خدعة تراجع الذهب بسبب فيروس كورونا وإلى أين يتجه السعر؟

العوامل الثمانية التي تؤثر على سعر الذهب

يواصل سعر الذهب رحلة الإرتفاع وهو الذي حلق من 1280 دولار أواخر ديسمبر 2018 إلى 1500 دولار على الأقل بأواخر العام الماضي، قبل أن يرتفع إلى 1585 دولار للأوقية الآن.

لكن في الواقع تراجع سعر الذهب يوم الجمعة بعد أن وصل سعر أونصة الذهب إلى 1690 دولاراً في 24 من فبراير الماضي.

هذا التراجع مهم وواضح، وقد دفع البعض للتساؤل عن سبب حدوث ذلك، ولهذا نرغب في توضيح ما الذي حدث؟ وإلى أين يتجه سعر الذهب.

  • موجة بيع للذهب مدفوعة بتحصيل الأرباح

بينما يهرب المستثمرين من سوق الأسهم التي تعد من الأصول عالية المخاطر، فإن المتداولين للذهب قد تحركوا على نطاق مشابه.

دوافع الفئة الأولى هي سحب أموالهم في ظل تراجع منطقي بسبب الأخبار السلبية الناتجة عن فيروس كورونا.

أما الدافع وراء الفئة الثانية هي تحصيل الأرباح خصوصا وأن سعر المعدن النفيس قد شهد قفزة مهمة منذ بداية العام الجاري.

كلاهما “أي الذهب والأسهم” في وضع التصحيح، لكن الأمر مختلف عموما فما تعرضت لها الأسهم هي أنها خسرت 6 تريليون دولار أمريكي خلال الفترة الأخيرة بينما تراجعت القيمة السوقية للذهب ببضعة مليارات دولارات.

انخفض سعر عقود الذهب الآجلة لشهر أبريل بنسبة 78.00 دولارًا أو 4.7٪ إلى 1564.00 دولارًا للأوقية يوم الجمعة، وهو ما يمثل أسوأ عمليات بيع خلال سبع سنوات تقريبًا.

خفّض المعدن الأصفر معظم مكاسبه لهذا العام ويتداول حاليًا عند أدنى مستوى له في أسبوعين ونصف، لكنه عاد للإرتفاع مجددا.

  • لماذا تراجع الذهب يوم الجمعة الماضي؟

الذهب هو آخر ضحية للانهيار المالي العالمي ولكن هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن التراجع لن يستمر وسيعود للإرتفاع مجددا.

سجل سعر الذهب أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ عام 2013، لقد وصل المعدن الأصفر إلى 1564.00 دولارًا للأوقية، محققًا مكاسب بلغت أكثر من أسبوعين.

وقد نشأت عمليات البيع بسبب المخاوف من أن فيروس كورونا سيؤثر على الطلب على المواد الخام مع توقف النمو الاقتصادي.

قد يكون الإنخفاض الحاد في الأسهم والأصول الأخرى قد أجبر التجار أيضًا على التخلي عن مواقعهم الذهبية لتغطية الخسائر في أماكن أخرى.

انخفضت عائدات السلع إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1987 بسبب المخاوف من أن فيروس كورونا سيؤثر على الطلب على المواد الخام، وهو ما أثر أيضا على المعدن النفيس.

جاء الانخفاض في المعادن النفيسة يوم الجمعة على خلفية من عدم اليقين بشأن الطلب على المواد الخام، وقد تلاشت الآمال في انتعاش أسعار النفط بسرعة وسط الاقتتال الداخلي بين أوبك وحلفائها.

من المتوقع أن يؤدي انتشار فيروس كورونا إلى انخفاض الطلب على النفط بمقدار 435000 برميل يوميًا في الربع الأول وحده، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

نظرًا لأن الذهب سلعة صناعية وكذلك سلعة استهلاكية، فهو ليس محصن ضد موجات الهبوط في ظروف مثل هذه، فمن المحتمل أن يؤثر انخفاض الطلب نتيجة لفيروس كورونا على حالات استخدام الذهب الأخرى.

عمليات البيع الضخمة في الأصول الأخرى قد أجبرت التجار أيضًا على التخلي عن مواقعهم الذهبية لتغطية الخسائر في أماكن أخرى، استمرت هذه العملية لبضعة أيام حتى الآن حيث تراجع الذهب من أعلى مستوياته في سبع سنوات.

  • ماذا بعد تراجع الذهب؟ إلى أين يتجه هذا المعدن النفيس؟

إذا كانت عمليات بيع الذهب قد نشأت إلى حد كبير عن طريق التجار الذين قاموا بتغطية نداءات الهامش، فمن الممكن حدوث انتعاش سريع على المدى القريب.

ما زالت السبائك تستفيد من نفس العوامل ذات القيمة التي دفعتها إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات قبل أسابيع قليلة فقط.

من المرجح أن يؤدي تباطؤ النمو العالمي وتقليل التعرض للمخاطر بين المستثمرين والسياسة النقدية التيسيرية للغاية إلى ارتفاع أسعار الذهب.

يعد هذا المعدن النفيس الخيار الأول للمستثمرين ورجال الأعمال الذين يتحوطون ضد الأزمات المالية وذعر أسواق الأسهم.

في هذا الإطار رفع بنك جولدمان ساكس الأسبوع الماضي، توقعاته لأسعار الذهب إلى 1800 دولار للأوقية مع استمرار انتشار فيروس كورونا.

يتوافق هذا مع توقعاتي السابقة التي قلت فيها أنه يمكن لسعر الذهب أن يصل حتى 2000 دولار في حالة حدوث اضطرابات واسعة النطاق ومنها الركود الإقتصادي.

الإتجاه العام لسعر هذا المعدن هو الإرتفاع وأي انخفاضات ستكون قصيرة ومحدودة ومجرد تصحيحات طبيعة وصحية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز