راي داليو: عاصفة اقتصادية في الصين لمدة 100 عام

راي داليو عاصفة اقتصادية في الصين لمدة 100 عام

في الفترة الماضية نشرت سلسلة من المقالات التي تتحدث عن أزمة الصين الاقتصادية وانفجار فقاعة التنين الأصفر كما حدث مع اليابان من قبل، ويبدو أن راي داليو ينظر إلى بكين من هذه الزاوية التي لا تتحدث عنها وسائل الإعلام.

لقد حققت الصين أداءً جيداً في العصود الماضية، لكن الأمر انتهى الآن، هناك 65 مليون منزل تظل شاغرة مع انهيار أسعار العقارات إلى مستويات 2018.

لقد أنفق عشرات الملايين من الصينيين مدخراتهم لشراء شقة في مبنى شاهق لن يعيشوا فيه أبدا (أو يحصلوا على إيجار منه) لأن بناة البناء أفلسوا، مما ترك المباني فارغة غير صالحة للسكن.

وبلغ معدل البطالة “الرسمي” بين الشباب في الصين 21%. وتشير التقارير إلى انخفاض بنسبة 16% في تحصيل ضريبة الدخل الشخصي (لا بد أن الأرقام الفعلية أسوأ من ذلك بكثير).

لقد هرب رأس المال، ما لا يقل عن نصف تريليون دولار خرجت من الصين في عام 2023 ويستثمر أغنياء الصين في الهروب إلى الولايات المتحدة ودول أحرى لشراء الجنسية.

تم القبض على 38500 صيني على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة خلال عام 2023، وهم من المهاجرين الذين يتزايد أعدادهم مع استفحال الأزمة في بلادهم.

أدى تصنيف الصين كدولة مفضلة (MFN) منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2007، إلى تقليل قدرتها على التخلص من البضائع الفائضة على يد الرئيس الأمريكي شي جين بينغ، حيث أدت العزلة غير الحكيمة التي فرضها فيروس كورونا لمدة عامين إلى تفاقم مشاكل الصين الاقتصادية.

معظم الجروح كانت ناجمة عن نفسها، لقد اتبع شي جين بينج نفس المسار الكارثي الذي الزعيم ماوتسي تونغ، وازداد الإستبداد استفحالا في البلاد وسيطر على الحزب الشيوعي وتعرض الرئيس السابق للقمع والعزل.

لقد أدى انهيار صناعة البناء إلى ترك 65 مليون مبنى سكني شاهق فارغ ومكتمل جزئيًا، لا تزال العديد من المشاريع السكنية بحجم المدينة فارغة، أو تقريبًا، مع معدلات إشغال أقل من 5٪.

كان لسياسة الطفل الواحد التي استمرت ما يقرب من 35 عامًا تأثير في تقليل عدد السكان المتضخم، لكنها تركت للعمال خيار إنجاب ابن يعولهم في شيخوختهم، أو ابنة ستعيش مع أهل زوجها، واختارت معظمهن إجهاض بناتهن، أو أجبرتهن الدولة على ذلك.

كان على العمال توفير المال لسنوات تقاعدهم في غياب برنامج الضمان الاجتماعي، كان لا بد من استخدام معدل مدخراتهم البالغ 65% عند تقاعدهم، أو الاستثمار في أصول مدرة للدخل، وتحولت الملايين من استثمارات الشقق إلى حالة من التدهور بسبب وفرة العرض من قبل شركات البناء المفلسة الآن.

ولم تكن خسارة مدخرات حياتهم سيئة بما فيه الكفاية، أدى نقص عدد مواليد الفتيات فوق 35 عامًا إلى ترك شريحة كبيرة من الرجال دون آفاق للزواج، كما أصبحت هناك حركة متنامية لمنع الزواج والإنجاب في البلد احتجاجا على الديكتاتورية والإستبداد والوضع الاقتصادي المتأزم منذ 2020.

وشجعت جائحة كوفيد الشركات على بناء المصانع في الهند والفلبين والمكسيك والمغرب ومصر وتركيا ورومانيا وإيطاليا ودول عديدة للتصنيع والتصدير من خلالها إلى الأسواق العالمية عوض الإعتماد على الصين.

وقد مرت مبادرة الحزام والطريق الصينية بأوقات عصيبة، حيث لم يتمكن ثلث المشاريع من إكمالها بسبب نقص رأس المال لتمويل المشاريع الجارية.

واتجهت الصين مؤخرا إلى السيارات الكهربائية التي يمكن إنتاجها بأقل من 10000 دولار والتي تهدد المنتجين المحليين في أوروبا والولايات المتحدة، لهذا تتجه أوروبا إلى فرض ضرائب كبرى على هذه السيارات أو حتى تقديم تخفيضات ضريبية كبرى للشركات المنتجة المصنعة من أجل مواجهة الإغراق الصيني.

ويبدو أن القفزة الكبيرة التي حققتها الصين في العقود الأخيرة كانت بفضل الإستدانة الخارجية، حيث لديها ديون متراكمة بالدولار الأمريكية وأيضا فقاعة من الديون الداخلية متراكمة على شركات الدولة والحكومات المحلية.

في منشور على لينكدإن حذر راي داليو السلطات الصينية من “عقد ضائع” محتمل على غرار اليابان، وشدد على أهمية معالجة مشكلة الديون المتنامية في الصين لتجنب “عقد ضائع” محتمل من الركود الاقتصادي، على غرار الوضع الذي واجهته اليابان في التسعينيات.

وأشار داليو إلى أن الصين تواجه حاليا مجموعة من التحديات، بما في ذلك ضغط الديون، والتغيرات التكنولوجية الكبرى، والصراعات بين القوى الكبرى، والكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والجائحة المستمرة، هذه العوامل، وفقا لداليو، تخلق العاصفة المثالية للاقتصاد الصيني ليهبط في المياه العكرة.

وحث المستثمر الشهير زعيم الحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ على اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة عبء ديون البلاد، وشدد على أن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى عقد من الركود الاقتصادي، على غرار تجربة اليابان في أعقاب انفجار اقتصاد الفقاعة في عام 1991.

كما سلط داليو الضوء على حاجة الحزب الشيوعي الصيني إلى التركيز على معالجة الاختلالات الأخرى داخل الاقتصاد الصيني، مثل قضايا معاشات التقاعد، وفجوة الثروة الآخذة في الاتساع، والمخاطر المرتبطة بالصراع الصيني الأمريكي المستمر، وشدد على أهمية فهم نهج شي جين بينغ تجاه هذه التحديات واتخاذ قرارات استراتيجية لتجنب أزمة اقتصادية محتملة.

أثارت المؤشرات الاقتصادية الأخيرة في الصين، بما في ذلك انخفاض الاستهلاك، وانخفاض تكاليف الإنتاج، وتباطؤ سوق العقارات، المخاوف بشأن الصحة الاقتصادية للبلاد، وتعكس أسواق الأسهم في الصين وهونج كونج أيضًا البيئة الاقتصادية الصعبة، مع انخفاضات كبيرة في مؤشرات السوق.

إقرأ أيضا:

مشاكل الإقتصاد الصيني ونهاية عصر معدلات النمو العالية

الهند هي المستقبل وليس الصين

هل تنجح الصين في وقف انهيار الأسهم الصينية خلال 2024؟

لماذا قامت بنوك الإمارات والصين وتركيا بحظر روسيا؟

السيارات الكهربائية الرخيصة تشعل حربا تجارية أوروبية صينية

تطبيق التجسس الصيني الذي يحكم شعب الصين

الرابح والخاسر من اكتشاف أكبر حقل نفط بالعالم في الصين

لهذا السبب لن يتجاوز الإقتصاد الصيني نظيره الأمريكي

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز