مقتل يفغيني بريغوجين يعني أن انقلاب فاغنر لم يكن مسرحية

مقتل يفغيني بريغوجين يعني أن انقلاب فاغنر لم يكن مسرحية

عندما قاد يفغيني بريغوجين، زعيم الشركة الخاصة فاغنر التابعة لروسيا انقلابا على موسكو في يونيو الماضي، رجح الكثير من المحللين خصوصا المحسوبين على المعسكر الروسي أنها مجرد مسرحية.

الإنقلاب شكل بالفعل صدمة للأوساط الروسية والمتعاطفة مع موسكو في حرب أوكرانيا، حيث أظهرت ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم بعد الولايات المتحدة في وضع هش، وكشفت لنا ان الداخل الروسي ليس قويا كما تحاول وسائل اعلام روسيا الترويج له.

الإنقلاب كان حقيقيا بالنسبة لنا وهو ما أكدناه في مقالة سابقة بعنوان ” هل كان تمرد فاغنر على بوتين مجرد مسرحية روسية؟“، حيث في ختام المقال كتبت “إن تمرد فاغنر هو محاول انقلاب حقيقية، ولكن لا يزال أصغر من محاولة انقلاب أغسطس 1991”.

بالنسبة لمؤيدي روسيا من غير المعقول أن يكون التمرد العسكري لهذه المجموعة حقيقيا، فهناك غايات من وراءه، ومستحيل أن يكون الجيش الروسي ومخابراته ضعيفة لهذا الحد.

لقد وصف الرئيس الروسي بوتين، تلك المجموعة وعلى رأسها يفغيني بريغوجين بالخونة، واتهمهم بضرب المصالح الروسية في الحرب الأوكرانية المشتعلة.

واليوم ترجح التقارير الأولية أن الطائرة التي سقطت وقتل على إثرها 10 اشخاص ضمنهم يفغيني بريغوجين، ليست صدفة أو حادثة عادية، بل إنها عملية قامت بها الحكومة الروسية.

انتهى تمر فاغنر بعد ساعات من بدايته، وذلك على إثر اتفاق توسط فيه الرئيس البيلاروسي، وتم استبعاد قوات فاغنر من أوكرانيا وتوجيه تلك الشركة للتركيز على العمليات القتالية في أفريقيا، وقد ظهر يفغيني بريغوجين في أفريقيا لاحقا وكان ينتقل بين روسيا وتلك الدول.

واليوم يبدو مقتله صدمة لعدد من المراقبين، لكن من يفهمون جيدا روسيا بوتين، يعرفون أنه لا يغفر الخيانة، وما حدث هو انتقام بوتين من الزعيم الذي انقلب عليه.

فشل التمرد وتراجع يفغيني بريغوجين كان يعني بالفعل توقيعه على مقتله، وكانت التوقعات أن اغتياله سيحدث عندما ينسى الناس محاولة الإنقلاب الفاشلة.

وللتذكير فإن محاولة انقلاب فاغنر والوصول إلى موسكو بدأت يوم 23 يونيو الماضي، وفي 23 أغسطس قتل الرجل الذي كان طباخا للرئيس الروسي، وهذه ليست صدفة.

اليوم نفهم جيدا أن العسكريين والسياسيين في روسيا ليسوا على قلب رجل واحد، هناك من يرى أن الحرب الروسية في أوكرانيا هي خطأ استراتيجي، وهذا رأي أيضا بعض الدول المقربة مثل الصين.

وحتى مع مقتل يفغيني بريغوجين هذا لا يعني نهاية الصراع الداخلي، لكن أي شخصية ستتمرد يوما ما على بوتين، سيكون عليه أن يذهب إلى أبعد نقطة لأنه إذا فشل سيتعرض للقتل.

بالطبع ستنفي الحكومة الروسية مسؤوليتها عن الحادثة، ربما تحاول اتهام أوكرانيا بأنها هي التي فعلت ذلك، والقول أن الطائرة التي سقطت تم استهدافها بطائرة بدون طيار أوكرانية، لكن الجميع يعرفون أن الرئيس بوتين هو الذي أصدر الأمل بقتله.

لطالما تعرض نظام بوتين للعديد من الانتقادات والاتهامات فيما يتعلق بالقمع السياسي والقضايا الحقوقية في روسيا، هناك تقارير وشهادات من منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام تشير إلى وجود انتهاكات لحقوق الإنسان واختفاء قسري واغتيالات لبعض الشخصيات المعارضة.

تقرير أولي من الاستخبارات الأميركية ومسؤولين غربيين يشير إلى أن تحطم الطائرة التي كانت تقل زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين نجم عن تفجير متعمد.

وفقًا لأحد المسؤولين الذين لم يتم الكشف عن هويتهم، يقول إن هذا التفجير يتوافق مع سجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطويل في محاولة إسكات معارضيه.

لم يتم الكشف عن أي تفاصيل حول سبب التفجير، ومن المعتقد أنه تم التخطيط له للانتقام من تمرد يعتبر تحدٍ لسلطة الرئيس الروسي.

تم الكشف عن تفاصيل هذا التقرير الأميركي في حين أعرب بوتين عن تعازيه لأسر الركاب الذين كانوا على متن الطائرة، وألمح إلى ارتكابهم “أخطاء جسيمة”.

إقرأ أيضا:

وجود فاغنر في موريتانيا يعزز فوضى روسيا في أفريقيا

من انقلاب فاغنر إلى انقلاب تركيا على روسيا بوتين المتهالكة

هل كان تمرد فاغنر على بوتين مجرد مسرحية روسية؟

انقلاب بلغاريا على روسيا لصالح الناتو بعد تمرد فاغنر

مخاوف بوتين من تكرار الحرب الأهلية 1917 بسبب تمرد فاغنر

رسميا انقلاب فاغنر على روسيا الأخطر منذ انقلاب أغسطس 1991

ليلة انقلاب فاغنر على روسيا وانقلاب عسكري وشيك

روسيا تنشر الأرثوذكسية في أفريقيا وتحارب بطريركية الإسكندرية

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز