أحدث المقالات

كيف ستربح الأردن وتركيا المال من إعادة اعمار سوريا؟

يمكن أن تحقق الأردن وتركيا المال من خلال مشاريع...

حصار الجزائر: فوز ترامب وسقوط بشار وتقدم المغرب وإسرائيل

يوما بعد يوم يصبح حصار الجزائر على الساحة الأفريقية...

لن تكون سوريا بعد الأسد دولة ديمقراطية علمانية

سيكون من الصعب أن تنتقل سوريا بعد الأسد من...

سقطت سوريا الأسد وبقيت إسرائيل شامخة

سقطت سوريا الأسد التي لطالما رفضت التطبيع مع إسرائيل...

كيف ساهمت إسرائيل في سقوط بشار الأسد وتدمير مشروع ايران؟

إن سقوط بشار الأسد وانهيار نظام حكمه لم يحدث...

آبل تخسر المعركة ضد FBI و الأمن أهم من الخصوصية

FBI-APPLE
آبل لا تدافع عن الصواب بل عقدت المسألة!

معركة آبل ضد FBI متواصلة، و على ما يبدو فإن الدعم الذي تلقته الشركة من جوجل و فيس بوك و أسماء مهمة في الولايات المتحدة الأمريكية لا يعني إطلاقا أنها تدافع عن الصواب.

في مقال سابق الأسبوع الماضي، تطرقنا إلى “آبل مرغمة على مواجهة FBI علنا لكن لا نستبعد التعاون بينهما على الطاولة“، لأنه ببساطة أدركت أن النزاع سيصل لطريق مسدود من الصعب التكهن بنهاية المعركة أو توقع نتائجها، لذا فإن الطرفين سيفضلان طريق الديبلوماسية عوض التصعيد أكثر.

و فيما يشيد من هم خارج الولايات المتحدة الأمريكية بقرار آبل و شجاعتها في رفض طلب مكتب التحقيقات الفدرالية، إلا أن الواقع هناك مختلف تماما عن السائد هنا.

في مقابلة صحفية لصحيفة Financial Times أكد مؤسس مايكروسوفت السيد بيل غيتس، أنه على شركة آبل أن تتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI الذي طالبها مؤخرا بالمساعدة في فك تشفير آيفون الخاص بمفجر ” سان بيرناردينو” و الذي يدعى سيد فاروق.

و أضاف أنه لا يرى أي مبرر مقنع في اصرار آبل على رفض التعاون، مؤكدا على أن فك التشفير في هذه الحالة هو مطلوب و حالة خاصة و محددة فقط و لا تشمل الملايين من المستخدمين الذين يملكون هواتف آيفون في الولايات المتحدة الأمريكية و بقية دول العالم.

و من المعلوم أن مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI قد لجأ إلى المحكمة مؤخرا بعد رفض آبل و اصدار القاضي مذكرة بوجوب فك التشفير لجهاز آيفون الخاص بالمتورط في التفجيرات التي أودت بحياته هو و زوجته و 14 شخصا آخر في سان بيرناردينو بكاليفورنيا، و يعتقد المكتب أن هاتفه قد يتضمن بيانات و رسائل و محادثات تقف وراء العمليات الإرهابية و ستساعدهم في معرفة المزيد من الأشخاص المشتبه بهم و المتورطين لإحالتهم للعدالة.

و خلال الأيام تلقت آبل دعما من العديد من الشركات بما فيها جوجل و أيضا فيس بوك، واتساب، ياهو، و شركات تقنية أخرى أكدت أنها حريصة على حياة الناس و أيضا على خصوصيتهم، لذا فهي ترى أنه لا حالة لفك التشفير و تدين فعلا ذلك.

و تعتقد آبل أن فك تشفير آيفون يتعارض مع مبادئها الأخلاقية و التجارية التي تحتم عليها الحفاظ على خصوصية الأفراد، و منع الوصول إلى بياناتهم على أجهزتهم و خدماتها من أي طرف كان بما فيها هي نفسها و لطالما افتخرت بأمان هواتفها، لذا فإن الإقدام على التعاون سيفتح الباب للكثير من الأضرار بما فيها اهتزاز ثقة المستخدمين بها و أيضا أن يدفع FBI و جهات حكومية أخرى كل مرة لاختراق تشفير آيفون و الوصول إلى بيانات أشخاص آخرين، كما أن هذا سيشجع المخترقين و منظمات سرقة البيانات و ابتزاز الضحايا على استخدام نفس الطريقة للإطاحة بالمزيد من ضحايا الهجمات الإلكترونية.

و بالطبع ترى آبل أن هذا سيشجع الحكومات في الإتحاد الأوروبي و الصين و روسيا للمطالبة هي الأخرى بفك تشفير آيفون في حالات مماثلة، و قد يشجعها هي الأخرى للبحث عن منفذ خلفي تصل إليه معلومات المستخدمين في تلك البلدان، ما يهدد أمان آيفون.

من جهة أخرى نشرت جريدة وول ستريت جورنال تقريرا أكدت فيه أن غالبية الشعب الأمريكي يرى أنه من واجب آبل التعاون مع FBI و تقديم المساعدة، و هذا تجنبا للمزيد من الهجمات المماثلة في مختلف الولايات خلال المستقبل.

آبل تخسر المعركة ضد FBI و الأمن أهم من الخصوصية

و كدليل على صحة التقرير أقدمت على نشر استفتاء عقد ما بين 18 و 21 من هذا الشهر جاء فيه أن 51 في المئة من المشاركين يرون ضرورة تعاون آبل مع FBI في المقابل رفض هذا التعاون 38 في المئة فقط من المشاركين، بينما 11 في المئة محايدين و ليس لديهم رأي في الموضوع.

و في تفاصيل النتائج أجمعت الفئات العمرية المختلفة على “نعم”، يتوجب على آبل أن تتعاون مع السلطات و تساعد في التحقيق عوض عرقلته برفضها و تماطلها.

47 في المئة من الفئة العمرية 18-29 سنة أجمعت على هذا الرأي و كذلك 51 في المئة من فئة 30-49 سنة، و أيضا نفس النسبة من فئة 50-64 سنة، و أكثر من فئة 56 حيث وصلت نسبتهم إلى 54 في المئة من الموافقين على التعاون.

آبل تخسر المعركة ضد FBI و الأمن أهم من الخصوصية-1

الأحزاب السياسية و القادة المؤثرين غالبيتهم أيضا مع فكرة تعاون آبل مع FBI، حيث الاستفتاء شملهم أيضا و جاء فيه أن 56 في المئة الجمهوريين يؤيدون هذه الفكرة، و 55 في المئة من الديمقراطيين مع هذه الفكرة و 45 من المستقلين يتبنون نفس وجهة النظر.

و للأسف بالنسبة لآبل، لا توجد فئة عمرية أو شريحة من المجتمع تجمع غالبيتها على أنها محقة في الدفاع عن الخصوصية و ذلك على حساب الأمان و مكافحة الإرهاب و حفظ حياة الأفراد و حماية الولايات المتحدة الأمريكية من الهجمات الإرهابية.

و لدى الشركة الأمريكية حاليا فترة من الوقت قبل أن نرى منها أية خطوة في هذه القضية، لكن المراقبين يؤكدون على أنها اصبحت الآن مضطرة للتعاون لأن استطلاعات الرأي و غالبية الشخصيات المؤثرة ليست معها و قد ينظر إليها المجتمع الأمريكي كشركة متواطئة مع الإرهاب إذا استمرت في إصرارها على رفض التعاون.

John-McAfee

و في سياق متصل، نشر جون مكافي مؤسس شركة “مكافي” للأمن الالكتروني خلال الأيام الماضية على موقع بيزنس انسايدر مقالا أكد فيه استعداد فريق عمله لفك تشفير آيفون، و أنهم مستعدين للتعاون مع FBI في هذه القضية مجانا و بدون مقابل!

و أضاف أنها مسألة عمل لمدة 3 أسابيع على الجهاز و سيتم فك تشفيره و الوصول إلى البيانات المخزنة عليه من صاحبه فاروق الذي تسبب في التفجير، بما فيها المكالمات و الرسائل و مختلف البيانات المهمة و التي يشتبه أن تتضمن معلومات ثمينة قد تكشف عن المزيد من الأسماء المتورطة و ربما الكشف عن مجموعات إرهابية تنشط حاليا في الخفاء و سيساعد في القبض عليهم.

و للتأكيد على جديته قال جون مكافي في برنامج تلفزيوني أنه سيأكل حذاءه في حالة لم ينجح في فك تشفير آيفون، ليفتح باب التحدي و إلى الآن لم تقبل FBI بهذا العرض المجاني.

و السبب الذي دفع مكافي لتقديم هذا العرض على حد قوله، هو حرصه على أن لا تلجأ آبل إلى باب خلفي لأجهزة آيفون قد يستغل لاحقا و بشكل سري من طرف الأجهزة الأمنية في الوصول إلى بيانات المستخدمين المشفرة.

من جهته شكك خبير الأمن المعلوماتي غراهام كلولي في قدرة مكافي و فريقه على فعل ذلك، مضيفا أن آيفون يعد من الهواتف المشفرة التي يصعب فك تشفيرها و هذا ما يجعل آبل تفتخر بأمان هواتفها الذكية، مستبعدا أن يلجأ إلى الإختراق عبر الهندسة الإجتماعية لأنها في هذه الحالة لا تنفع و تستوجب وجود صاحبه “فاروق” على قيد الحياة، مضيفا أن الأموات لا يتحدثون و بالطبع هذه الطريقة مستبعدة.

و تبدو حاليا كل الإحتمالات واردة في ظل توالي ردود الأفعال بخصوص هذه القضية، و اختلاف وجهات النظر في هذه المسألة التي تؤرق آبل حاليا، لكن على الأقل نعلم جيدا أن غالبية الشعب الأمريكي يقف إلى جانب FBI و ليس آبل.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)