6 دروس من معجزة ليستر سيتي في ريادة الأعمال

Leicester City
تسخير معجزة ليستر سيتي لتطوير ريادة الأعمال

كرة القدم مفيدة جدا لمن يتابعها، ليس بالتعصب وكره الفرق المنافسة للفريق المفضل لكن بشحن الهمة والاستفادة من الدروس التي تمنحها لنا والتي لا يستفيد منها إلا العقلاء، أما البقية فهم ضحايا التعصب والكراهية التي لا تفيد فريقه المفضل ولا تنفعه.

ونحن هنا في قسم ريادة الأعمال نحاول الخروج بمقالات مبتكرة ومفيدة جدا، مبنية على المعجزات الكروية والرياضية، في هذا الصدد سبق لنا وتطرقنا إلى 5 دروس من أتلتيكو مدريد سيميوني في ريادة الأعمال واليوم نتطرق إلى معجزة الموسم، الفريق الإنجليزي ليستر سيتي.

لقد أضحى هذا الفريق وقصة صعوده وحصوله على لقب الدوري الإنجليزي حديث الجميع هذه الأيام وقصة نجاح ملهمة للملايين من البشر، خصوصا إذا علمنا أن هذا الفريق لم يسبق له أن حقق هذا اللقب بل وكان يصارع من أجل البقاء في الدوري الممتاز وتجنب الهبوط للدرجة الثانية.

من كان يراهن على نجاح ليستر سيتي؟ من كان يعتقد أنه سيتربع على واحد من أفضل الدوريات العالمية؟ لا أحد، الكل يراهنون على أسماء كبيرة ومنها مانشستر يونايتد ومان سيتي وتشيلسي وليفربول وأرسنال وفرق ذات قدرة كبيرة للتتويج باللقب.

لكن ما حدث فعلا كان عكس التوقعات، ومن المعلوم أن من يعرفون ليستر سيتي اليوم اغلبهم لم يكونوا على علم بوجود هذا الفريق أصلا، إلا بالنسبة لعشاق الدوري الإنجليزي يسمعون به ويعرفون أنه لا شيء!

نحن في هذا المقال سنتطرق إلى عدد من الدروس التي يمكننا استخلاصها من معجزة ليستر سيتي.

 

  • تجاهل الأغلبية لك وعدم الرهان على نجاحك يجب أن يكون الدافع

في بداية الموسم منحت مكاتب المراهنات نسبة 1 على 5000 لفريق ليستر سيتي لكي يتوج باللقب، بمعنى آخر لا أحد تقريبا كان يراهن على تصدر هذا الفريق للبطولة واحتمال حدوث ذلك كان ضعيفا جدا.

الرهان كان على فرق كبرى ومعروفة ولديها القدرة على التتويج باللقب، فرق ذات تاريخ من الألقاب وتستطيع العودة حتى وإن غابت لعدة سنوات لكن بالنسبة لفرق مثل ليستر سيتي لا أحد يراهن عليها حتى في نصف الموسم الذي كان واضحا فيه للجميع أن هذا الفريق قادم بقوة كانت نسبة الرهان عليه لا تزال متواضعة.

أنت أيضا عندما تبدأ مشروعا جديدا ومبتكرا ستكون الأرقام والتاريخ وكل شيء ضدك في الواقع، من حولك سيحاولون إقناعك بأن حماستك الزائدة لهذا المشروع لن تجلب لك سوى الصدمة عند الفشل، فيما من يراهنون على نجاحك قد يكون عددهم قليل أو لا أحد، وبالنظر إلى تجاربك السابقة وخبراتك المتواضعة ستجد أن التجربة الجديدة شيء أكبر بكثير من تاريخك.

كل هذه المعطيات التي تؤكد على أنك نجاحك احتماله ضعيف جدا وأن الرهان على حدوث ذلك قليل جدا لا يتوجب أن يكون معيقا لاستمراريتك بل دافعا وحافزا لتؤكد لنفسك وللأرقام وللآخرين عكس ما يتوقعون حدوثه.

 

  • قدراتك المتواضعة ليست مبررات مقنعة للإنسحاب

عدد من الفرق الكروية المتواضعة تضع أهدافا تبدو واقعية، منها تجنب الهبوط هذا الموسم، واحتلال الرتبة الفلانية “بالطبع ليست الصدارة” وتبرير ذلك بأن قدراتها وميزانيتها لا تسمح بجلب لاعبين ذات مهارات عالية كون الأسماء الكبيرة هي التي تجلب الألقاب من خلال إمطار المنافسين بالأهداف والفوز لأكبر عدد ممكن من المباريات في الموسم.

بالنسبة لفريق ليستر سيتي فهو مكون من لاعبين صغار القامة و بطيئين أيضا لذا لم يتلقى أغلبهم أية عروض من النوادي الأخرى التي عادة ما تصطاد الأسماء الصاعدة من الفرق المتواضعة، وبالرغم من ذلك حدث العكس بناء على اجتهادهم في التدريبات وتحسين الجانب النفسي الذي عادة ما يكون له الأثر الأكبر على الجانب العقلي والبدني والنتيجة كانت مبهرة للغاية، بالعكس اللاعبون حاليا قيمتهم مرتفعة ورياض محرز الذي يعد من ألمع نجوم الفريق حاز على بطل الدوري الإنجليزي.

هذا يعني أيضا أن قدراتك المتواضعة وقدرات الشركة التي تديرها قد تتحسن وقد تكون الأفضل في السوق على مستوى تقديم الخدمات والمنتجات والدعم الفني إذا عملت أنت وفريق العمل على تحسينها بإرادة صادقة وقوية.

لقد تحول ليستر سيتي من فريق ضعيف ومتواضع إلى فريق قوي يهزم الكبار المسلحين بالنجوم والأسماء الثقيلة وهذا بعد عمل شاق وطويل، وهو كل ما أنت بحاجة إليه في شركتك لتحولها من مؤسسة صغيرة إلى عملاق يجابه الشركات الكبيرة.

 

  • الظروف السيئة والأزمات دافع قوي للتغيير

أوضاع فريق ليستر سيتي لم تكن بتاتا جيدة، فهو فريق بميزانية قليلة وقيمته الاجمالية 31 مليون جنيه استرليني وأمام مانشستر يونايتد الذي تصل قيمته إلى 328.5 مليون إسترليني لا يساوي شيئا تقريبا.

لا شيء جيد بالنسبة للفريق، لا الرواتب كبيرة ولا الميزانية جيدة وليس لديه لاعبين كبار، واحتمال الهزيمة في أية مباراة عادة ما تكون عالية جدا.

لكن كل هذا لم يكن معيقا بالنسبة لهم هذا الموسم بالعكس كان التتويج باللقب بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، وشتان ما بين من يرى النجاح مصيريا ومن يتعامل مع هذه المسألة بدرجة اندفاع أقل.

بناء على ما سبق يتبين لنا ان الصعوبات والمشاكل والأزمات التي يمكنها أن تواجهك في عملك لا يلزم أن تكون معيقا للتوقف والإنسحاب من اللعبة بل دافعا للتغيير ولتحقيق نجاح أفضل.

 

  •  التدريج رائع للغاية في حل الأزمات وتحقيق نتائج جيدة مستقبلا

لم يصل ليستر سيتي إلى الصدارة بين ليلة وضحاها لكنه قاتل وحافظ في هذا الموسم على تحقيق الفوز في المباريات وبعض التعادلات والتقليل من الهزيمة إلى 3 هزائم طيلة الموسم بعدما كانت بلا عدد في المواسم السابقة.

النجاحات الكبيرة لا تأتي مرة واحدة بل بتحقيق نجاحات وانتصارات صغيرة كل مرة إلى أن تصل إلى المجد، هذه هي القاعدة المتبعة في ليستر سيتي وهي التركيز على كل مباراة على حدا وبذل المجهود للفوز بها وبعدها يمكن التفكير في القادم.

وفي عالم الأعمال عدد من رواد الأعمال الجدد يريدون إنشاء شركات وتحويلها إلى مؤسسات ضخمة مثل آبل وجوجل في ظرف وجيز وهو ما لا يمكن حدوثه بين ليلة وضحاها، لكن يمكن أن يحدث عند الاستمرارية والمحافظة على نمو سريع للأعمال ومواصلة العمل، وكي تكون هذه الرحلة ممتعة عليك بالتدريج والتدرج في كل شيء.

 

  • العامل النفسي سيظل دائما مهما للغاية وراء كل نجاح

رأينا كيف أن دييغو سيميوني يحفز لاعبيه في أتلتيكو مدريد ليلعبوا بقوة وروح عالية تؤكد على أنه تم اعدادهم ليس بدنيا فقط بل أيضا نفسيا قبل المباريات على عكس فرق أخرى وبالرغم من أنها تملك اسماء كبيرة وذات مهارات عالية إلا أن نفسية الفريق تصنع الفرق وعدم وجود حافز للقتال يجعل الهزيمة الأقرب للحدوث من الفوز.

نفس الأمر أيضا في ليستر سيتي مقارنة بالفرق الإنجليزية الكبيرة، عمل المدرب الايطالي كلاوديو رانييري ليس فقط كمدرب عادي بل أيضا كان الملهم بالنسبة لهذه المجموعة من اللاعبين غير المرغوب بهم في الفرق الكبرى، فهو يحفزهم دائما، يذكرهم بالهدف من كل هذه المسيرة، تحقيق النجاح والتأكيد على أن الآخرين مخطئون في حقهم.

هذا الاعداد من اللازم ان يكون في شركتك أو مؤسستك للموظفين والعاملين معك، لذا ابتعد كل البعد عن المدير التقليدي وحاول أن تكون محفزا للموظفين، العامل النفسي سيساعدهم في تقديم أفضل ما لديهم وحتى إن كانوا ذات خبرة متواضعة مقارنة مع الموظفين في الشركات الكبرى لا تتفاجأ إذا تحسن أداءهم وأظهروا قدرات لا يملكها الموظفين الأكبر خبرة وقيمة.

 

نهاية المقال:

إضافة للدروس الخمسة الرائعة من هذه المعجزة الكروية، لا ننسى الدرس التي تعلمناه من أتلتيكو مدريد سابقا، المال لا يصنع النجاح فالشركات الكبيرة مثل الفرق الكبيرة لم تبدأ بهذا الحجم الذي تراه اليوم بل كانت ذات يوم صغيرة وبدائية ومنظرها بائس أيضا!

هذه دروس أخرى تقدمها لنا كرة القدم قمت باقتباسها وتقديمها لتطوير ريادة الأعمال بعيدا عن التعصب الأعمى والسب والشتم الذي نراه بين عشاق الفرق يوميا.

إذا أعجبك المقال لا تنسى مشاركته مع أصدقائك ولا تنسى متابعة مقالات ريادة الأعمال

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز