين وتايوان وهونغ كونغ.

وقالت شركة آبل إنه من المتوقع الآن أن تنخفض إيراداتها في الربع الأول بنحو 5 في المائة عن العام السابق، ما يعد صدمة قوية للمستثمرين.

لكن هذا لم يكن كل شيء، وفي رسالة استثنائية موجهة إلى مستثمري آبل، أخبر الرئيس التنفيذي لشركة آبل السيد تيم كوك أيضًا حملة الأسهم بما كان يجب أن يقوله لسنوات: تحولت أعمال الشركة في شركة آيفون إلى معدات أقل بسبب التغيرات في سوق الهواتف الذكية وسلوك المستهلك، كان ينبغي أن يكون هذا متوقعًا تمامًا لأي شخص كان قادرًا على النظر خارج فقاعة أبل.

وفي خطابه ، قال كوك في بعض الأسواق الراسخة خارج الصين، “لم تكن ترقيات آي فون أيضًا قوية كما كنا نظن أنها ستكون كذلك” وألقى بالأزمة التي تعاني منه شركته على الضعف الاقتصادي في بعض البلدان.

  • عوامل أخرى غير تباطؤ الإقتصاد الصيني

هناك أيضًا عوامل أخرى، بما في ذلك الأشخاص الذين يحتفظون بهواتف ذكية لفترة أطول، وأسعار أجهزة آبل المتزايدة للأسف دون مبررات مقنعة، والمستخدمين الذين يستفيدون من مقايضات البطاريات منخفضة التكلفة بدلاً من شراء أحدث هواتف آيفون.

  • ورقة تباطؤ الإقتصاد الصيني

تعد هذه أحدث ورقة تطيح فعلا بشركة آبل إلى أرقام سلبية للعائدات والمبيعات، وهي الأخطر منذ طرح أول هاتف آيفون عام 2007.

يعد إعلان آبل أن العائدات ستتراجع إعلانا فريدا من نوعه منذ عام 2002، وهي الفترة التي عانت فيها شركات التكنولوجيا من انفجار فقاعة الدوت كوم.

ويأتي الإعلان السلبي الجديد بالتوازي مع الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وهي التي زادت من احتمال دخول الإقتصاد العالمي مرحلة الركود والإنكماش.

تراجع نمو الإقتصاد الصيني وهو ما يعني أن الإستهلاك المحلي هناك في تراجع أيضا، وبدون بحث وتفكير فإن المزيد من الفئات التي تستهدفها آبل لن تقدم على شراء هواتف آيفون المكلفة وستختار هواتف أندرويد صينية منخفضة التكلفة.

  • خسائر كبيرة في البورصة الأمريكية والبورصات العالمية

خسرت آبل أكثر من 55 مليار دولار اليوم وما يصل إلى 8 في المئة من قيمتها السوقية، وقد تراجع السهم إلى 144 دولار.

ودخلت البورصات الأمريكية والأوروبية والعالمية في موجة بيع قوية تشكل امتدادا لموجة البيع التي ميزت الأسابيع الأخيرة من عام 2018، لكن وراء هذا سبب واحد وهو أن تباطؤ الإقتصاد الصيني الذي عاد على آبل بخسائر كبيرة يؤكد أن الإقتصاد العالمي دخل مرحلة الركود وهو ما يعني أن الأزمة المرتقبة 2019 / 2020 وشيكة أيضا.

يعد تباطؤ الإقتصاد الصيني خبرا سيئا للغاية بالنسبة لأسواق المال العالمية، فالصين تعد محركا مهما للإقتصاد العالمي وتضررها في هذا الوقت هو خبر سلبي للنظام المالي العالمي ككل.

 

نهاية المقال:

خسرت آبل 8.9 من قيمتها السوقية خلال تداولات اليوم المستمرة إلى الآن، ما يعني أن الخسائر تجاوزت 60 مليار دولار أمريكي، هذه صدمة للشركة الأمريكية التي اعترفت بأن ايراداتها بدأت تتراجع فعليا.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز