من الأسباب التي صنعت الصدمة على إثر رفض طلب الجزائر للإنضمام إلى بريكس هي الموافقة على اثيوبيا، كما أن عدد من الجزائريين يعتبرون بلدهم أفضل من مصر الغارقة في الديون.
ومن المعلوم أن الإقتصاد المصري أكبر حجما من نظيره الجزائري، ومصر على كل حال بلد رغم أزماتها فهي أفضل حال من الجزائر التي تبدو على الورق بديون خارجية أقل.
عندما أعلنت المجموعة غير الرسمية التي تتضمن الهند والصين وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل عن انضمام مصر واثيوبيا شن الجزائريين هجوما مؤكدين أن الأمر وراءه لغز ما لأن الجزائر هي ثاني أهم دولة بعد جنوب أفريقيا في القارة السمراء وذلك حسب وجهة نظرهم.
مصر ضمن أكبر اقتصاد في أفريقيا
تحتل نيجيريا ومصر زمام المبادرة كأكبر اقتصادات في أفريقيا، حيث يبلغ إجمالي الناتج المحلي لكل منهما 477 مليار دولار، تراجع الناتج الداخلي المصري إلى 387 مليار دولار لكنه لا يزال ضمن 3 أكبر اقتصادات في القارة إلى جانب نيجيريا.
تُظهر إثيوبيا وكينيا نموًا سريعًا وابتكارًا، مما يجذب الاستثمارات الأجنبية ويقود الصناعات القائمة على التكنولوجيا، ورغم الصراعات الأهلية في الدولة الواقعة بشرق أفريقيا إلا ان هناك مناطق شاسعة بها استقرار وتستقطب الإستثمارات من السعودية والإمارات لتأمين الأمن الغذائي لأنها تتوفر على التربة الخصبة وغنية بالتساقطات المطرية والأنهار.
للأسف لا توجد الجزائر ضمن أي من المجموعتين، حجم الإقتصاد الجزائري لا يتجاوز في أفضل الأحوال 195 مليار دولار وبالطبع هو أكبر من الاقتصاد الإثيوبي (120 مليار دولار) لكنه يعتمد على الغاز والنفط وهو يعاني من مشاكل هيكلية خطيرة.
اثيوبيا ضمن أسرع الإقتصادات نموا في أفريقيا
بفضل سياسات زيناوي حققت إثيوبيا أعلى معدلات للنمو الاقتصادي على مدار عقد كامل بمعدل 10% ومن غير المستبعد أن يتجاوز الاقتصاد الإثيوبي
تمكنت إثيوبيا من خفض عدد الأشخاص الذين يعيشون في الفقر بشكل كبير من أكثر من 50% من سكانها إلى 31% وهذه معجزة الاقتصاد الإثيوبي التي أثارت اعجاب المراقبين.
قبل صراع تيغراي، شهدت إثيوبيا أكثر من عقد من النمو الملحوظ، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10% سنويا، وأدت الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والزراعة والتصنيع والتعليم والرعاية الصحية إلى انخفاض حاد في معدلات الفقر.
ورغم أن الحرب التي استمرت 21 شهراً أبطلت العديد من هذه المكاسب، وألحقت أضراراً بالبنية التحتية وأعاقت التجارة، وشردت الملايين، ودفعت الملايين مرة أخرى إلى الفقر، كما شردت الملايين ودفعت أعداداً كبيرة من الناس إلى الفقر المدقع.
ومن المرجح أن يتطلب التعافي سنوات من الكدح، كما تدهورت العلاقات الدبلوماسية، حيث راقب الحلفاء القلقون أعمال العنف بقلق.
رغم هذه المأساة لم تخسر كثيرا اثيوبيا أهميتها سواء في أفريقيا والعالم حيث تتسابق إليها القوى العالمية الشرقية والغربية للإستثمار بها خصوصا وأنها سوق كبرى وتتوفر على فرص مهمة.
ورغم أن الطريق لا يزال شديد الانحدار، فمن خلال مواجهة إخفاقات الماضي بأمانة ورسم مسار نحو الوئام، تستطيع إثيوبيا أن تحلق من جديد.
اقتصاد مصر أفضل مقارنة بنظيره الجزائري
في حين أن الجزائر تعتمد بشكل أساسي على صناعة النفط والغاز الطبيعي. لذا، قد يكون للجزائر ميزة في استدامة الإيرادات النفطية عندما تكون أسعار النفط مرتفعة، في حين يكون اقتصاد مصر متنوع وهي من البلدان التي تنتج النفط والغاز ولديها قطاع سياحي مهم وقطاع أعمال واستثمارات ضخم وقطاعات خدماتية وزراعية مختلفة.
تتمتع مصر بسوق داخلية كبيرة وتنوع اقتصادي وموقع جغرافي استراتيجي، وقد تم اتخاذ عدة إصلاحات اقتصادية في السنوات الأخيرة لتحسين بيئة الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، ولا يزال يتعين عليها اخراج الجيش من الاقتصاد وتعويم الجنيه بالكامل لتنتقل إلى اقتصاد حر.
في المقابل الجزائر تمتلك احتياطيات هائلة من النفط والغاز الطبيعي وتعتبر قطاع الطاقة المحرك الرئيسي للاقتصاد، ومع ذلك، فإنها تواجه تحديات فيما يتعلق بالبيروقراطية والتعقيدات القانونية والتحديات الاقتصادية المتعلقة بتنوع الاقتصاد وتحسين مناخ الاستثمار وسيطرة أقوى للجيش على الإقتصاد وعملة يتم طباعتها عوض اللجوء إلى الإستدانة الخارجية ما أفقدها قيمتها وهي الأرخص في شمال أفريقيا.
إذا نجحت مصر في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة منها ستكون صاحبة أول عملة عربية يتم تسعيرها في سوق الفوركس بشكل حر، واقتصاد أكثر شفافية وجاذب للشركات الخاصة والعالمية والإستثمارات الخارجية، للأسف تعد الجزائر بعيدة عن هذا المسار.
إقرأ أيضا:
الصين والهند تفشلان مشروع البرازيل لإصدار عملة بريكس
صفقة الإمارات مع بنك بريكس لإضافة مصر بدلا من الجزائر
لماذا تم رفض انضمام الجزائر لمجموعة بريكس الآن؟
هل تنتهي أزمة الجنيه المصري بعد انضمام مصر لمجموعة بريكس؟
ماذا تستفيد الجزائر من بريكس؟ هل ستصبح دولة غنية بعد الإنضمام؟
سلبيات انضمام المغرب ومصر والجزائر إلى بريكس
لهذا السبب قد لا تنضم تركيا إلى مجموعة بريكس
وفاة الدولار الأمريكي بسبب عملة بريكس الوهمية
عن الوهم الجديد: عملة البريكس الموحدة الفاشلة
رحلة انضمام مصر إلى البريكس من باب بنك التنمية الجديد
لهذه الأسباب ستنسحب الهند من مجموعة بريكس